بعد حادث قتل طفلة متأخرة عقليا رضيعة ..
شهدت محافظة الإسكندرية مؤخرا واقعة مؤسفة لطفلة صغيرة متأخرة عقليا قتلت رضيعة (ابنة جارتها)، وفى التحقيقات اعترفت الطفلة بجريمتها مؤكدة أنها اعتقدت أنها ” دمية” ولم تكن تقصد إيذاءها بل كانت تلهو وتلعب فقط بدميتها!. وتعليقا على الواقعة قال الدكتور وليد نادى استشارى التربية الخاصة والباحث بكلية الدراسات العليا للتربية جامعة القاهرة، إن هذه الطفلة مجرد ضحية، مجنى عليها والجانى هم القائمون على تربيتها، وأسرة الطفلة المتوفاة الذين تركوها بهذا الشكل، كما حمل المجتمع المسئولية لأنه لم يقدم لذوى الإعاقة الذهنية وسائر المعاقين الحب والرعاية والاهتمام. وأضاف الدكتور وليد نادى أن الطفلة فى السابعة من عمرها، وفى هذا السن تمارس عادة ما يعرف باسم “اللعب الإيهامى” أو التخيلى وهو لعب شائع فى مرحلة الطفولة بشكل عام، وفيه يتعامل الطفل من خلال اللغة أو الحديث أو السلوك المباشر الصريح مع المواقف أو المواد كما هى فى الحقيقة والواقع، ولا يمكنه التفريق بين الجد والهزل. وتابع استشارى التربية الخاصة:فى ضوء ما تتمتع به هذه الطفلة من قصور فى القدرات المعرفية الإدراكية والنضج الاجتماعى وفى ظل حاجتها للعب ومشاركة الآخرين فهى ليست مذنبة، ولا يجوز اتهامها بالقتل أو إحالتها لمحكمة الأحداث لأنها غير مدركة. وعن ذوى الإعاقة الذهنية بشكل عام، يوضح استشارى التربية الخاصة أنهم منخفضو الذكاء وهذا المرض يظهر فى فترة مبكرة جدا من حياتهم، ويعانون بسببه من صعوبة التواصل الاجتماعى مع الغير لضعف تركيزهم وقلة انتباههم وحتى مستوى إدراكهم، ما يجعلهم أكثر ميلا للعزلة، أو اللعب مع من هم أقل عمرا، مؤكدا على أن هذه السمات تختلف باختلاف البيئة المحيطة، فكلما كانت البيئة داعمة كلما تحسن إدراك ومستوى وسلوك الطفل المعاق. ويلفت د.نادى الانتباه إلى أن البعض منهم بالفعل يعانى ميلا للعنف والعدوان وإيذاء الذات والغير ، وهو أمر اكتسبوه ولم يولدوا به، فهو ليس مكون أساسى فى شخصيتهم بل نتاج تراكم خبرات الفشل والإحباط التى يعانون منها أو نتيجة التعامل التربوى غير السليم ونظرة المجتمع السلبية لهم، ما يؤكد أن المجتمع والتعامل القاسى هو ما يحول الطفل المعاق إلى عنيف أو ناجح يمكن استغلال قدراته وتعزيزها.
المصدر : مروة الياس \ جريدة اليوم السابع