رأي وموقف
أثناء تجولي في معرض الكتاب لهذا العام، التقيت بأحد الرياضيين الذين كنت أتابعهم عن بعد وأسمع أخبارهم وانتصاراتهم الرياضية، وكلي اعتزاز وفخر بأبناء بلدي الذين يرفعون علمه خفاقا في المحافل الرياضية.
التقيت باللاعب الموهوب طارق محمد يوسف القلاف بطل أبطال العالم، والمصنف الاول عالميا لرياضة المبارزة لذوي الاحتياجات الخاصة، واكثر لاعب في العالم يحصل على ميداليات ذهبية، والمرشح لدخول موسوعة غينيس العالمية.
ياله من لقاء جميل بالنسبة لي، خصوصاً ان البطل الكويتي كان يعرض سيرته الذاتية في كتاب رائع سطر فيه بمساعدة المؤلفين فيصل الرشيد وعبيد بوملحة، اللذين قامت الصحافية والاعلامية الكويتية ابتسام صقر السيار بتوفير المستندات والاخبار والمعلومات المتعلقة بالبطل العالمي لهما.
ولقد كانت ميدالياته الذهبية وشهادات الثناء وجوائزه المتنوعة تزين ركن العرض المخصص له في المعرض.
في هذا الكتاب الذي يحمل عنوان هذه المقالة، والذي تزين غلافه بصورة البطل القلاف، وهو يحمل كرسيه المتحرك، والذي طالما حمله في تعبير بليغ على رد الجميل من البطل لكرسيه.
هذه الصورة التي فيها الكثير من التعبير والعواطف المدفونة، خاصة ان البطل بيّن في الكتاب كيف انه لقي الامرين من بعض المسؤولين في نادي ذوي الاحتياجات الخاصة، والذين كانوا يقفون عقبة امامه لتحقيق احلامه، والتي حققها بعون الله رغم تلك العراقيل باصراره وعزيمته ووقوف الطيبين معه.
الغريب ان هذا النادي اوقفه عن النشاط، ولم يسمح له بممارسة نشاطه والذهاب للبطولات الدولية – كما يقول – الا ان ثقته بربه وبامكاناته سهلت له الصعاب وجعلته يتحدى المستحيل، ففتح الله له ابوابا لم تكن بالحسبان.
وتدور الايام ويذهب البطل القلاف الى الولايات المتحدة للتعاقد كمحترف مع نادي نيوجيرسي الاميركي، ويحصل معه على لقب أفضل لاعب في اميركا وعلى ميداليتين ذهبيتين.
وفي الكتاب يروي بطل العالم في المبارزة العديد من الاحداث والمقالب الطريفة التي حدثت بينه وبين اللاعبين من ذوي الاحتياجات الخاصة، والتي تبين انهم يعيشون في سعادة ومرح رغم ما يواجهونه من تحد وصعوبات.
ويفتخر القلاف بزوجته وابنائه الثلاثة الذين اضافوا لحياته جمالا وكمالا وسعادة.
انصح بقراءة الكتاب الذي يحتوي ايضا على العديد من الصور والمقدمة الجميلة التي يقول فيها القلاف انه قرر ان «يحمل رسالة انسانية يصل بها الى كل مكان ليرفع علم الكويت عاليا، ويرفع معه همة كل انسان ويقدم رسالة لكل معاق او محبط يبحث عن الامل في كل انحاء العالم وكل انسان»، وان رسالته هي «دعم ومؤازرة ذوي الاحتياجات الخاصة، وان يثبت للعالم بأكمله ان المعاق جزء من هذا المجتمع ويستطيع ان يفعل الكثير».
لذلك كان اهداؤه الكتاب لـ «اسرته والداعمين له ولكل انسان يبحث عن الامل والنجاح».
حقا انها قصة نجاح احد ابناء ديرتنا الحبيبة، الذي اعيق بسبب خطأ طبي اثناء تطعيمه ضد مرض شلل الاطفال، وكانت اعاقته هذه كما يقول نقطة انطلاقه للعالمية.