الحساوي تقدم رؤية متكاملة لنجاح دمج ذوي الاحتياجات في التعليم العام

ويركز مفهوم الدمج على إلحاق الطلبة من هذه الفئة بالفصول الدراسية العادية ومتابعة تعليمهم العام في الظروف المدرسية نفسها التي يعيشها أقرانهم العاديون مع تزويدهم بالخدمات التعليمية والاجتماعية التي يحتاجون إليها في المدرسة العامة، لاسيما أن «الدمج» من أكثر الأنظمة مرونة في تعديل المناهج الدراسية والبيئة الصفية والمدرسية لما يتناسب وإمكانيات كل فئة من فئات الإعاقات المختلفة.

وحول أهمية هذا النظام والسبل المثلى لتطبيقه أصدرت الكاتبة الزميلة والأكاديمية المتخصصة في هذا المجال د. زينب الحساوي كتابا جديدا استعرضت فيه برؤية متكاملة مقومات نجاح دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في التعليم العام، وطالبت بضرورة الأخذ بخطة مقترحة تساعد ذوي الاحتياجات الخاصة على التعليم في بيئة تربوية طبيعية، تسمح بمشاركة هؤلاء الطلبة في العملية التربوية بمدارس التعليم العام، وإتاحة الفرصة لهم لقضاء أي وقت من اليوم الدراسي مع الطلبة العاديين، وكذلك إتاحة الفرصة لذوى الإعاقات البسيطة في الدمج بالصفوف العادية، والإبقاء على بعض حالات الإعاقات الشديدة في مدارس التربية الخاصة، التي تحول دون تلبية حاجاتهم البرامج التربوية العادية.

وقالت الحساوي إن نجاح الدمج في التعليم العام يعتمد على وجود كفاءات فنية وإدارية مدربة وفق معايير تضمن جودة التطبيق لكي يكونوا قادرين على إحداث وإدارة التغيير، وهذا التغيير يحتاج إلى التنمية المهنية المستمرة وفق المتغيرات في النتائج التي يتم الحصول عليها عاما بعد عام إلى أن يتم الانتشار والتعميم بين جميع مدارس التعليم العام، وكما هو معروف ان الموجه الحقيقي في إدارة النظام هو مدير المدرسة الذي يقوم بالمهام الإدارية الجليلة، حيث يعتبر السراج والدليل لجميع العاملين، مما ينبغي الاهتمام به والقيام على توفير البرامج الموجهة لتطوير أدائه.

الكتاب الذي صدر عن دار العروبة للنشر والتوزيع يتناول أيضا الوضع الراهن للتنمية المهنية لمديري مدارس الدمج في التعليم العام، وواقع التجربة الكويتية في تنفيذ برامج التنمية المهنية وما آلت إليه، كما يكشف عن بعض جوانب القصور والقوة في التجربة الكويتية وتقديم تلك الملاحظات لعلها تكون الهادي للمستقبل الذي تتطلع إليه المؤلفة من خلال الاستراتيجية المقترحة وذلك من خلال تقويم التجربة الكويتية.