قالت رئيسة الفريق الكويتي التطوعي للتوعية بمرض السيلياك التابع لمركز العمل التطوعي، د.سعاد الفريح لـ«الكويتية»: أتوقع أن نسبة المصابين بـ «السيلياك» وصلت لأكثر من 69 بالمئة في الكويت.
وأوضحت أن هناك إحصاءات سابقة أشارت إلى إصابة 10 آلاف مريض بالسيلياك بالكويت في نهاية عام 2014، وكان ذلك قبل سنوات من نشر التوعية بالمرض، ولم يكن الكثيرون يدركون أنهم مصابون به. وهناك دراسة أجريت في المملكة العربية السعودية أخيرا، نفذها بروفيسور ومساعدون له على 1300 طالب من مختلف مناطق المملكة، ووجد احتمال الإصابة في المجتمع السعودي بنسبة 2.2 بالمئة، وهي نسبة أعلى من الدول الأوروبية التي تصل نسبة الإصابة فيها إلى1.1 بالمئة، وهو ما أثار تساؤلات كثيرة حول مسببات المرض بدول الخليج، وبما أننا مجتمع خليجي نتمتع بنفس مقاييس وأساليب الحياة، أتوقع أن نسبة المصابين وفق دراسة وصلت لأكثر من 69 بالمئة مصابين بالسيلياك في الكويت.
انتشار المرض
وأكدت أن أعداد المرضى المكتشفين في ازدياد، وأهم سبب هو التوعية التي انتشرت، حيث أصبح المرض معروفاً نوعا ما، ما دفع الكثيرين سواء مرضى أو أطباء لطلب الفحص عند شعورهم بتطابق الأعراض لديهم مع المرض الذي عرفوا عنه أخيرا، وكذلك سهولة إجراء الفحص الذي يؤكد الإصابة، فمن قبل، كان الأطباء يرون أن هذا المرض نادر، لكن الآن أصبح مرضا شبه معروف لدى الكثيرين، وخصوصا مع زيادة أعداد المصابين، ففي عام 2010 كان عدد مرضى السيلياك الذين يتسلمون الطعام من وزارة الصحة نحو 120 مريضا، ومع نهاية عام 2014، وصل العدد إلى 10 آلاف مريض، وبالتالي العدد ازداد بصورة مهولة.
وتابعت: لكننا نحمد الله أننا استطعنا إنقاذ هذا العدد من المرضى، بيد أننا مازلنا نبحث عن المرضى الذين لم يكتشفوا إصابتهم بعد، وإنقاذهم من معاناة من المرض.
الدول العربية آخر من يعلم!
ونوهت بأن بداية زراعة القمح بدأت في الشام، حيث بدأت الزراعة بالدول العربية، وانتقلت منها إلى الدول الأوروبية ومع الوقت اكتشفوا الإصابة بالمرض هناك، بينما الدول العربية لم يتخيلوا أن المرض موجود عندهم، إلا أن من قام بهذه الدراسة أشار إلى أن الدول العربية سبقت في زراعة القمح، وبالتالي فإن الإصابة سبقت الدول الأوروبية، ولهذا فإن نسبة الإصابة ستكون أعلى، وما زاد من ارتفاع معدل الإصابة الآن، هو أن القمح أصبح يستخدم معه أسمدة كيماوية، ما يساعد في تغيير التركيبة الجينية للحبوب، وبالتالي أصبحت نسبة الجلوتين داخل القمح أعلى من السابق، حيث إن المرض جيني مكتسب، ولهذا، فإن الاستعداد الجيني موجود عند شريحة معينة من الناس، والبيئة هي التي تساعد على ظهوره بالتعاطي مع المحسسات، مثل القمح وغيره.
مرض نادر
وأكدت أن مرض حساسية القمح، هو مرض نادر وصعب التشخيص، يهاجم الأطفال بشكل خاص، لافتة إلى أن اسمه العلمي هو «سيلياك».
وأوضحت الفريح أنه غالبا ما يتم تشخيص المرض في بداية ظهور أعراضه على أنه مرض معوي أو نزلة برد، مبينة أن أول إصابة يلحقها «سيلياك» بجسم المريض، تكون في الأغشية المبطنة لجدار الأمعاء، فيصيبها إصابة مدمرة، فتتلف وتصبح غير قادرة على امتصاص الطعام، ومن هنا تنجم الخطورة.
وبيّنت أن المرض يكثر غالبا لدى الأطفال في مرحلة الفطام، لأنها الفترة المرتبطة ببدء تجربة الطعام بعد الرضاعة الطبيعية، إضافة إلى أنه يظهر في مرحلة المراهقة المبكرة، وهناك حالات إصابة في أعمار مختلفة أيضا.
ولفتت إلى أن عدم الامتصاص الغذائي للطفل المصاب يتسبب بنقص في احتياجات جسمه من كل المواد، كالبروتين والكالسيوم والحديد وغيرها، فيقل وزنه بصورة واضحة عن الطبيعي، وينتفخ بطنه بشكل مبالغ فيه، نتيجة لسوء الهضم الشديد، الذي يتعرض له أو ازدياد الشهية أو نقص الشهية.
وأشارت إلى أن اكتشاف المرض يبدأ بملاحظة الأم لهزال طفلها، وعدم استجابته لكل أنواع العلاجات التي يتلقاها، داعية إلى إجراء التحاليل للتأكد من إصابة الطفل من عدمها بالمرض.
وأضافت أن التشخيص المبكر والتزام الأمهات بالامتناع تماما عن إدخال أغذية القمح للطفل في الأشهر الأولى، يشكلان ركنا مهما في خطوات العلاج.
العلاج
وقالت: للأسف مازال الأمر كما هو، ولم يخرج للنور أي عقار معالج، لكن هناك بارقة أمل تتمثل في تجارب يتم عملها على مصل أو لقاح يتم إعطاؤه للمريض، بحيث إن تناول أي طعام فيه جلوتين لا يتأثر، لكن مازالت الدراسة في المرحلة الأولى التي تستغرق 10 سنوات، أي مازال الوقت طويلا على ظهور هذا اللقاح، ومن المتوقع أن يخرج عام 2025، ولهذا، سنظل على التعايش مع المرض، حتى يتم خروج هذا اللقاح للنور.
أفضل غذاء لمريض السيلياك
بيّنت د.سعاد الفريح أن أفضل الأغدية لمريض السيلياك، هو كل ما كان طبيعيا من اللحوم بأنواعها والخضار والفاكهة والحبوب عدا القمح والشعير والجاودر، لكن الإنسان يحتاج إلى الخبز والكيك والبسكويت، وخصوصا الأطفال، مؤكدة أن إنجازنا بإنشاء مصنع حكومي على أعلى المقاييس وسام شرف على الصدر، بل على رأس كل مريض سيلياك، فهو يشكل دعما لامتناهيا للمرضى، كما أنه يعد حسنات جارية إلى قيام الساعة بفضل رب العالمين.
المصدر : جريدة الكويتية