عندما نقول ان «الحياة ارادة» قد يعتبرها البعض مبالغة او احد الشعارات الرنانة التي تتردد على مسامعنا من حين لآخر، أما اليوم فلا نبالغ ان قلنا اصبح للارادة عنوان وشخصية تجسدها.. هنادي العماني او «المحامية» هنادي العماني ما يجب ان نناديها.. كسرت حاجز البصر بالبصيرة المستنيرة لتكون اول كويتية كفيفة تحصل على رخصة مزاولة المحاماة بعد تخرجها من كلية الحقوق.
هنادي العماني سردت تفاصيل حياتها واصرارها على النجاح والتغلب على الصعاب حتى تصل الى نجاحها المنشود قائلة ان «الأعمى أعمى القلب وليس العين.. وانني لولا اصراري ومساعدة المحيطين بي لما وصلت لما انا عليه اليوم، فهناك العديد من المعاقين فكريا الذين حاولوا احباطي وابعادي عن هدفي تحت لواء «كيف لكفيفة ان تصبح…»! وأضافت هنادي «ان هناك العديد من حقوق المرأة المعاقة بشكل عام والكفيفة على وجه الخصوص التي تحتاج الى المطالبة بها خاصة في في ظل وجود ثغرات بقانون ذوي الاعاقة، موضحة ان المرأة المعاقة على سبيل المثال عندما تتزوج لا يحق لها الحصول على سائق او خادمة بحجة ان زوجها يمكنه ذلك على الرغم من انه في بعض الحالات لا يكون الزوج قادرا على توفير ذلك بسبب امكانياته المادية الضعيفة، هذا فضلا عن التحديات التي تواجهها المرأة بشكل عام وبخاصة المتزوجة من غير كويتي والتي عادة ما تطال المرأة المعاقة أيضا».
وأشارت العماني الى ان «الفكرة الاساسية في مشوار نجاحي هي انني ومنذ ان فقدت البصر أبحث عما هو صعب لتحقيقه حتى أثبت للمجتمع ان ذوي الاعاقة قادرون على الوصول لما يحققه الاسوياء بل والتفوق عليهم، مبينة ان اختياري للحقوق لم يكن محض مصادفة بل هو اختيار محدد حيث انني ومنذ نعومة أظافري أعشق الدفاع عن الحق والاستماتة في تحقيقه وارساء قواعد العدل وبخاصة فيما يخص فئة ذوي الاعاقة تلك الفئة التي دائما ما يجحف المجتمع في تعامله معها وان لم يكن ماديا فمعنويا. وعن تقبل المجتمع لفكرة محامية «كفيفة» أكدت ان الانسان بطبعه عدو لما يجهل ولذلك فان الفكرة في بدايتها لم تكن محط اعجاب كثيرين في المجتمع الا انه ومع مرور الوقت سيتقبلون ذلك، مردفة «ما ألومهم.. الشي جديد عليهم».
وأضافت انا واثقة من قدراتي ونشاطي الذي سيجعل المجتمع فخورا بانجازي في المدى القريب فانا اليوم بعد الحصول على رخصة مزاولة المهنة بدأت التدرب في مكتب محاماة وسأبدأ في ممارسة عملي والدفاع عن الحق حاملة هموم وقضايا ذوي الاعاقة على عاتقي حتى اقرار مستحقاتهم ومطالبهم.
وخلصت هنادي الى ان لحظة أداء القسم من اللحظات الفاصلة في حياتي حيث كان شعوري لا يوصف فقد وضعت قدمي على اول الطريق من حلمي المنشود وكلي فخر بما وصلت اليه وأملا بما يحمله لي المستقبل، مضيفة انني أدين بالشكر والعرفان الى رئيس جمعية المحاميين المحامي وسمي الوسمي الذي شجعني وشد من أزري وساعدني على تجاوز احباط المجتمع من حولي.
المصدر : جريدة النهار