دور الاسرة الكويتية محوري وأساسي
بقلم: ضحى السيد حسن
في إطار الحملة الوطنية للوقاية من الإعاقة كان لابد من تسليط الضوء على مجموعة من الأمور التي تؤثر بشكل مباشر على جهود الوقايةمن الإعاقة والتي يبذلها الأفراد والدولة والمجتمع الكويتي بشكل عام. والدور المسؤول الذي تقوم فيه الكثير من الأسر الكويتية حاليا للمساعدة في دعم ذوي الإعاقة.
إعاقتي، جعلتني أنضج وأقوى …
مبارك العبد الله شاب لم تثنيه إعاقته عن متابعة حياته بتصميم اكبر على الإنجاز، بل إنه جعل ” الاعتماد على النفس” شعاره في الحياة، فهويرى أن ذوي الإعاقة لابد وأن يعتادو ضرورة الاعتماد على أنفسهم فهذا يمنحهم قوة أكبر.
وعلى الرغم من أن الإعاقة أصابت مبارك في عز شبابه وعندما كان في مقتبل العشرينات، و بعد ان عاش قبلها حياة طبيعية مليئة بالحماسة والنشاط. إلا أنه تقبّل حقيقة أن الحادث الذي تعرض له أثناء العمل قد سبب له إعاقةجسدية مؤلمة. مبارك، بعد الحادثة وبعد الإعاقة بات أقوى، فالتجربة الأليمة كانت مصدر نضج كبير له وقد دفعته لرؤية الأشياء من زوايا مختلفة عن تلك التي اعتادها سابقا.
التعايش مع الحادثة لم يكن بالأمر السهل، على حد قول مبارك. والذي كان مسلحا بإيمانه بالله والقضاءوالقدر ومحاطا بأسرة وقفت إلى جانبه. والذي اضاف:” للجهات الطبية دور كبير في توعيه الشخص بإعاقته وطريقة التعامل الصحيح معها. وهناك دور كبير للأسرة والأقارب” وأكد العبد الله أن دور العائلة أساسي في حياة الشخص صاحب الإعاقة، فالعائلة مصدر الدعم النفسي والمعنوي ويجب أن تتنبه الأسرة إلى ضرورة عدم معاملته بطريقه تجعل لديه احساس بان لديه اعاقه حركيه و معاملته بطريقة مختلفه عن الكل لان ذالك يجعل موضوع الإعاقة قاسيا بالنسببة له أكثر، كما ويدفع به إلى يأس اكبر”.
تعرف الوقاية من الإعاقة بأنها مجموعة من الإجراءات والخدمات المنظمة التي تهدف إلى منع حدوث الإعاقة أو التقليل من أثرها . ومع ازديادمسببات الإعاقة في الزمن الحالي تزداد اهمية أهمية الوقاية من الإعاقة وذلك لتجنب الأثار النفسية والاجتماعية والصحية والاقتصادية التي تتسبب في إعاقة الأفراد والمجتمع.
الأسرة كخط دفاع أول
للحديث عن الإعاقة، كان لنا لقاء مع الدكتور عبد الله العجمي استشاري امراض المخ و الاعصاب الذي تحدث عن أهمية الوقاية من الإعاقة في ثلاثة مستويات وعلى الدور المحوري للأسرة الكويتية ودورها الفعال في الوقايةمن الإعاقة.
ففي المستوى الأول تلعب الأسرة الكويتية دورا أساسيا في الوقاية من الإعاقة وذلك من خلال محاولة تفادي الاسباب المؤدية للإعاقة. عبر الالتزام بالفحوصات الطبية الاختصاصية في مرحلة ما قبل الزواج والتي تكتسب اهمية كبيرةعند احتمال التزاوج بين الأقارب، ومرحلة الحمل والولادة من أجل محاولة اكتشاف احتمالات وجود إعاقة وإمكانية التدخل الطبي المبكر للوقاية من الإعاقة أو التعامل المبكر معها.
,اضاف الدكتور عبد الله :” بأن دور الأسرة الكويتية، يكتسب أهمية بالغة في المستوى الثاني وذلك من أجل منع تطور حالات الضعف إلى عجز وذلك من خلال التنبه إلى أية تغييرات أو ظواهر صحية غير طبيعية، ومراجعة المراكز الطبية دون خوف أو خجل أو إهمال. اوهذا التدخل العلاجي المبكر لعب ويلعب دورا كبيرا في الوقوف في وجه الإعاقة والحد من تطور حالات الإعاقة إلى حالات عجز تام تقف في وجه تطور الحياة الطبيعية للفرد والمجتمع.
وأخيرا وليس آخرا، فقد أكد الدكتور عبد الله أنه وفي حال حدوث الإعاقة، فإن دور الأسرة تفاعلي ومطلوب بقوة وهو الذي يحدد بشكل حقيقي مدى قدرة ذوي الإعاقة على التعامل المجتمع ومن الإعاقة بشكل أساسي، على نحو لايحد من قدرتهم على التطور وبناء حياتهم والانطلاق نحو عالم العمل والدراسة. الدعم النفسي والطبي والاحتواء الأسري للإعاقة أمور على درجة عالية من الأهمية ودونها سيشعر أصحاب الإعاقة بعجز أكبر.
هذه المقالة تأتي ضمن إطار الحملة الوطنية للوقاية من الإعاقة التي أطلقتها الهيئة العامة لشئون ذوي الإعاقة.