لم تقف الإعاقة حائلاً بين المواطن، خالد عبيد الشاعر، وتميّزه وحصوله على ميداليات ذهبية في رياضتَي كرة القدم والجري، اللتين يحرص على ممارستهما بصورة يومية في نادي الثقة للمعاقين، إضافة إلى مهارة التواصل مع الآخرين، ليصبح بطلاً رياضياً.
وخلافاً لغيره من أصحاب الإعاقة، حوّل (خالد) الشاعر إعاقته الذهنية، بالإرادة وحبه للحياة، إلى قصة نجاح وتفوق، والتحق بالعمل في أحد المحال التجارية في إمارة الشارقة، وتميّز أيضاً، متسلحاً بالتحدي والتفاؤل.
وخضع (خالد)، البالغ من العمر 30 عاماً، المصاب بإعاقة ذهنية متوسطة الشدة، لتدخل مبكّر في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، خلال الأعوام الثلاثة الأولى من عمره، قبل أن يتم إلحاقه، وهو في عامه السادس، بمدرسة لتنمية القدرات، الأمر الذي أسهم بشكل كبير في تطوير مهاراته الذهنية والاتصالية مع أفراد المجتمع.
ويرى مسؤول قسم التأهيل المهني والتوظيف في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، أمجد طواهية، أن «خالد الشاعر، المصنف بأنه من ذوي الإعاقة الذهنية، نموذج ناجح لتحدي الإعاقة والتغلب عليها».
واعتبر المسؤول أن «التدخل المبكّر، الذي حدث مع (خالد) في بداية عمره، كان سبباً في نجاح علاجه، وتطوّر قدراته الذهنية والسلوكية، وبعد أن تجاوز عامه السادس، انتقل إلى مدرسة الوفاء لتنمية القدرات، واستمر فيها إلى أن أتم مرحلة التأهيل المهني بورشة الزراعة».
وأضاف طواهية: «في تلك الأثناء، كان (خالد) يتلقى تدريباً خارجياً أثناء وجوده في المدرسة، قبل أن يتخرج منها وهو في عمر الـ16».
وتخرّج (خالد) في المدرسة، وساعده قسم التأهيل المهني والتوظيف في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، في الحصول على عمل مناسب (موظف مبيعات) في أحد المحال التجارية بالمركز التجاري، وذلك قبل ثلاثة أعوام.
وساعد (خالد) بشكل كبير تعاون كل زملائه معه، إلى جانب التزامه بأوقات الدوام، وتميّزه بالعمل، ورفع مستوى إنتاجيته المهني، بحسب تقارير إيجابية وردت إلى مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، بصورة شهرية.
وعلى المستوى الشخصي «اتسم (خالد) بشخصية قيادية فذة برزت سماتها، من خلال اجتهاده في العمل، وإحساسه بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقه، فضلاً عن أنه اجتماعي ويمتلك رصيداً كبيراً من الصداقات»، حسب طواهية.