أعلنت وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل وزيرة الدولة لشؤون التخطيط والتنمية هند الصبيح نية الكويت إنشاء رابطة المرأة العربية الكفيفة ويكون مقرها في الكويت.
وأكدت الصبيح أن هذا الإعلان يأتي في إطار حرص الكويت على تقديم أوجه الرعاية والخدمة المتميزة لذوي الاحتياجات الخاصة إيمانا منها بأن تقدم الدول يقاس بقدر ما توليه من رعاية وخدمات لتلك الفئة.
وقالت إن الملتقى الذي يقام للمرة الأولى يسلط الضوء على كيفية تمكين المرأة الكفيفة من التفاعل والاندماج في الحياة العامة وأبراز المعوقات التي تواجهها ومناقشة خصوصية تلك الشريحة من حيث حركتها وتنقلاتها ومهارات الاعتماد على الذات ما يمكنها من بناء حياة أسرية مستقلة.
وشددت الى ضرورة التخلص من ظاهرة النظر الى ذوي الاحتياجات الخاصة بعين العطف والشفقة في وقت يحتاجون فيه إلى الأخذ بيدهم ومساعدتهم على تحقيق آمالهم وطموحاتهم من خلال دمجهم في المجتمع والتعامل معهم بشكل طبيعي.
ودعت الى أن يكون المحك للنظر الى هذه الفئة هو الإنجاز والإبداع والتفوق لا العطف أو الشفقة، مؤكدة حرص حكومة الكويت على رعاية تلك الفئة وتقديم كافة أوجه الرعاية والخدمة المتميزة سواء على المستوى التعليمي أوالصحي أوالإسكاني أو غيرها.
وذكرت أن هناك نساء كفيفات من الكويت وغيرها من الدول العربية رفعن أسماء بلدانهن عاليا على المستوى المحلي أو الدولي وسلحن أنفسهن بالعلم والدراسة حتى حصلن على أعلى الدرجات العلمية فكان منهن المحامية والمبدعة وكثيرات أبدعن في مجالات كثيرة.
واوضحت الصبيح بأن المؤتمر يناقش أيضا تمكين المرأة العربية الكفيفة اقتصاديا وفي مجالات العمل والتعليم وكيفية التعامل المجتمعي معها، إضافة الى أنه يتناول الواقع وتحديات المستقبل وغيرها من القضايا التي ستطرح وتناقش خلال أيام الملتقى.
من جانبها قالت رئيسة الملتقى المحامية كوثر الجوعان في كلمة مماثلة إن الملتقى يعد حدثا ثقافيا وإجتماعيا وإنسانيا يجمع باقة من خيرة الباحثين والمتخصصين حول واقع تعيشه فئة من أبناء الوطن، مشيرة الى أن البصيرة أقوى وأن الإعاقة البصرية ليست مصدر ضعف إنما هي مصدر قوة وإصرار وانطلاق.
وأعربت الجوعان عن سعادتها بأن تكون ضمن قافلة القوى التي تعمل في النشاط الاجتماعي وعبر منظمات عربية وإقليمية ودولية تعكس من خلالها صورة الكويت الناصعة ودورها الريادي على شتى الأصعدة.
وأشارت الى أن الكويت تتعامل مع القضايا المجتمعية باهتمام بالغ انطلاقا من الإحساس بدورها الإنساني والأخلاقي وإيمانا منها بالدور الاجتماعي التطوعي كقيمة إنسانية، مبينة أن المجتمعات العربية والإسلامية رائدة في كفالة الحقوق للأفراد والجماعات.
وأوضحت أن الملتقى يسعى الى كسب المزيد من الحقوق للمرأة الكفيفة انطلاقا من التوجه الخاص بدمج الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية في المجتمع وإشراكهم في مسيرة التنمية والتأكيد على حقهم في ممارسة حياتهم بشكل طبيعي.
وأكدت الجوعان حرص الملتقى على النهوض بوضع المرأة المعاقة بصريا وتطوير واقعها إنسانيا واجتماعيا واقتصاديا من خلال التعامل معها على أساس ما تمتلكه من قدرة للعطاء وتأهيلها بشكل يتيح لها فرصة تحقيق الذات والاعتماد على النفس في توفير احتياجاتها المادية التي تؤمن مستقبلها.
وذكرت أن المرأة المعاقة بصريا تستحق الرعاية الاجتماعية ومد يد المساندة وتعزيز ثقتها بإمكاناتها وقدراتها على المشاركة في خدمة مجتمعها وشد أزرها لتتجاوز الإعاقة بالإضافة إلى عدم تعرضها للتمييز والتهميش.
بدورها قالت ممثلة معهد المرأة للتنمية والسلام هنادي العماني في كلمة مماثلة إن نسبة المكفوفين في العالم بلغت نحو 10 في المئة وبما يقارب الـ70 مليون شخصا، مؤكدة ضرورة حصولهم على حقوقهم ومساواتهم مع بقية أفراد المجتمع.
وأضافت أن هذه الفئة تحتاج الى المساندة والدعم المعنوي والمادي عبر الأخذ بيدها لممارسة حياتها على نحو سوي كبقية أفراد المجتمع.
ومن جهتها ثمنت رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية لأولياء أمور ذوي الإعاقة الأميرة لطيفة بنت ثنيان بن محمد آل سعود في تصريح للصحافيين على هامش الملتقى الدور الكبير لسمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد في دعم تلك الفئة وتسخير كافة الإمكانات التي من شأنها إبراز إبداعات المراة الكفيفة، مشيدة بالتجربة الكويتية في مجال دعم ذوي الاحتياجات الخاصة.
وقالت إن السعودية تولي المرأة الكفيفة اهتماما كبيرا، مشيرة الى توجه المملكة لإقامة ملتقى مماثل لتمكين المرأة العربية الكفيفة في الحياة الاجتماعية وأن هناك اتفاقا مبدئيا وتنسيقا حول تنظيم الملتقى مع منظميه في الكويت.