0 تعليق
492 المشاهدات

معاقون حطَّموا القيود وصنعوا الإبداع



فريق الإرادة والتحدي يوثِّق مسيرة المتميزين

العزيمة والإرادة أقوى سلاح لهزيمة الإعاقة الجسدية، والإبداع والتفوق يتحققان تحت أي ظروف، والمهم الإخلاص والرغبة في شق طريق للتميز وصنع الإنجاز.
هذا أبرز ما خلص إليه كتاب «معاقون حطموا القيود وصنعوا الإبداع» والذي أعده فريق الإرادة والتحدي، وسلط الضوء على منجزات ذوي الاحتياجات الخاصة الذين هزموا الإعاقة بالطاقة والإنجازات المميزة.

التصلب العصبي
وجاء في الكتاب: يمثل مرض التصلب العصبي المتعدد نقطة انطلاق قصة كفاح بدر الفرحان، لا سيما أنه من أكثر أمراض الجهاز العصبي المركزي انتشاراً وقد يصيب المخ أو النخاع الشوكي أو المخيخ والعصب البصري، أو يصيبها جميعاً، وتأتي معاناة بدر مع هذا المرض من تعدد الأعراض بحيث يصعب استقرارها على وضع ما، ولكن بدر استطاع أن يتخذ من هذا المرض نقطة تحول في حياته، وهو ما يظهر جلياً من خلال التفاصيل التالية:

العمل والمناصب
شغل بدر الفرحان العديد من المناصب منها:
– رئيس وحدة المفقودين في المنطقة الخلفية المشتركة عام 2003.
– رئيس المجموعة التطوعية في الدفاع المدني.
– أمين سر مجموعة سامي محمد التشكيلية الكويتية عام 2007/2006.
– عضو مؤسسة في رابطة «التصلب المتعدد» الكويتية.

إنجازاته
إن شخصية مثل شخصية بدر ومع ما لاقاه من دعم المحيطين به لتجد السبل أمامها مسيرة لكي تبدع وتحقق الكثير من الإنجازات مثل:
– إنجاز منحوتة «صرح الشهيد» التي تمثل مآثر الشهداء خلال الاحتلال العراقي للكويت.
– الحصول على جائزة الماسة من بنك برقان عام 2007.
– الحصول على جائزة معرض الربيع التشكيلي التابع للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.
– تأسيس جمعية مرضى التصلب العصبي المتعدد.
– تأسيس مجموعة سامي محمد للفنون التشكيلية الكويتية.

الشهادات والدروع
مع هذه الإنجازات المتعددة، حصل بدر الفرحان على الكثير من شهادات التكريم والدروع من عدة جهات، ومنها:
– وزارة الداخلية.
– الديوان الأميري.
– المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.
– الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب.
– مسجد الدولة الكبير.
– مكتب الإنماء الاجتماعي.
ما من شك في أهمية ملاحظة الوليد لمعرفة مدى انتظام تطوره من النواحي كلها. ولذا، وجب على الأمهات الاطلاع والقراءة عن خصائص كل مرحلة من مراحل نمو الطفل حتى يستطعن اكتشاف أي انحراف لمسار نمو أبنائهن ومن ثم العمل على معالجته قبل أن يستفحل ويزداد الضرر، خصوصاً إذا كان هذا الانحراف لا يتعلّق بالنواحي الفسيولوجية التي يستطيع الطبيب التعرف عليها بسهولة ويسر، بل بنواح معنوية لا يتأتى اكتشافها إلا بالملاحظة الدقيقة المستمرة مثل بطء التعليم، كما هي الحال مع بدر عبدالمحسن دشتي.

المولد والنشأة
ولد بدر في يوم 1990/8/30 في مدينة بيوريا بولاية الينوي في الولايات المتحدة الأميركية، أي بعد أربعة أسابيع من الاحتلال العراقي للكويت، وكانت اسرته تتكون من الأب والأم وثلاثة ابناء اصغرهم بدر. كانت ولادة بدر متعسرة، لذا قرر الاطباء اجراء عملية قيصرية، وبعد ساعات من الولادة وبعد ان تحسنت حالة الام قليلا، تم اعلام الوالدين بأن المولود لم يتنفس بشكل جيد بعد الولادة مباشرة مما دفع الاطباء الى اعطائه اكسجينا لمدة عشر دقائق، وأتبعوا ذلك بإجراء العديد من الفحوصات الدقيقة، التي اكدت انه طبيعي، ولكنه لم يستطع ان يرضع رضاعة طبيعية ولم يتقبل الرضاعة الصناعية بشكل جيد، فبدأت الام منذ تلك اللحظة تراقبه وتلاحظه واصبح محل عنايتها، ثم انتقلت العائلة بعد اسبوعين الى دولة الامارات العربية المتحدة، وانخرط الوالدان في التدريس بالجامعة في منطقة العين، في لفتة كريمة جسدت مشاعر الاخوة العربية، التي تظهر وقت الضيق، اذ عينت دولة الامارات العربية المتحددة عددا من الحاصلين على الشهادات العليا في جامعة الامارات خلال تلك الفترة العصيبة.

ظروف الإعاقة
بعد عمل فحوصات طبية دقيقة لبدر خلال فترة إقامة الاسرة في منطقة العين، لاحظ الاطباء ان وضع جسمه ما زال كما هو في الرحم، في حين ان عمره كان اربعة اشهر، فنصحوا الوالدين بمراقبة مراحل نموه بسبب معاناته وتأخره في النمو.
وعندما عادت العائلة الى الكويت راجعت الاطباء اكثر من ستة اشهر حتى تم تشخيص حالة بدر على انه بطيء التعلم، بعد عمل اختبار التطور المسمى: (Development Quartile DQ)، ونصح د. زايد المزيدي الاسرة باصطحاب بدر في جولات خارج المنزل وزيارة اماكن مختلفة ومتنوعة لان ذلك يساعد على تطور ذكائه.

دورة الاسرة
بعد تشخيص حالة بدر بدأت الام تتجه الى قراءة العديد من الكتب المتخصصة في التعامل مع الاطفال بطيئي التعليم على الرغم من انها درست مقررين في علم النفس للفئات الخاصة اثناء دراستها لنيل درجة الدكتوراه، ولكنها وجدت ان الواقع يختلف كثيرا، فالكتب تتمحور موضوعاتها حول ذكر الصفات العامة لكل فئة من الفئات الخاصة، في حين ان كل طفل من بطيئي التعليم لديه قدرة او اكثر يتميز بها عن غيره يجب تعزيزها.
لهذا ذهبت الى المتخصصين في هذه الحالات للتعرف على الطريقة الصحيحة والفعالة في التعامل معه، لكن ذلك لم يكن سهلا، خاصة بعد تحرير دولة الكويت، حيث فقد الكثير من الكتب وغادر العديد من المتخصصين، ولم تتوفر خدمة الانترنت آنذاك، مما صعب من مهمة الام التي راعت الكثير من الامور اثناء تربية بدر منها:
ــ التغذية السليمة.
ــ اختيار الالعاب المناسبة التي تساعده على التفكير وتحريك عضلاته، فتم التركيز على الالعاب المتحركة يدويا والابتعاد عن الالعاب التي تعمل بالبطارية.
ــ اختيار برامج الفيديو التعليمية.
ــ استخدام برمجيات الحاسوب التعليمية.
ــ اتباع أسلوب اللعب لتعليمه العديد من المفاهيم.
ــ شرح المواقف المختلفة والتعامل معها كالفرح بالفوز وتقبل الخسارة في اللعب.
ــ تعريف العائلة والاصدقاء بحالة بدر وتشجيعهم على التعامل معه كطفل عادي، وحاولوا هم من طرفهم شرح حالة بدر لأطفالهم؛ ليتقبلوا بدراً بلا استهزاء، حيث كان الأطفال يطرحون الكثير من الأسئلة عنه، فقد كان طول بدر يُظهره وكأنه أكبر من عمره، كما أن تصرفاته لا تدل على عمره فيعتقد الأطفال انه متخلف.

مسيرة التعليم
واجه الوالدان صعوبة كبيرة في البحث عن مدرسة مناسبة لبطيئي التعلم في تلك الفترة، إلى أن اهتديا إلى الوحدة الخضراء التابعة لمدرسة الكويت الإنكليزية، فالتحق بها بدر وهو في الرابعة من عمره، وظل بها حتى بدت عليه علامات التطور، واتجهت حالة بدر إلى الأفضل بالتعاون المتبادل بين الأسرة والمدرسة.
وتم تسجيل بدر في دورات مختلفة للتوصل إلى القدرات التي تميزه والتعرف على ميوله وقدراته، مثل دورة الخزف والرسم ودورات أخرى خاصة بالأطفال الطبيعيين في الصيف.

المصدر : جريدة القبس

كتـاب الأمـل

+
سمر العتيبي
2018/12/09 3775 0
راما محمد ابراهيم المعيوف
2017/12/29 4151 0
خالد العرافة
2017/07/05 4691 0