0 تعليق
948 المشاهدات

الأطفال من ذوي الإحتياجات الخاصة ضمن مرضى منسيون في المستشفيات



مرضى منسيون في أروقة مستشفيات وزارة الصحة، وقصص ومآسٍ مؤلمة لهؤلاء مع ذويهم الذين تجردوا من أبسط المشاعر الإنسانية وصلات الأرحام التي تجمعهم مع مرضاهم أو «أصحائهم» المنسيين، الذين ينتظرون أي زيارة من ابن أو ابنة او حتى صديق او جار.
وعلى الرغم من أن أعداد هؤلاء تقلصت خلال الفترة الأخيرة بحسب مصادر مطلعة بوزارة الصحة، نظرا لجهود بذلتها جهات عديدة، الا أن تواجدهم يطرح اكثر من تساؤل حول الأسباب التي دفعت ذويهم الى الاستغناء عنهم، فضلا عن أسئلة اخرى تتعلق بالتكاليف المادية التي تتحملها الوزارة نظير الإقامة المجانية لهم.

وقائع مؤلمة
«الرقم غير صحيح».. «أرجو عدم الاتصال مجددا».. «الجهاز مغلق»..
هذه العبارات، وغيرها، تكون الجواب المباشر لأي اتصال من قبل الكوادر الطبية والهيئات التمريضية بالمستشفيات العامة، بذوي المرضى المنسيين في أجنحتها، بحسب المصادر، فيما يبادر بعضهم الى الزيارة النادرة، الا انه يتم الاشتراط على المريض عدم المطالبة بمغادرة المستشفى معه «الابن او الابنة»، ولأسباب متفاوتة، أغلبها اجتماعية، كما أن ادارة اي مستشفى غير مخولة بطرد أي مريض منها، رغم وجود التصريح الطبي بالخروج منه، ولاسباب قانونية وإنسانية معاً.
مصادر صحية أكدت لـ القبس أن أعداد المرضى المنسيين في أقسام المستشفيات العامة تقصلت خلال الآونة الاخيرة، نظرا للتعاون مع وزارة «الشؤون» وسفارات البلدان التي ينتمي لها المرضى، الا انها ظاهرة موجودة، بحيث تستقبل «الشؤون» بعض المرضى في أقسامها، فيما يتم تسليم بعض السفارات رعاياها الذين مكثوا اوقاتا طويلة بالمستشفى من دون وجود شخص يتفقدهم او يسأل عنهم، تمهيدا لإنهاء اجراءاتهم ومغادرة البلاد.
وروت المصادر بعض الوقائع المؤلمة التي يتعايش معها الأطباء والهيئات التمريضية بصورة يومية مع هؤلاء، مشيرة الى ان مريضا في احد المستشفيات العامة كان يجري اتصالا بابنه الوحيد يوميا، الا انه لا يرد عليه مطلقا، ومن ثم يغلق الاخير الهاتف، وعند الاستفسار من المريض عن سبب إلحاحه على اجراء هذه الاتصالات المتكررة، يكون جوابه «سيأتي يوماً لزيارتي ويصطحبني الى منزله»، مضيفة أن المريض توفي مؤخرا دون أن يلتقي بابنه «العاق».

مرضى مجهولون
وتابعت المصادر ان هناك مريضة أخرى بالمستشفى ذاته، مرت بالتجربة السابقة ذاتها، حيث تجري اتصالات يومية بابنتها التي لا ترد على اتصالاتها، في بداية الأمر، ثم يرد شخص ما زاعما أن الرقم غير صحيح ويشدد على عدم الاتصال مرة اخرى، مشيرة الى ان الخدمة الاجتماعية بالمستشفى حاولت تخفيف المعاناة النفسية لهذه المريضة التي كانت تعاني من مشاكل بالقلب، الا انها كانت تبكي بشدة وتنهار تارة، حتى توفيت مؤخرا، دون أن تجد من يسأل عنها.
وعن أبرز المعوقات التي تزيد هذه الظاهرة تعقيدا، أوضحت المصادر ان بعض اقسام المستشفيات تستقبل مرضى مجهولي الهوية، يكون اغلبهم بحال صحية حرجة لحظة دخول الحوادث، فيتم علاجهم الى ان المعضلة الحقيقية تكمن في عدم وجود مرافق لهم، وبالتالي تضطر ادارة المستشفى لادخالهم في أحد الأجنحة، لحين التوصل الى ذويهم، او حتى المكوث لسنين احيانا دون معرفة اي معلومات عنهم.
وأشارت الى ان سوء الحالة النفسية لهذه الشريحة تساهم في تدهورها الصحي، لاسيما أن اغلب المرضى لا يتجاوبون مع الطواقم الطبية والادارية، خصوصا فيما يتعلق بأرقام هواتف او عناوين ذويهم، لضمان التوصل اليهم.
ولفتت الى ان المستشفيات تضطر الى تقديم كل الخدمات الصحية وغيرها لهؤلاء، وهو مايزيد من التكلفة المادية التي تتحملها المستشفيات نظير توفير افضل الخدمات لعموم المرضى والنزلاء فيها، مشددة على أهمية ايجاد حلول جذرية لإنهاء هذه الظاهرة، التي باتت تؤدي الى عواقب اجتماعية ومادية وانسانية ايضا.

التكلفة اليومية
وكشفت المصادر أن تكلفة علاج المريض في المستشفى من علاج ورسوم الغرفة والطعام والأدوية والخدمات الاجتماعية وغيرها تتراوح مابين 160 الى 170 دينارا يوميا، مشيرة الى ضرورة استفادة اكبر عدد ممكن من المرضى من هذه الخدمات، وألا تنحصر على شخص «مرخوص» أساسا من الطبيب، وعليه مغادرة المستشفى.
وأشارت الى ان المرضى المنسيون ليسوا من جنسية واحدة، فهم مواطنون ووافدون، ويتم التنسيق مع السفارات وصندوق اعانة المرضى ووزارة الشؤون في اغلب الحالات، مبينة وجود اطفال معاقين يولدون ويتخلى عنهم اهلهم ويرفضون تسلمهم، وهناك اكثر من حالة لأطفال من ذوي الإحتياجات بالمستشفيات العامة، من دون ان يتم استخراجهم من قبل ذويهم.

قلة الأسرّة
ولعل انتشار المرضى المنسيين في اغلب مستشفيات «الصحة» زاد من حجم المعاناة بسبب قلة الأسرّة، حيث يكون الجواب لبعض المراجعين بأن عليهم مغادرة المستشفى والعودة بعد ايام لضمان توافر أسرّة شاغرة، سواء لاجراء العمليات او حتى الدخول في الأجنحة قبيل اجراء العملية.
فالقضاء على هذه الظاهرة يحتاج الى تكاتف وتعاون وثيق بين الجهات المعنية ذات العلاقة، كوزارة الشؤون والداخلية وهيئة «الاعاقة» والمعلومات المدنية والسفارات، اضافة الى وزارة الصحة.
وهناك اشخاص يتعمدون ابقاء ذويهم او مرضاهم داخل المستشفيات، كونه يضمن توفير افضل الخدمات والرعاية دون أن يتكبد أي مبالغ مالية، فضلا عن استفادة البعض من الرواتب التقاعدية الشهرية للمرضى، مع عدم زيارتهم لهم، وهو مايوضح مدى تفاقم الظاهرة وتداخلها، والحاجة الماسة الى انهائها وفق أسس علمية واجتماعية وصحية، مع الحرص على تقديم افضل الرعاية لهذه الشريحة، لحين البت في قرار نقلهم من هذه المستشفيات من عدمه.
جحود ونكران
اشارت المصادر الى أن اغلب المرضى المنسيين في المستشفيات، من كبار السن او ذوي الاحتياجات الخاصة، مشددة على ضرورة تثقيف وتوعية بعض شرائح المجتمع، لاسيما فيما يتعلق بصلة الأرحام وعدم جحود ونكران فضل الوالدين على الابناء.
تعامل وإنسانية
أكدت المصادر ان تعامل الطواقم الطبية والهيئات التمريضية مع المرضى المنسيين، حصل على اشادة واسعة من قبل الحالات التي يتم التواصل معها يوميا، بحيث يتم الحرص على مراعاة الحالة النفسية لهم، وتوفير كل سبل الراحة.

الصالح: تعزيز حقوق المرضى
أكد نائب رئيس مجلس ادارة حملة «كان»، د. خالد الصالح، ان «حق المريض جزء مهم من تقدم الخدمات الصحية»، وذلك خلال مشاركته ضمن وفد صحي كويتي في انطلاق المؤتمر الخليجي الأول لحقوق المريض تحت شعار «تعزيز الوعي نحو حقوق المرضى» في العاصمة السعودية الرياض، ونظمه المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون، وبمشاركة العديد من المؤسسات الإقليمية والدولية.
ولفت الصالح الى ان المؤتمر يكتسي اهمية خاصة ويمثل انعكاسا لما تمر به الدول الخليجية من تقدم طبي، مرجحاً أن تصدر عنه توصيات مفيدة لهذه الدول لمساعدتها في وضع قوانين وتنظيمات حقوق المرضى.
ولفت الى أن مشاركة الكويت في المؤتمر دليل على اهتمامها بحقوق المرضى، وبهدف إثراء النقاش واستعراض خبرات الدولة في هذا المجال، مضيفا ان المؤتمر يأتي في الوقت الذي شدد فيه وزير الصحة د. علي العبيدي على ضرورة المسارعة بإقرار حقوق المرضى، واهتمام مسؤولي الصحة بصحة المواطن.

المصدر : عبدالرزاق المحسن \ جريدة القبس

كتـاب الأمـل

+
سمر العتيبي
2018/12/09 3775 0
راما محمد ابراهيم المعيوف
2017/12/29 4151 0
خالد العرافة
2017/07/05 4691 0