0 تعليق
563 المشاهدات

فتيات «الصم» : أحلامنا بلا حدود.. والحكومة «عمك أصمخ»



هزمن اليأس وأحرزن تفوقاً تعليمياً وعملياً ورفعن شعار «لا للعجز والإعاقة»، ولم يستسلمن لأي قيود تمنعهن من تحقيق ذواتهن، وخرجن من واقعهن المؤلم إلى عالم الأمل والطموح.
ديوانية القبس استضافت عدداً من الفتيات من فئات الصم والبكم بمعية مترجمة لغة الإشارة أميرة عبدالمنعم، التي سلّطت الضوء على واقعهن وحقوقهن التعليمية والوظيفية والرياضية.
وبلغة الإشارة، عددت المتحدثات أهم التحديات التي تواجه الفتيات الصم، أهمها رفض المجتمع لتقبل الفتاة ذات الاعاقة السمعية وغرس ثقافة مغايرة للواقع حيالها بأنها ضعيفة ومنعزلة عن العالم، وهو مخالف للحقيقة، مشيرة إلى أنهن أقل حظاً من ناحية فرص العمل مقارنة بنظرائهم الرجال، رغم أنهن قادرات على العطاء والإنتاج، ناهيك عن تهميش مشاركة الموهوبات منهن في المعارض الفنية.
كما أشارت الفتيات إلى معاناة الصم عموماً من الحواجز اللغوية وعدم تأمين مترجمي لغة الإشارة في كل وزارات الدولة ومرافقها الحيوية لتسهيل عملية التواصل بين المراجعين والعملاء الصم وموظفي هذه الجهات، وكذلك التواصل في حالة الطوارئ، وألمحن إلى أن عدم توفير مترجمين للغة الإشارة في الجامعات والكليات ساهم في غلق أبواب قبولهن في مقاعد الدراسة.
«لم تمنعني إعاقتي السمعية من تحقيق حلمي» هكذا أبدت رنا عامر إصرارها على تحدى ظروفها بسلاح الإرادة والأمل.
وشددت الفتيات على أن أحلامهن بلا حدود وطموحاتهن كبيرة وممتدة، لكن الجهات المختصة لا تسمع لمطالبهن ولا تخفف معاناتهن.
وفي الوقت الذي كشفت رنا، وهي حديثة التخرج من الثانوية العامة، عن رغبتها في مواصلة دراستها الأكاديمية بكلية التربية الأساسية، اشتكت من عدم توفير مترجمين/ مترجمات لغة الإشارة في المعاهد والكليات لمساعدتها وقريناتها على تحصيلهم العلمي.
وتحدثت عن إشكالية أخرى تقف عقبة أمام مجتمع الصم في المستشفيات والعيادات متمثلة في عدم توفير مترجمي لغة إشارة لتسهيل عملية التواصل بين المريض الأصم والكادر الطبي، الأمر الذي يؤدي إلى التشخيص الخاطئ، مستشهدة بتجربتها الشخصية في أحد المستشفيات، الأمر الذي اضطرها إلى الاستعانة بوالديها كمترجمين مرافقين لها لمساعدة الطبيب على التعرف على مرضها.

علم وتفوق
«العلم والتفوق لا يقتصران على الأسوياء» رسالة نقلتها ريم أنور، وهي طالبة في الصف الحادي عشر للمسؤولين بالجامعات والمعاهد، لافتة إلى تخوف فئة الصم من رفض قبولهم في الجامعات الخاصة والكليات التي يرغبون في الالتحاق بها، بحجة عدم توفير مترجمي لغة إشارة، منها الجامعة الأسترالية وجامعة الخليج.
وتمنت إدخال منهج لغة الإشارة ضمن مناهج التعليم المدرسي والأكاديمي لتسهيل عملية التواصل والتحاكي مع المجتمع المحيط بهم، آملة أن تحجز مقعدا لها بكلية الهندسة.
وانتقدت نظرة المجتمع الدونية لهم والرافضة لفكرة تقبل الفتاة الأصمة بينهم، مشيرة الى الاعتقاد الخاطئ السائد لدى المجتمع بأن الفتاة ذات الاعاقة السمعية ضعيفة ومنعزلة عن الآخرين، وهو تصور غير صحيح للواقع الفعلي، فهي قادرة على العطاء والنجاح وتحقيق الاستقرار الأسري مثل قريناتها من السويات.

زواج سعيد
«أصبحت زوجة وحققت حلم الاستقرار الأسري»، هكذا لخصت دعاء عصام سيرتها الذاتية، وهي موظفة في نادي الصم – فرع الفتيات، وحاصلة على دبلوم حاسب آلي من المعهد التطبيقي.
ولم تكتف. عصام بهذا، بل كشفت عن براعتها في فن التصميم والغرافيك، مشيرة إلى أن فرص العمل للفتيات الصم قليلة ومحدودة، مقارنة بقرينها الرجل.
ولفتت إلى أنها تقدمت بطلب للعمل في أكثر من جهة، غير أن الحظ لم يخالفها، حيث يتم رفض طلباتها بسبب إعاقتها السمعية، لافتة إلى أن زوجها أصم يعمل في مجال الطباعة.
وأشارت إلى أن الفتاة ذات الإعاقة السمعية قادرة على تحقيق الاستقرار الأسري والإنجاب مثل نظيراتها السويات، مدللة قولها بتجربتها الزوجية، حيث إنها لم تواجه أي عقبة أو نظرة مجتمعية مغايرة عند اقترانها بزوجها منذ خمسة أعوام، وهو من فئة الصم أيضاً، حيث يجمعهما التفاهم المتبادل والمودة والتواصل المرن.

لا للتهميش
واعتبرت أن الموهوبات من الصم يعانين من التهميش في المشاركة في المعارض الفنية مقارنة بأقرانهن من الفئات الأخرى، مطالبة بإشراك منتجاتهن في المعارض وتسويقها.
وفي السياق ذاته، أشادت باهتمام نادي الصم بالموهوبات من ذوات الإعاقة السمعية من خلال إشراكهم في الأنشطة الفنية والثقافية وتحفيظ القرآن.
ولم تختلف معاناة وطموحات بتول صالح، الطالبة في الصف الثاني عشر عن قريناتها، آملة مواصلة دراستها الجامعية في كلية التربية الأساسية، لتصبح معلمة في مدرسة الأمل وتأهيل الأمل الثانوية – بنات المشتركة.
ولفتت إلى أن بعض أعضاء الهيئة التدريسية في المدرسة السالفة الذكر غير مؤهلين للتعامل مع طالبات الصم والتواصل معهن، لعدم إجادتهن للغة الإشارة.

معاناة النساء
ومن واقع عملها كأول مترجمة لغة إشارة بوزارة العدل للصم والبكم، نقلت مها الحمدان معاناة نساء الصم بقولها: على الرغم من تمتع نساء الصم في الكويت بالكثير من الحقوق المتميزة، فإن ثمة بعض المخاطر التي تواجههن منها معاناة بعضهن من التحرش من قبل ذوي النفوس الضعيفة، فضلا عن استغلال إعاقتهن السمعية من خلال سرقتهن والتحايل عليهن».
وعرّجت بالحديث عن القطاع الوظيفي، مشيرة إلى طموح فتاة الصم للعمل معلمة خاصة لمدارس الصم، مشددة على ضرورة الاستعانة بخبرات فتيات الصم في تنظيم دورات خاصة للمعلمات الجديدات في مدارس الصم – للبنات.
وواصلت الحديث عن معاناة نساء الصم، لافتة إلى افتقارهن إلى العديد من الوظائف التي تمارسها أقرانهن السويات، فضلاً عن صعوبة تكيفهن مع طلبة الجامعة، ودمجهن مع السويات، ناهيك عن ندرة المترجمين للغة الإشارة.

قناة للصم
بينت مها الحمدان أن النساء من فئات الصم يفتقدن مخاطبتهن من قبل وسائل الاعلام، مدللة على ذلك بعدم وجود قناة خاصة لتقديم برامج توعوية في المجالات: الاجتماعية، التعليمية، الثقافية، الصحية والدينية.. وغيرها من الأمور التي تهم قضايا المرأة من ذات الفئة، مشددة على ضرورة تأسيس قناة تلفزيونية للصم.

مناشدة
ناشدت المتحدثات الحكومة بنقل نادي الصم للفتيات الكائن بمنطقة كيفان محل نادي الصم للرجال سابقاً بالفيحاء (المقر القديم).
وأوضحن أن هيئة الشباب تكفلت بترميم وإعادة بناء نادي الفيحاء -فرع الرجال سابقاً-، غير أن بلدية الكويت عرقلت عملية النقل بسبب صدور قرار عام 2004 بملكية البلدية لهذا المقر وليس للهيئة العامة للرياضة.

معاناة عملاء البنوك
أشارت المتحدثات إلى معاناة العملاء من فئة الصم في البنوك من عدم توفير مترجمي/ مترجمات لغة إشارة، لمساعدتهن على إنجاز معاملاتهن البنكية والتواصل مع الموظفين.

فصول تقوية
طالبت ريم أنور بتوفير فصول التقوية خاصة للطلبة/ الطالبات من فئة الصم لمساعدتهم على التحصيل العلمي وتذليل الصعوبات الدراسية التي تواجههم في بعض المناهج، لافتة إلى الصعوبات التي يواجهها بعض أولياء الأمور في بعض المواد الدراسية عند تدريس أبنائهم الصم.

الحقوق الرياضية
تحدّث المدير الفني للنادي الكويتي الرياضي للصم ومترجم لغة الإشارة، كابتن سعود عبدالعزيز البارود، عن الحقوق الرياضية للنساء الصم، لافتاً إلى قلة مشاركتهن الرياضية أو بالأحرى (شبه معدومة) حسب قوله، حيث إن الفتيات لا يقبلن على الرياضة بسبب إصرار بعض الأسر على مرافقة البنات أو الزوجات، الى جانب رفضها أيضاً مشاركة البنات في المشاركات الخارجية لأسباب عائلية.
ولفت إلى محدودية الألعاب بالنسبة لفتيات الصم، والتي تنحصر في البولينغ وتنس الطاولة، مطالباً الأسر بدعم النادي من خلال تشجيع بناتها وموافقتها على مشاركتهن في الأنشطة والفعاليات الرياضية.

غصة
اشتكت المتحدثات في ديوانية القبس من النظرة الخاطئة من قبل البعض نحو المعاقات سمعياً، مطالبات بإقامة معارض فنية وكرنفالات وطنية، بحيث يتم دمج الصم وأقرانهم الأسوياء، فضلاً عن كسر حاجز العزلة.

 

 

 

المصدر : مى السكرى \ جريدة القبس

كتـاب الأمـل

+
سمر العتيبي
2018/12/09 3775 0
راما محمد ابراهيم المعيوف
2017/12/29 4151 0
خالد العرافة
2017/07/05 4691 0