استضاف الملتقى الثقافي وزير الصحة الأسبق، رئيس مجلس إدارة جمعية الهلال الأحمر الكويتي، رئيس مجلس إدارة بيت عبدالله، د. هلال الساير، للحديث عن مركز «بيت عبدالله» للعمل التطوعي وعلاقة ذلك بثقافة المجتمع، وحضر المحاضرة الأديبة ليلى العثمان، والفنان محمد المنصور، ود. معالي العسعوسي، والأمين العام التنفيذي للمنظمة التنموية للطاقة المتجددة د. غدير الصقعبي.
في البداية، قال مدير الملتقى الأديب طالب الرفاعي عن ضيف الأمسية: صعب أن تختصر سيرة د. هلال الساير العطرة والمليئة منذ تخرجه وحصوله على الدكتوراه من لندن، مرورا عند قرابة 40 بحثا منشورا، تبوأ مناصب كثيرة كان آخرها وزير الصحة. ولفت الرفاعي إلى أن البعض تساءل عن علاقة الملتقى الثقافي ببيت عبدالله، موضحا أن العلاقة وطيدة جدا بين الثقافة وبين المسلك الثقافي الإنساني، وما أحوجنا الآن إلى هذا المسلك.
من جانبه، تحدث الساير عن كيفية إنشاء بيت عبدالله، وقال إنه محض المصادفة تلخص في عدة مراحل، وهو أنه اكتشف عند دخول ابنه طارق الذي كان يبلغ حينها ثمانية أعوام مستشفى الأميري أنه لا توجد وسائل للترفيه عن المرضى من الأطفال، وكما تبين عند حضور زوجته مؤتمرا في نيويورك أن هناك تخصصا جديدا، وهو «اختصاصيات حياة الطفل»، وفي وقت لاحق أدرج ذلك التخصص في كلية طب مساعد والتمريض لمدة سنة. وبداية الخطوة أنهم طبقوا التجربة على مستشفى الأميري، فقاموا بتغيير ألوان الحائط في جناح الأطفال حتى تكون أكثر بهجة، وعند جناح التجربة وبموافقة وزير الصحة د. عبدالرزاق اليوسف، رحمة الله عليه، طبقت في جميع المستشفيات، وأيضا طلبنا الاستعانة بخبراء من لندن وأميركا لإعطاء المحاضرات عن ذلك التخصص.
وتابع الساير: تصادف في إحدى المحاضرات الذي حاضر فيها د. جيمكو كند،ل بعنوان «إدراك الطفل الحياة والموت» وجود أم لطفل عمره 4 سنوات، قامت تسأل أسئلة دقيقة وطلبت المساعدة مني ومن زوجتي. ولفتت إلى أنه ابنها يعالج منذ سنتين في إنكلترا، وعاني من مراحل العلاج بسبب مرض نيوروبلاستوما، ويرفض دخول المستشفى لاستمرار العلاج، فقمت بتشكيل فريق أطلقت عليه Dream team، وقمنا بمعالجته في البيت.
ولفت د. الساير إلى نشأة علاقة وطيدة بين أسرة الطفل وأسرته، وأيضا صادف أن الطفل احتفل معهم على مرور سنة على إنشاء الجمعية الكويتية لرعاية الأطفال. وفي أحد الأيام طلب عبدالله من ابني خالد أن يأتي معه البيت ويقرأ له قصة قبل النوم، وفي الليلة نفسها توفي الطفل في حضن والدته.
وأضاف د. الساير من هذا الأساس قمنا بإنشاء Hospice، وأطلقنا عليه «بيت عبدالله»، الذي افتتح في عام 2012 لتقديم الخدمات اليومية، ويعد مقرا للعلاج التلطيفي للطفل وعائلته، ويقدم عناية مسكنة من الألم، وتوفير أجواء الراحة للأطفال الذين يعانون ظروفا صحية حرجة، حتى يشعر الطفل بأن هذا المركز كبيته ويشعر بأجواء العائلة، مضيفا «البيت مجهز ايضا بالقاعات الدراسية للطفل الراغب في مواصلة الدراسة وصالة للألعاب الرياضية ومسبح للعلاج المائي للاسترخاء، ومسرح صغير للأنشطة الفنية والترفيهية والموسيقية، إضافة الى أن المشروع يتيح للطفل وأسرته بأكملها الإقامة في احد الشاليهات مدة قصيرة بعيدا عن أجواء المنزل.
وأشار إلى أن «بيت عبدالله» حاز جائزة «التميز» في مجالي الصحة والأطفال من «مؤسسة تكريم».
مبادرات إنسانية
ومن المدخلات التي تصب في المنحى الإنساني ما أوضحه الفنان القدير محمد المنصور عن مشروع أطلقه، وهو جمعية النوير الانسانية لرعاية المعاقين المبدعين، ودورها القائم على رعاية المعاقين ومعاونة ذويهم وتوجيههم الى الطريق الأمثل لتنمية قدرات ومواهب أبنائهم في مجالات التمثيل والشعر والغناء والفن التشكيلي وغيره من الفنون، وخاصة أنها ستوجد في دول مجلس التعاون الخليجي كافة.
واشار المنصور الى أن الجمعية تستهدف فئات مختلفة من ذوي الإعاقة، موضحا أن برامجها وفعالياتها ستتواصل طوال العام، وسيكون هناك مهرجان سنوي لعرض إبداعاتهم وأنشطتهم التي سيتم التجهيز لها طوال العام، لافتا الى أن عائد هذا المهرجان سيوزع بين المشاركين بالتساوي.
بدورها، تحدثت د. معالي العسعوسي عن تجربتها التي بدأت عن طريق مبادرة فردية انتقلت لتصبح مؤسسة تنموية (تمكين) بمشاركة منظمات دولية.
المصدر : جريدة الجريدة