لا شك في أن معدل الأعمار في الكويت بارتفاع مستمر؛ فقد وصل إلى 78 عاماً تقريباً للرجل و80 للمرأة، وكان يبلغ ثلثي ذلك قبل أقل من نصف قرن. كما أصبحت العلاقات العائلية أقل ترابطاً، مع زيادة أعباء الحياة، وتباعد السكن الأسري وظروف المعيشة التي تزداد صعوبة، هذا غير جحود الأهل، وبالتالي أصبحت أعداد كبار السن الذين يقوم أهاليهم، من أبناء وبنات، بإيداعهم في المستشفيات، للتخلّص منهم من جهة، ولإلقاء عبء العناية بهم طبيا وصحيا وتمريضيا وغذائيا على الأجهزة الحكومية، في تزايد مستمر، بحيث أصبح كبار السن هؤلاء يشكلون عبئا حقيقيا على السعة السريرية في مختلف المستشفيات، وأصبح بعضهم، من خلال واسطات، يحتل غرفاً وأجنحةً، على الرغم من عدم شكواهم من اي أمراض خطيرة تتطلب بقاءهم في المستشفى لسنوات وسنوات! ويحرمون المرضى الحقيقيين من أسرّة وغرف خاصة.
وبالتالي، أصبح الأمر يتطلب تدخل وزارة الصحة والتنسيق مع بعض المحسنين، لبناء أو تأجير دور، أقرب منها للفندق منه للنزل، خاص بالعجزة وكبار السن من الجنسين الذين بحاجة لبعض الرعاية الطبية، بعد انتهاء علاجهم في المستشفى، خاصة الذين ليس لديهم ابناء او إخوة، يمكنهم العناية بهم.
كما يمكن توفير تسهيلات أفضل للنزلاء الذين تسمح ظروفهم المالية بالمساهمة في تكاليف إقامتهم، والحصول على رعاية افضل، مثلا.
كما ان هناك من الأطباء الكويتيين المتقاعدين، واعدادهم في ازدياد، والذين هم على استعداد للتطوع والعمل في مثل هذه الدور، علما بان أمر العناية بهؤلاء له تخصص في الغرب يسمى «طب الشيخوخة».
كما ستتوافر لنزلاء مثل هذه الدور فرصة تحرك وتنفس اكبر من ضيق أجنحة المستشفى، وبعيداً عن خطر العدوى من المرضى الآخرين. كما يمكنهم في هذه الدور ممارسة أنواع مختلفة من الأنشطة الرياضية، كالمشي والسباحة، والذهنية. كما ستتوافر لهم وسائل تسلية حقيقية متعددة، كالاستماع الى المحاضرات ومشاهدة العروض السينمائية.
وأنا شخصياً، إن بلغت أرذل العمر، ولست ببعيد عن ذلك، أرغب في ألا أشغل أسرتي بهموم شيخوختي، وذلك بقضاء سنوات عمري الأخيرة في أحد هذه النُّزُل مع رفاق أعرفهم، بدلا من البقاء في البيت وحيداً! وباعتقادي ان الكثير من متطلبات إنشاء هذه النزل يمكن توفيرها بطريقة او بأخرى، وسأكون أول المتبرعين للمشروع.
ويمكن الاستعانة بتجارب أي من الدول التي سبقتنا في هذا المجال، وما اكثرها، وبالتالي كل ما هو مطلوب هو تحرك الوزارة، وأخذ المبادرة، والقيام بعمل ما.
أحمد الصراف
habibi.enta1@gmail.com