ذوو الإعاقة يجسّدون الوفاء لذوات العطاء.. قُبلة على جبين «أمهات الصبر»

شمعة تضيء بها الحياة، ونبع الحنان والعطاء المتدفّق، الذي لا ينضب مهما مر الزمان، كلمات ومشاعر كثيرة يعبّر عنها ذوو الاحتياجات الخاصة، بمناسبة الاحتفال بعيد الأم، تقديراً واعتزاز لها.
وردة وفاء.. وبطاقة معايدة للأمهات، وقُبلة على الجبين، ودعوة من القلب.. بأن يبارك الله تعالى سعيهن وخطواتهن، لما يبذلنه من جهود في تربيتنا ورعايتنا.
كلمات قليلة تحمل معاني كبيرة، لا توفّي الأم حقّها، هكذا احتفل ذوو لإعاقة بعيد الأم، واصفين إياها بـــ «الجندي المجهول»، الذي يسهر الليالي بلا كلل أو ملل، لرعايتهم ومداواة آلامهم وهمومهم.
القبس عايدت أمهات ذوي الاعاقة، ونقلت رسائل أبنائهن وكلماتهم، وفي ما يلي التفاصيل:
بعثت منى العازمي، وهي من المكفوفين رسالة لوالدتها مغلفة بصادق الدعاء بأن يحفظها الله تعالى ويمتعها بالصحة، وقالت في رسالتها: «أمي هي النقطة التي منها انطلقت للحياة، فبحكمتها تهشّمت كل قيود الإعاقة، فبفضل الله تعالى، ثم حُسن تدبيرها استطعت أن أصل إلى ما وصلت إليه الآن».
وأشارت العازمي إلى أن الأم القوية تستطيع أن تزرع الثقة في نفوس أبنائها مهما قست الظروف، وسطت الإعاقة.
ومن نافذة هذه المناسبة، وجهت العازمي رسالتها لكل أم ترعى معاقا بألا تيأس، بل عليها الاستعانة بالله تعالى ثم التسلّح بالصبر، وأن تعامل ابنها من ذوي الإعاقة معاملة الأسوياء، فهو في النهاية عضو في المجتمع له حقوق وعليه واجبات.
كما عبّر عدد آخر من ذوي الاحتياجات الخاصة عن مشاعرهم تجاه أمهات «الصبر»، وفق قولهم، مطالبين بالالتفات للأمهات اللائي يرعين ابناً معاقاً والعمل على زيادة الدعم وتكريس التضامن الإنساني ورد الجميل لذوات العطاء، واللائي يزرعن الأمل، وبإخلاصهن يداوين الألم.

الهاجري: رمز للبذل والتضحية

عبّر راشد الهاجري، وهو من المكفوفين، عن فضل الأم، مشيراً إلى وصية الرسول (صلى الله عليه وسلم)، حينما قال: «أمك، ثم أمك، ثم أمك..»، كما استذكر قول الشاعر:
الأم مدرسة إذا أعددتـــها
أعددت شعباً طيب الأعراق
وزاد بالقول: جميل أن نستذكر فضل الأم في هذا اليوم، مؤكداً أن معاناة أم المعاق جعلها تستحق كل تقدير في الدنيا، وكل الثواب في الآخرة، مستشهدا بقول الرسول (صلى الله عليه وسلم): إن عِظَم الجزاء من عِظَم البلاء، وإن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط، مشيرا إلى أن الأم رمز للبذل والتضحية والعطاء.

العنزي: أحتفل بوالدتي كل يوم

بأعذب القصائد، هنّأ سفير المعاقين عبدالكريم العنزي (من ذوي الاعاقة الحركية) والدته وجميع أمهات العالم قائلاً:

شوفي الشعر يمه تسمر مكانه..
كل القصايد تنحني في مكانك..
يمه الشعر مخلوق ما انتي عشانه..
وربي الشعر مخلوق كله عشانك..
شفي الشعر شفتيه يمه بحنانه..
وربي حنانه منوخذ من حنانك..
وأشار العنزي إلى حرصه الدائم على الاحتفال بوالدته يوميا، من خلال زيارتها وتقديم هدية متواضعة، تقديرا لها، مبديا أسفه من ترسيخ ثقافة الاحتفال بعيد الأم بهذا التاريخ فقط، لأن الأم تستحق الاحتفال بها كل يوم من دون تخصيص يوم أو تاريخ معيّن، فعطاؤها لا ينضب.

المرهون: المزيد من دعم الحقوق

خصّت سارة المرهون (من ذوي الاعاقة الحركية) تهنئتها لأمهات ذوي الاعاقة، معتبرة أنهن مثال للصبر والعطاء اللامحدود بلا مقابل.
ولفتت إلى أن تقدير الأم يستحق ان يكون في اي يوم، وليس في هذا اليوم العالمي، مشيرة إلى حقوق أم المعاق من حيث التقاعد المبكر وتخفيض ساعات العمل لمن ترعى معاقا، مشددة على ضرورة إقرار المزيد من الدعم والحقوق.
وذكرت المرهون أنها تحتفل بهذه المناسبة، بمشاركة إخوانها وأخواتها، حيث يتقاسمون الفرحة ويقدّمون الهدايا لوالدتهم.

المصدر : مى السكرى \ جريدة القبس