أقيمت منارة ثقافية للفنان الراحل عبدالله فضالة أمس الأول، على مسرح مكتبة الكويت الوطنية، بحضور الأمين العام للمجلس الوطني م. علي اليوحة، والأمين المساعد لقطاع الثقافة محمد العسعوسي، تحدث فيها د. حمد الهباد، والإعلامي محبوب العبدالله، وأدارها د. محمد خلف، كما تضمنت فيلما وثائقيا سرد الكثير من حياة الراحل عبدالله فضالة الفنية، ومعرضا لأبرز الصور.
في البداية، قال د. خلف: “التراث الشعبي اتصف بالتنوع والثراء، ما شكل الكثير من عادات الإنسان وأفكاره وتصوراته، فالعلاقة بين المبدع الفنان الراحل عبدالله فضالة والتراث، هي من المعابر التي تساعد على خوض غمار التطوير الموسيقي”.
واستهل د. حمد الهباد ورقته البحثية حول “محور الإبداع الفني والإعاقة البصرية”، وما لها من دور كبير في إثراء الحياة الأدبية والفنية على الساحة الفنية بشكل عام على مستوى الكويت، ومنها المطربة عائشة المرطة، ومن الشعراء فهد العسكر والأديب عبدالرزاق البصير والشاعر صقر الشبيب.
ولفت إلى أن بصيرة فضالة لم تخرج من خلال نغمة أو إيقاع، بل من خلال تنوع وجرأة في طرح مواضيع لم يسبق أن تطرق لها أحد، ومنها طرح الأسلوب البدوي من خلال آلة الكمان، وليست الربابة، واستخدم الأسلوب الكوميدي في الغناء، ولقي استحسان المجتمع آنذاك.
وبعد رحلة دامت 67 عاما استطاع الفنان عبدالله فضالة أن يثبت للمجتمع أن المعاق رقم صعب يمكنه أن يحقق المستحيل، فالمعاق متى ما أوجد الإرادة والتصميم يمكنه أن يكون في صف الأسوياء يبني وطنا وتاريخيا عظيما، هذه هي الرسالة التي كتبها الفنان المعاق بصريا عبدالله فضالة قبل 15 اكتوبر 1967، حين فجعت الأوساط الفنية والثقافية بالكويت والخليج العربي بخبر كان مصدره البحرين، ينعى فنان الكويت عبدالله فضالة أرحمة السليطي، الذي كان يقضي فترة راحة بين الأهل والأصدقاء، فداهمه المرض، ونقل إلى المستشفى الأمريكاني في البحرين وفاضت روحه إلى بارئها.
أما الإعلامي محبوب العبدالله فقرأ توثيق الباحث صالح الغريب بادئا بمرحلة طفولته قائلا: “تحركت مشاعر فضالة منذ الصغر، فكان يهرب من المدرسة لكي يلتقي زملاءه من الذين كانوا آنذاك يجيدون الغناء والعزف على العود، ويجتمعون حول العود والنغم والصوت والكف، وكان يسرق اللحظات لكي يقف أمام المقاهي للاستماع إلى اسطوانات كبار المطربين آنذاك”.
وأضاف: “تمتع الراحل عبدالله فضالة بموهبة كتابة القصيدة باللغة العربية الفصحى، وكذلك باللهجة العامية المحلية، كما كان يستمتع بموهبة التلحين والغناء معا، تميزت غالبيتها بين الصوت والسامري أو الأغنية الخفيفة. ويعتبر أول ملحن كويتي أدخل آلة البيانو في الأغنية الكويتية المطورة، كما استعمل كثيرا من الإيقاعات الكويتية القديمة، وغنى نحو 500 أغنية في شتى المجالات فيها نسبة كبيرة من تأليفه وتلحينه.
وأضاف محبوب أن الفضالة أول من تغنى بأغاني السامري المطورة، ومن أشهر أعماله الغنائية التي قدمها في هذا المجال سامرية، “ألا يا أهل الهوى واعزتالي”، وأغنية “جزى البارحة جفني عن النوم”، وكذلك أول من غنى، وعزف ألحان الربابة على آلة الكمان وسجلها للإذاعة.
وزاد انه غنى من كلماته وألحانه عدد من المطربين العرب والكثير من مطربي الكويت، منهم صالح الحريبي وعبدالعزيز محمد وحورية سامي وكارم محمود وفايدة كامل وهيام يونس ورويدا عدنان ومائدة نزهت وبديعة صادق، لافتا إلى أن فضالة ساهم في انتشار الأغنية الكويتية إلى جميع دول الخليج والجزيرة العربية قبل ظهور الإذاعة.
واشتملت المنارة على مشاركة فرقة التخت الشعبي التي تكونت من خمسة أعضاء، بقيادة أيوب خضر الذي عزف على آلة القانون، وقدمت مجموعة من أغاني الراحل عبدالله فضالة التي قام بغنائها والعزف على آلة العود سلطان مفتاح، ومنها: صوت عربي “ملك الغرام”، وصوت شامي “حرك شجوني”، وسامرية “البوشية، و”السمر والبيض” (هات يا قلبي عليهم).
المصدر : جريدة الجريدة