«من محاميات يدافعن عن المظلومين الى متطوعات في مهمة انسانية»، هذا هو ما جسدته مجموعة من القانونيات، اللاتي اجتمعن على فعل الخير، وكرسن خبراتهن للعمل كمتطوعات في مجال خدمة ذوي الاعاقة، وتحقيق رسالتهن السامية، فضلا عن حماية حقوق هذه الفئة، ورفع الوعي القانوني والحقوقي بشأن قضايا ذوي الاحتياجات الخاصة.
فريق «مجموعة الميثاق الكويتية»، الذي رأى النور عام 2013، يضم مجموعة من الشابات الكويتيات اللائي يحملن على عاتقهن رسالة العمل التطوعي.
ديوانية القبس استضافت عضوات الفريق، واطلعت على مبادرتهن ورؤيتهن عن واقع العمل التطوعي في المجتمع الكويتي، ومدى اقبال الجنس الناعم على الانخراط في هذا المجال. واعتبرت المتطوعات ان ذوي الاعاقة مهمشون في المجتمع، ويوجد تخوف من دمجهم حتى الآن في المراحل التعليمية، على الرغم من ابداعاتهم والانجازات التي حققوها في شتى المحافل الدولية.
وأكدن اهمية الدور الفعال، الذي تلعبه المرأة، ولا سيما العنصر الشبابي، نظراً لقدرتهن على القيام بالعمل الفردي والجماعي واظهار مواهب الطفل واداء دورها كمرأة وعاملة ومتطوعة.
وانتقدت المحاميات المتطوعات هضم الحقوق المشروعة، مؤكدات ان المجتمع ينظر بعين واحدة الى قضايا المعاقين.
واشتكت عضوات الفريق من عدم توافر الدعم المادي للمجاميع التطوعية، وعدم توافر المقرات للبعض منها، وفي ما يلي تفاصيل اللقاء:
قالت رئيسة المجموعة، سارة بوزبر: ان غالبية المتطوعات لا يجدن آلية للتعامل مع ذوي الاعاقة، فبعض ذوي الاحتياجات الخاصة يعتقدون ان التعامل معهم يتم من باب الشفقة والعطف، وهو غير صحيح، مشددة على اهمية العمل التطوعي في تعزيز الثقة بالنفس وتنمية الذات وتبادل الثقافات وتحمل المسؤولية.
غرس الأمل
واستعرضت بوزبر الاهداف التي يسعى الفريق الى تحقيقها، منها رسم الابتسامة وزرع الامل في نفوس الشرائح المنسية في المجتمع، فضلا عن دمج ذوي الاعاقة اجتماعيا وثقافيا وترفيهيا، واظهار طاقتهم الابداعية، وتحفيز الفتيات على العمل التطوعي، علاوة على التوعية القانونية بقوانين هذه الشريحة، مؤمنة بان لا قيمة للعطاء إن لم يكن جزءا من الفرد ذاته.
وتحدثت عن العلاقة المتبادلة بين العمل التطوعي والقانون، معتبرة ان العمل الاجتماعي والتنموي والتطوعي من اهم الوسائل المستخدمة للمشاركة في النهوض بالمجتمعات، لافتة الى ان القانونيات والناشطات في مجال العمل التطوعي يسخّ.رن خبراتهن ومعرفتهن في الانشطة الاجتماعية، كما يساهمن في تحقيق مبدأ العدالة.
مجاميع تطوعية
والتقطت اطراف الحديث نائبة الفريق فايزة الرشيدي، مشيرة الى انه في السابق لم يكن لدى المجاميع التطوعية شخصية اعتبارية في المجتمع، ولكن بعد اقرار قانون تنظيم المجاميع التطوعية مؤخرا اصبح لها صفة رسمية.
وأقرت الرشيدي بأن هذا القانون السالف الذكر، يمنح المجاميع التطوعية الصفة القانونية في ممارسة العمل التطوعي وفق الضوابط التي حددتها وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، ملمحة الى التهميش في دور المجاميع التطوعية قبل اقرار هذا القانون، ولكن سرعان ما تغيرت هذه النظرة عقب صدوره، حيث اصبحت تنعم هذه المجاميع بمزيد من الاحترام والتقدير لدورها في خدمة المجتمع ورد الجميل للوطن بالعمل النافع الذي تقدمه لمختلف فئات المجتمع.
قانون المعاقين
بدورها، تناولت المحامية فاطمة صفر الحديث عن قانون المعاقين الجديد 8 لعام 2010، مشيرة إلى أنه على الرغم من أن الكويت تعد من أوائل الدول التي وضعت قانونا خاصا لذوي الإعاقة، إلا أن باقي الدول الخليجية سبقتها في التطبيق والتنفيذ، قائلة: «للأسف أغلب بنود القانون غير مفعّلة ولم تر النور حتى الآن، وحبيسة الأدراج، على حد وصفها.
وأشارت إلى أن ذوي الاحتياجات الخاصة يحظون بدعم مالي غير كاف، ولا سيما للأسر التي لديها أكثر من طفل معاق، كما أن هناك أموراً لا توفرها الدولة، مستشهدة برفض بعض الحالات من ذوي الإعاقة التي تستدعي العلاج بالخارج، إضافة إلى أن جامعة الكويت لا توفر كتباً بطريقة «برايل» للطلبة المكفوفين، الأمر الذي يضطر الطالب الى توفير المعين (المرافق) على نفقته الخاصة.
وتمنت صفر إدخال قانون المعاقين ضمن مناهج كلية الحقوق، وان تتبنى وزارة التربية فكرة تنمية الوعي الطلابي في مجال الإعاقة.
دورات للمتطوعات
اشارت فايزة الرشيدي الى مشاركة الفريق في الدورات التدريبية، التي تنظمها وزارة الشؤون الاجتماعية، والخاصة بتعليم لغة الاشارة للصم، مثمنة هذه المبادرة الطيبة حسب تعبيرها.
«أنا مبدع»
انطلقت حملة أنا مبدع التي تبنتها ادارة رعاية المعاقين بوزارة الشؤون الاجتماعية، بهدف ابراز المهارات الابداعية لدى الطفل المعاق، من خلال لوحاته الفنية.
في الكرامة الإنسانية
اكدت المحامية سارة بوزبر ان ذوي الاعاقة جزء لا يتجزأ من المجتمع الكويتي، ويتمتعون بكل الحقوق والواجبات، مدللة على قولها بالمادة 29 من الدستور الكويتي، التي تنص على المساواة في الكرامة الانسانية والحقوق والواجبات من دون تمييز.
الوعي الثقافي
أشارت عضوات الفريق الى نقص الوعي المجتمعي وثقافته حول كيفية التعامل مع ذوي الاعاقة، بالرغم من تسليط الضوء الاعلامي على هذه الشريحة، وكثرة حملات التوعية حول حقوقهم وقضاياهم.
دور المرأة
قالت بوزبر إن عمل المرأة ليس محصوراً في مجالات الازياء والموضة والمطبخ، بل انها متشعبة الادوار، وأصبحت تنافس الرجل في مختلف الحقول، مدللة على قولها بظهور فرق تطوعية، اعضاؤها من الفتيات، ونجحن في نقل الصورة الصحيحة للعمل التطوعي الى خارج الكويت.
غصة
اشتكت الفتيات المتطوعات من نظرة بعض أبناء المجتمع الخاطئة نحو ذوي الاحتياجات الخاصة، مؤكدات ان هذه الفئات قادرة على العمل والانجاز والعطاء.
المصدر : مى السكرى \ جريدة القبس