اسم الكتاب : الدمج لذوى الاحتياجات الخاصة
تأليف : د. على خليل الحمد
ترجمة :
الناشر : دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة
نبذة عن الكتاب :
لا يزال الحديث والنقاش حول أحسن وأنجع الطرق التي يجب أن نتعامل بها ونستخدمها لتقديم خدمات التربية الخاصة للطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة مستمراً، فقضية الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة قديمة منذ قدم البشرية والتي ما زالت موجودة وبحاجة للتعامل معها، فهؤلاء الأفراد هم جزء من المجتمع لديهم عجز بدني أو عقلي أو حركي أو غير ذلك، وعلى المجتمع التعرف على أنجع الطرق للتعامل مع هذه الفئة، فبعد أن كان ينظر إليهم على أنهم أفراد لا يحق لهم العيش، حيث كان يتم قتلهم عند ولادتهم، أخذت النظرة إلى ذوي الاحتياجات الخاصة تتحسن، فقد تم تقديم الرعاية إليهم في مراكز الإيواء كالغذاء والمأوى ضمن حدود تؤمن العيش لهم، ثم شهدت كثير من المجتمعات نزعة إنسانية للدفاع عن حقوق الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة من أجل حياة كريمة في المجتمع عرفت باسم التطبيع، وفي الآونة الأخيرة أخذ العالم يتجه اتجاهاً آخر أكثر جدية وعمقاً نحو الإعاقات المختلفة بقصد رعايتهم، وتوفير الخدمات الصحية والاجتماعية والتأهيلية والتربوية اللازمة لهم، وذلك من أجل الاستفادة بما يتبقى لديهم من قدرات، ثم تطورت فلسفة رعاية ذوي الاحتياجات من الرفض والعزل التام عن المجتمع إلى مرحلة المؤسسات الخاصة التي تمثلت في توفير مؤسسات إيواء معزولة عن المجتمع ثم إلى مرحلة التأهيل التي اتسمت بتقديم برامج لتأهيلهم للقيام ببعض الأعمال والمهن وفقا لقدراتهم، ثم إلى مرحلة الدمج والتي تبنتها الكثير من المجتمعات المتقدمة والمهتمة بالجوانب الإنسانية.
إنّ دمج الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في المدرسة العادية يمثل أحد المفاهيم التربوية الحديثة التي أصبحت جزءاً من السياسات التعليمية في كثير من الدول المتقدمة في مجال تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة، فقد أكدت المواثيق الخاصة بالمنظمات الحكومية، وغير الحكومية والإقليمية، والدولية، في إعلان الأمم المتحدة لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقات عام 1975 على أن الفئات الخاصة مهما تعددت وتنوعت إعاقتها لديها قابلية ومقدرة للتعلم، والنمو، والاندماج، في الحياة العادية للمجتمع، وأكدت على مبدأ العدالة الاجتماعية، وتكافؤ الفرص بين جميع أفراد المجتمع، وإنّ ذوي الاحتياجات الخاصة يحق لهم التمتع بكافة الحقوق الأساسية التي يتمتع بها الأفراد العاديون ممن هم في مثل أعمارهم الزمنية مهما كانت الإعاقة وشدتها، وتلقي تعليم يتناسب مع احتياجاتهم، واحترام كرامتهم الإنسانية، وعلى النمو الطبيعي، والتمتع بالحياة بشكل طبيعي، والاندماج في المجتمع، والعيش وسط أسرهم ومجتمعاتهم.