0 تعليق
477 المشاهدات

مبدعون رغم الإعاقة.. تفوَّقوا وأنجزوا : ما أضيقَ العيش لولا فُسحةُ الأملِ



لم يعرف اليأس طريقهم، ولم يعرقل طموحهم أي عائق، وبالإبداع والعزيمة هزموا الإعاقة وحوَّلوها إلى طاقة خلاقة للإنجاز، واقتحموا مجالات، عجز الكثير من الأصحاء عن الوصول إليها وخاضوا أدق التخصصات، ليثبتوا أن الاعاقة طاقة وإرادة وأن الإبداع والعطاء ليسا حكراً على الأصحاء فحسب.
القبس التقت بنماذج تحدّت إعاقاتها وخاضت غمار الحماسة والمغامرة، وحققت المعادلة الصعبة لتثبت أن نظرات الشفقة والعطف تجاه ذوي الإعاقة أصبحت من صفحات الماضي، وأنهم في الوقت الراهن أصبحوا عناصر فعالة في المجتمع ودورهم مكمّل ويشاركون في عملية التنمية.
الكرسي المتحرك بداية حياته ليخوض غمار المغامرة والتحدي ويخرج من العزلة إلى العالم الخارجي عابرا بأحلامه أعماق البحار، هذا ما جسده فيصل الموسوي وهو أول غواص من ذوي الاحتياجات الخاصة في العالم وأول فرد من ذوي الاعاقة الحركية يحصل على رخصة غواص إنقاذ الدولية من النادي العلمي الكويتي.

رخصة دولية
وقال الموسوي: أي شخص بإمكانه الحصول على هذه الرخصة الدولية، وهي معترف بها في جميع أنحاء العالم، حيث إن حاملها مخول لمعالجة أي إصابات نتيجة الحوادث المرورية او إصابات المنازل والحروق، لافتا الى الصعوبات التي واجهته للحصول عليها، منها عدم وجود اختبارات خاصة لذوي الاعاقة للحصول على الرخصة، كما أنه يشترط على المتقدم للحصول عليها اجتياز شرط النزول من الكرسي المتحرك الى الارض والصعود اليه مرة اخرى من دون مساعدة أي شخص، وهذا الشرط يتطلب لياقة بدنية وتركيز وضبط النفس وهدوء كبير لمعالجة المصاب بشكل صحي والتجاوب مع الحالة.
ولفت إلى أنه تغلب على الصعوبات التي واجهته من خلال ممارسة الرياضة للمحافظة على اللياقة البدنية، فضلا عن تعزيز حب مساعدة الآخرين، مشيرا إلى أن الفرد ذا الاعاقة لا يستجيب فقط للمساعدات، بل هو عنصر فعال في المجتمع، ويقدم المساعدة ويخدم الآخرين.
وأوضح أن موقع العاملين بهذه المهنة تكون ما بين المصاب ووصول الإسعاف، وبعد إنقاذ الحالة تتم كتابة تقرير حول كيفية التعامل معها، لافتاً إلى إنقاذه حالتين من الحوادث المرورية.
وانتقد الموسوي نظرة المجتمع التي مازالت قاصرة تجاه قدرات ذوي الإعاقة، حيث توجد صعوبة في إقناع الناس بأن الشخص المعاق قادر على إنقاذ المصاب ومعالجته، لافتاً الى الصعوبات المهنية التي تواجهه، منها صعوبة الوصول إلى موقع المصاب داخل السيارة.
واستذكر الموسوي كيفية تغلبه على إعاقته التي تعرض لها عقب حادث سير اليم، وقال «الإعاقة تحوّلت من نقمة الى نعمة، حيث كنت أتمنى الموت خلال أول عامين، وفي السنوات الثلاث الأخيرة أصبحت أنافس الأصحاء وأجاريهم في رياضتهم حتى أصبحت قدوة لجميع الأشخاص، بمن فيهم الأصحاء جسديا»
.وزاد بالقول: بسلاح القوة نجحت في دعم ذاتي لأتجاوز الألم وتحويله الى أمل، الى جانب دعم الأهل، وبعد نجاحي وتحقيقي لإنجازات عالمية قررت الاتجاه الى التدريب في مجال التنمية البشرية لنقل تجربتي ونجاحي في تحفيز نفسي إلى العالم، وأسفرت عن تقديم 125 دورة ومحاصرة وورش عمل داخل وخارج الكويت».
واختتم الموسوي حديثه بتوجيهه رسالة إلى أقرانه من ذوي الإعاقة، مفادها: انظروا الى الحياة بعين التفاؤل، ولا تنظروا إليها نظرة التشاؤم والسواد، مستشهداً ببعض النماذج من ذوي الإعاقة التي مثلت بلادها في المحافل الدولية.
إلى ذلك قال موهوبون آخرون: المطلوب دعمنا والتخلي عن سياسة التهميش، مؤكدين أن الضوء الإعلامي يسلّط على الأصحاء ويتجاهل منجزات ذوي الاحتياجات.

 

المصدر : مى السكرى \ جريدة القبس

كتـاب الأمـل

+
سمر العتيبي
2018/12/09 3777 0
راما محمد ابراهيم المعيوف
2017/12/29 4154 0
خالد العرافة
2017/07/05 4693 0