قالت دائرة الإفتاء العام إن في الزواج من الفتيات من ذوي الاحتياجات الخاصة “أجر عظيم وثواب جزيل” لأنه “يحمي المجتمع من الانحراف والرذيلة”.
وقالت الدائرة في ردها على سؤال مستفت بشأن وجود سبب شرعي للإحجام عن الزواج من الفتيات اللاتي ابتلين بإعاقات جسدية، إنه “لا يوجد أي سبب شرعي للإحجام عن الزواج من المعاقات، بل الزواج منهن يساهم في حل مشكلتهن، ويعصمهن من الوقوع في الفاحشة، ويحمي المجتمع من الانحراف والرذيلة”.
وأكدت أن “في ذلك الأجر العظيم والثواب الجزيل”.
وقالت الدائرة في فتواها إنه “إضافة إلى ذلك فإن الإسلام رغب في الزواج من صاحبة الدين سليمة كانت أو معاقة” مشيرة إلى قول “رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تُنْكَحُ المَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ: لِمَالِهَا وَلِحَسَبِهَا وَجَمَالِهَا وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ، تَرِبَتْ يَدَاكَ) رواه البخاري، قال ابن حجر العسقلاني رحمه الله تعالى: “المعنى أن اللائق بذي الدين والمروءة أن يكون الدين مطمح نظره في كل شيء، لا سيما فيما تطول صحبته، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم بتحصيل صاحبة الدين الذي هو غاية البُغية” “فتح الباري” (9/ 135).”.
ولفتت إلى قوله “صلى الله عليه وسلم أيضاً: (لا تَزَوَّجُوا النِّسَاءَ لِحُسْنِهِنَّ، فَعَسَى حُسْنُهُنَّ أَنْ يُرْدِيَهُنَّ، وَلا تَزَوَّجُوهُنَّ لأَمْوَالِهِنَّ، فَعَسَى أَمْوَالُهُنَّ أَنْ تُطْغِيَهُنَّ، وَلَكِنْ تَزَوَّجُوهُنَّ عَلَى الدِّينِ، وَلأَمَةٌ خَرْمَاءُ سَوْدَاءُ ذَاتُ دِينٍ أَفْضَلُ) رواه ابن ماجة، ومعنى خرماء: مقطوعة بعض الأنف ومثقوبة الأذن”.
وقالت إنه “تزوج عدد من العلماء بفتيات ابتلين بالعمى أو الصمم أو البكم وغيره لدينهن، ومنهم من ابتليت زوجته بإعاقة فصبر عليها احتسابا للأجر، وكان يخدمها بنفسه مكافأة على حسن معاملتها لما كانت سليمة”.
وحول سؤال المستفتي حول جوازية لهؤلاء الفتيات “أن يشبعن رغبتهن الجنسية من غير زوج”، قالت الدائرة إنه “لا يجوز قضاء الشهوة من غير طريق الزواج، والمسلم يحصن نفسه بالصبر والإكثار من الصوم، وملء أوقات الفراغ بما هو نافع ومفيد؛ فإن الإنسان إذا لم يشغل جوارحه بالطاعة شغلته بالمعصية”.
وأكدت “لهذا ينبغي على أولياء الأمور أن يضعوا الحلول والبرامج للقضاء على هذه المشكلة قبل تفاقمها؛ وتصبح عندئذ عصية على الحل”.