يندرج طب علم امراض المسنين تحت تخصص طب الامراض الباطنية، ويختص بكل ما يتعلق بفئة كبار السن ممن تعدوا 65 سنة. وتشرح د. هديل العثمان، اختصاصية امراض الباطنية وطب المسنين قائلة: «القصد هنا ليس علاج ما يصيب هذه الفئة من امراض ومنع مضاعفاتها فقط، بل الاهتمام ايضا بالفحص المبكر لاكتشاف اي مرض وبالناحية التأهيلية والصحة النفسية والاجتماعية. والهدف هو الحفاظ على صحة المسن بقدر الامكان وابعاده عن الاصابة بالأمراض. فالإصابة بالأمراض ليس امرا طبيعيا او رفيقا حتميا لتقدم العمر.
وهناك امراض او اضطرابات تختص بفئة المسنين ومن اهمها الخرف، الاكتئاب، مشاكل النوم والحركة والتبول وغيرها».
فحوصات مهمة
هناك العديد من الفحوصات التي يقترح الأطباء خضوع المسن لها سنويا:
– تقييم العلامات الحيوية مثل: معدل سكر وضغط الدم وتقييم دقات القلب وصحة الدم، حتى يكتشف اي اعتلال فيها مبكرا وتقييم ان كان يستدعي بدء العلاج.
– فحص المريض اكلينيكيا بشكل عام، لتقييم قدرته البدنية وحواس السمع والبصر.
– تقييم صحة الفم والمضغ وان كان يحتاج الى تركيب اسنان.
ويهتم الطبيب المختص بطب الشيخوخة بفحوصات خاصة اخرى، من اهمها:
– اختبار بسيط لتقييم الذاكرة القصيرة الامد، وذلك لتحري وجود مشكلة في الذاكرة او الشك بالإصابة بمرض الخرف.
– تقييم الصحة النفسية من خلال مقياس بسيط، لتحري وجود اضطراب نفسي، خاصة مرض الاكتئاب.
– تقييم القدرة على الحركة والتوازن لتحري ان كان المسن يحتاج الى علاج طبيعي تأهيلي لتقوية عضلاته او اتزانه، او يحتاج الى استخدام ادوات تساعده على السير.
الاكتئاب مرض خطر
الاكتئاب مرض خطير، لا بد من تشخيصه مبكرا وعلاجه بشكل جيد لمنع مضاعفاته وتحسين جودة حياة المريض والمحيطين به، فقد يسبب تدهورا كبيرا في حياة المسن، بحيث لا يتناول علاجاته او طعامه وتزداد رغبته في الوفاة والمرض ويحاول الانتحار.
وغالبا ما يرتبط مرض الاكتئاب مع ظهور اعراض نفسية، مثل التوهم والهستيريا والهلوسة (بصرية او سمعية)، كما يشكو المكتئب من اعراض عضوية، مثل الشعور بالألم في مناطق مختلفة من الجسم، والتي قد لا يكون لها احيانا سبب عضوي، وكثرة حدوث المشاكل الصحية وتدهور الامراض المزمنة المصاب بها، فتكثر زياراته للطبيب ودخوله الى المستشفى.
ويعرف بان المكتئب يميل للعزلة وقلة الحركة، وهذا يسبب ضعف قدرته على السير ويزيد خطر اصابته بجلطة في اوردة الساق والتهابات جلدية وبولية وغيرها. وقد يكون الاكتئاب مدخلا او عامل خطر للإصابة بالخرف. وهذه ليست الحياة التي نريدها لكبير السن او لأهله ومن يهتمون برعايته. لذا، لابد من عرض المصاب على طبيب نفسي وعلاجه بشكل جيد.
أعراض الخرف كثيرة
والخرف يتخذ عادة طابعاً مزمناً أو تدريجياً، يتسم بحدوث تدهور في الوظيفية المعرفية (أي القدرة على التفكير) بوتيرة تتجاوز وتيرة التدهور المتوقّعة في مرحلة الشيخوخة العادية. ويطال هذا التدهور الذاكرة والتفكير والقدرة على التوجّه والفهم والحساب والتعلّم والحديث وتقدير الأمور، ولكنّه لا يطال الوعي. ويعتقد خطأ ان الخرف يقتصر على ضعف الذاكرة فقط، بيد انه يشمل أعراضا اخرى. مثل:
– تكرار نسيان الامور المهمة واليومية.
– تأثر القدرات اللغوية، فتضعف القدرة على الكتابة والقراءة والتحدث.
– فقد القدرة على التعرف على الاشياء من ملمسها، بالرغم من سلامة حاسة اللمس. ويرافقه ضعف القدرة على معرفة الاشخاص القريبين من خلال النظر لوجوههم.
– فقد المهارات التي كان يتقنها سابقا كالطبخ او الخياطة او تصليح الاشياء وغيرها.
– يترتب عن ضعفه، الحاجة للاعتماد على الاخرين لتلبية حاجاته اليومية ورعايته.
عوامل خطر
ومن عوامل الخطر التي ترفع احتمال الاصابة بالخرف:
– تقدم العمر والشيخوخة.
– الرجال اكثر عرضة مقارنة بالنساء.
– التدخين.
– الاصابة بمرض ارتفاع ضغط الدم غير المسيطر عليه بشكل جيد.
– الاصابة بمرض السكري غير المنتظم او غير المسيطر عليه بشكل جيد.
– وجود عامل وراثي مثل اصابة في احد افراد العائلة.
– اشارت دراسات حديثة الى ان فقر الدم (الانيميا) المزمن يرفع خطر الاصابة بالخرف.
العلاج
للأسف، يتطور مرض الزهايمر مع الوقت، والهدف من العلاج هو ابطاء تدهور المرض وتحسين جودة حياة المريض والمحيطين به. وينقسم علاج الزهايمر الى قسمين: علاج غير عقاقيري وعلاج عقاقيري. ودور العلاج غير العقاقيري بذات اهمية دور الادوية. ومن اهم الارشادات العلاجية غير الدوائية التي بينتها د. العثمان:
– ضرورة زيادة وعي المريض وأهله ومن يرعاه بطبيعة المرض وأعراضه وكيفية التعامل الجيد مع المريض. كما يجب مناقشة خيارات العلاج والتوقعات ومستقبل المرض.
– ارشادات للتعامل الجيد مع الجانب النفسي والاجتماعي للمريض. فاغلب المشاكل تنشأ من مجادلة الاهل او مواجهتهم للمريض واستغرابهم من افعاله وكلامه. فيجب على الاهل ان يعلموا ان من يتحدث لهم ليس المريض بل المرض، فذلك هو المسيطر على المريض. لذا لا جدوى من لوم المريض او مجادلته.
– ان وصلت حالة المريض الى الاكتئاب او الهلوسة او ظهور مشاكل نفسية، فيجب علاجها من قبل طبيب نفسي.
– تقبل المريض وتعزيز ثقته بنفسه وتوفير الحب له وعدم التحدث له على انه مختل عقليا، او غير طبيعي.
– ايجاد طرق لتوفير الدعم للمريض والاشخاص المهتمين برعايته، مثل الانضمام الى مجموعة دعم تضم عوائل لديها مصابون بالزهايمر. فهذا يوفر للمريض والاهل شعورا بانهم ليسوا لوحدهم في هذه المشكلة. كما سيتيح لهم فرصة لتبادل الخبرات وتعلم الطرق العملية للتعامل مع مختلف المشاكل.
– تذكير المريض بهويته وبالتاريخ والايام والاحداث اليومية وذكر القصص العائلية، وتكرار مشاهدة افلام او صور لأفراد اسرته واصدقائه.
– عدم عزله، بل محاولة اثراء حياته الاجتماعية واخذه الى الخارج الى الاماكن التي يحبها.
– الاستماع الى ما يقوله والى احاديثه حتى لو كرر ذات القصص دائما.
العلاج الدوائي
تهدف العقاقير بشكل عام الى تنظيم عمل مستقبلات او الناقلات العصبية حتى تبطىء تدهور القدرات العقلية، وتكون على شكل حبوب او لصقات. وهناك انواع تستخدم في المرحلة المبدئية والمتوسطة من مرض الزهايمر وأخرى للمرحلة المتقدمة والمتأخرة.
ويضاف الى ذلك علاجات تؤخذ للتحكم او علاج الاعراض المرافقة للمرض مثل:
– ادوية لتنظيم وتحسين المزاج والحالة النفسية. – ادوية لتحسين طبيعة النوم.
– ادوية للتحكم في الحالة العصبية.