وقبل أن يصل الوزير إلى سيارته وعلامات الغضب بادية على وجهه من سائقه، كانت الدوريّة بالمرصاد، إذ قام رجال المرور بتحرير مخالفتين للوزير والوكيل على مرأى منهما ومرافقيهما، في مشهد نادرٍ بدا وكأنه مستقطع من دولة أوروبية!
عدسة «الراي» كانت في الموقع لترصد موقف الوزير الذي قال ان القانون فوق الجميع «وعلينا ان نكون القدوة في تطبيقه لأن السائق اخطأ والخطأ يجب ألا يمر مرور الكرام حتى لو كنا في منصب وزاري»، وأثنى الوزير على رجال المرور وهو يراقب تحرير المخالفة، شأنه شأن أي مواطن أو مقيم، مع فارق أنه لم يحاول التبرير أو الاستعانة «بواسطة»، بل استخدم «واسطته» لدعم مبدأ تحرير المخالفة وأثنى على موقف العسكري الذي طبّق القانون، من دون أن يلتفت إلى هيبة المناصب، وقدّم له البيانات المطلوبة لتحرير المخالفة.
وعلى الرغم من أن الوزير بدا منزعجاً من ارتكاب سائقه للمخالفة، إلا أنه حرص على إيصال رسالة تقدير لرجال الشرطة. ولاحقاً، بعث وكيل وزارة التجارة كتاب شكرٍ وتقدير إلى وكيل وزارة الداخلية الفريق سليمان الفهد، عبّر فيه عن سروره وسعادته بأداء رجال المرور لمهامهم «بتفانٍ وجديّة وثقة عالية، وبحرص تام على التعامل مع الجميع من دون أي تمييز أو تفرقة أو تحيّز لمنصب».