ما إن تلج مركز عبيد الحلو للتدريب والتأهيل بمركز راشد للمعاقين والذي افتتح في ديسمبر الماضي، حتى تدرك مدى حجم الأهمية التي يتمتع بها المركز، فهو يعد بمثابة بوابة لتدريب وتأهيل لمجموعة كبيرة من ذوي الإعاقة، كما يمثل نافذتهم على عالم الإبداع، لا سيما وأن المركز يجمع بين جدرانه مشاغل التأهيل المهني التي يستفيد منها أبناء وبنات مركز راشد للمعاقين، حيث يتعلمون فيها طرق الخياطة وفنون الطبخ، بالإضافة إلى الطباعة وصناعة الإكسسوارات، ليمثل مركز عبيد الحلو رافداً حيوياً لسوق راشد للهدايا، الذي استطاع أن يتحول إلى واجهة تجارية للمركز، يتم فيه بيع كافة المنتجات التي يقوم طلبة المركز بتصنيعها بأيديهم، لتتراوح هذه المنتجات بين عباءات وبراويز ولوحات فنية ومنتجات خشبية بالإضافة إلى الإكسسوارات والصور الفنية وغيرها.
مرافق حيوية
مريم عثمان، المدير العام للمركز، قالت: «يعد هذا المركز واحداً من المرافق الحيوية في مركز راشد للمعاقين، كما يعد أثراً جميلاً تركه لنا المرحوم، عبيد محمد الحلو، الذي كان من أهم داعمي المركز في حياته، ليظل هذا المركز بمثابة صدقة جارية عن روحه».
وأضافت: «من خلال هذا المركز نسعى إلى رسم مستقبل أفضل وأكثر إشراقاً لأبناء مركز راشد للمعاقين، فمن خلاله نحرص على إكسابهم حرفاً جديدة تعينهم مستقبلاً في حياتهم، وتمكنهم من الاعتماد على أنفسهم، والإنصهار في ثنايا المجتمع».
وأشارت مريم إلى أن طبيعة أنشطة مركز عبيد محمد الحلو، من شأنها أن تساعد إدارة مركز راشد للمعاقين كثيراً، في تغيير رؤية المجتمع لفئة ذوي الإعاقة، لتصبح أكثر إيجابية، فضلاً عن أنها تساعد ذوي الإعاقة أنفسهم على رفع مستوى الثقة بأدائهم.
وقالت مريم: «يستفيد من المركز حالياً نحو 50 طالباً من البنين والبنات، وتشرف على المركز مجموعة من الأخصائيين الذين يتولون عملية تدريب طلبة مركز راشد، على مجموعة من الحرف اليدوية كالطباعة ومهارات التدبير المنزلي، إلى جانب تعليم الفتيات بعض الصناعات البسيطة مثل إعداد الطعام والحياكة والتطريز وغيرها بهدف مساعدتهن لاحقاً في الحصول على عمل وتفعيل دورهن في المجتمع وبيوتهن ومع أسرهن».
خير وعطاء
من جهتها، أفادت عائلة المرحوم عبيد محمد الحلو ممثلة بزوجته فاطمة بنت إبراهيم وبناته، أن المرحوم كان محباً للخير والعطاء، وقالت: «نحن نكمل المسيرة التي بدأها المرحوم في مركز راشد للمعاقين، من خلال إنشاء هذا المركز الذي يهدف إلى تعليم ذوي الإعاقة مهارات مختلفة في الطهي وطباعة البطاقات، والأعمال اليدوية، وغيرها، حيث يمكنهم من اكتساب الخبرة في هذه الأعمال».
وأضافت: «خطوة إنشاء المركز جاءت ايضاً لتلبية احتياجات مركز راشد للمعاقين، الذي يحتاج ابناؤه إلى مثل هذه المركز الذي قمنا بتجهيزه بالكامل، ونحن نعتقد أن هذه فكرة جميلة يمكنها أن تؤمن للمعاقين مستقبلهم».
وأشارت العائلة إلى أن عملية تطوير المركز تتم بالتعاون مع مركز راشد للمعاقين، الذي لا يزال يحتضن أثر عبيد محمد الحلو الذي طالما عرف بيده البيضاء وحبه للخير ومساعدة الآخرين.
سوق العمل
يهدف المركز بشكل أساسي إلى إكساب طلبته المعاقين خبرات ومهارات عدة تؤهلهم بكفاءة للانخراط في سوق العمل أسوة بأقرانهم الأسوياء، ليكسبوا قوتهم من عرق جبينهم، من دون أن يسألوا الناس ، ويضم المركز فصل حضانة من سن 3-6 سنوات يقدم خدمات أساسية وحياتية ومعرفية للطلبة المعاقين الذين يعانون من الشلل الدماغي.
المصدر : غسان خروب \ جريدة البيان الاماراتية