طالعتنا الصحف مؤخراً بخبر محزن، وهو شطب الكويت من خريطة الألعاب الرياضية العالمية والإقليمية لذوي الإعاقة الذهنية، وحرمان أولاد الكويت وبناتها من المشاركة بأنشطة الأولمبياد الخاص، وإذا كان الحديث يجر بعضه كما يقال فلابد أن يكون مدخل الحديث مناسبا لموضوع الشطب ليكون عرضا ملخصا عن ذوي الإعاقة الذهنية وكيفية رعايتها رياضيا وتوفير متطلباتها، وأهمها إنشاء نادٍ رياضي يحتضنهم مع أسرهم حتى يشتد عودهم ويتأهلوا للالتحاق بكل أنشطة الأولمبياد الخاص، بالإضافة لضرورة التحدث باختصار عن الأولمبياد الخاص الذي أنشئ في الستينيات.
وقد بادرنا كأسر وأولياء أمور بحملة تطوعية لأكثر من عشر سنوات بالتوعية والتعريف بمثل هذه الأمور دفعاً بما يفيد هذه الشريحة الكبيرة، ومنهم أبناء لنا، ومن ذلك إعداد مذكرة شاملة تبرر ضرورة إنشاء نادٍ لهذه الفئة تم توزيعها على نطاق واسع، نرجو أن تسمح الظروف بعرضها ولو على حلقات، وإن آخر إنجاز توصلنا إليه بهذا الخصوص كان نظرياً هو قناعة كاملة من وزير الشباب والرياضة ووزير الإعلام الشيخ سلمان الحمود بحاجة هذه الفئة لناد رياضي، ثم قناعة المدير العام للشباب والرياضة الشيخ أحمد المنصور الذي وجدنا بلقائنا معه منذ عدة شهور بعض الصعوبات، فتنازلنا على إثرها عن طلبنا السابق بتكوين مجلس إدارة تأسيسي لتتحمل الهيئة تبني الموضوع وبناء النادي بالاستعانة بما قدمناه لهم من دراسات ونظام أساسي سبق لهم الموافقة عليه، بعد إضافة بعض التعديلات حسب طلبهم، ولهم بعد إنشائه إما طرح إدارته للانتخاب أو إدارته من الهيئة مثلما أدارت بنجاح النادي الكويتي للمعاقين خلال سنوات حل مجلس إدارته منذ عدة سنين، وقد حظي الاقتراح بقبول الشيخ أحمد المنصور، ونأمل أن تتحمل الهيئة بناء النادي لأنها الجهة المسؤولة.
إن الحديث عن إنشاء ناد جاء كمقدمة للحديث عن شطب الكويت لأن النادي بإمكانه أن يعزز الأولمبياد الخاص الكويتي؛ بتزويده بمعين مستمر من الطاقات الرياضية المدربة تدريبا مؤهلا يختلف عن تدريب المدارس بحصص الرياضة، وهذه بدهية لا نحتاج لتأكيدها؛ لأنها يجب أن تكون معروفة حتى عند “اليهال” (صغار السن) ولا تحتاج شرحا وتذكيرا.
الآن وقد حلت مصيبة الشطب وزادت “الجيلة”، أي طفح الكيل على هؤلاء الأبناء وأسرهم، وأضر بسمعة الكويت وباسم الأولمبياد الخاص الكويتي لا بد من معرفة كيف، ولماذا، شطبت دولة بالكامل من تنظيم عالمي معترف به؟ فبين الأولمبياد الخاص العالمي والأولمبياد الكويتي علاقة تعاون منذ التسعينيات بموجب اتفاقيات وبرامج وأهداف وجهود وأنشطة تحت إشراف جهة ثالثة وهي هيئة الشباب والرياضة، والمفروض أن تزيد العلاقة بين هذه الجهات وتتطور مع الخبرة ومرور الأيام بما يعزز مكانة الكويت من خلال هذه العلاقة القوية التي لا نقبل أن تنعت بعلاقة هشة تطيح بها قشة، ما لم تكن هناك أسباب يجب طرحها ونقاشها بروح رياضية لمعرفة موقع الخلل وإصلاحه بطريقة علمية لا بالطريقة الكويتية الشعبية: هذرة الدواوين أو سخافات الـ”تويتر” المختصرة التي لا تتناسب وهذا الحدث، وتسيء للموضوع والجهات المتعلقة به، وإنني على ثقة بأن فتح حوار شامل بين الأولمبياد الخاص العالمي وبين الأولمبياد الخاص الكويتي وبين هيئة الشباب والرياضة سيتيح معرفة موقع الخلل، كما أني على ثقة بأن أياً من هذه الجهات لم يخطط متعمدا لشطب الكويت.
إن ما يثير الانتباه والتساؤل هو حصول مؤشرات قوية قبل الشطب لم تثر الاهتمام حتى من أي وسيلة إعلامية، وهي إيقاف الكويت عام 2013 عن بطولة عالمية في كوريا، ثم إيقافها 2014 عن بطولة إقليمية بجمهورية مصر العربية، ثم إيقافها 2015 عن بطولة عالمية في لوس أنجلس!! ومع ذلك لم تتخذ أي معالجة ظاهرة؛ مما يدل على عدم إحاطة الكثيرين بالحد الأدنى عن الأولمبياد الخاص ومعنى إنشائه وأهدافه؛ لذلك لا بد من القول بصفة مختصرة إن هذه المنظمة العالمية التي تخدم وتدعم هؤلاء الأطفال وأسرهم وأصدقاءهم مسجل فيها معظم دول العالم، ومنها الكويت، وتنظم بطولات لألعاب فردية وجماعية على مستوى عالمي كل أربع سنوات، وعلى مستوى إقليمي كل سنة مع بطولات محلية بمناسبات كثيرة وبرامج صحية وإعداد قادة وتنظيم محاضرات وندوات ومؤتمرات.
ويمثل المكتب الرئيسي سبعة أقاليم، والكويت تتبع إقليم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، يمثله في الكويت وكيل معتمد له مجلس إدارة ومدير وطني يسمى الأولمبياد الخاص الكويتي، ومقره بالكويت النادي الكويتي الرياضي للمعاقين الذي تحمل مسؤولية أبنائنا سنوات طويلة، وجعلهم يحصدون كثيرا من الميداليات، علما أنه ناد مخصص للإعاقات الجسدية، ولا يحق بموجب قوانينه لأولياء أمور ذوي الإعاقات الذهنية الاشتراك بالإدارة وتحمل مسؤولية أبنائهم المحتاجين لنوع خاص من التعامل لأنهم ناقصو الأهلية، في حين المعاق الجسدي كامل الأهلية، الأمر الذي استدعى من التنظيمات الدولية فصل رياضاتهم وبطولاتهم في تنظيمات منفصلة. ومن يريد زيادة المعرفة يمكنه دخول موقع الأولمبياد الخاص العالمي أو الإقليمي أو الكويتي الموجود بنادي المعاقين، حيث توجد الإدارة والملفات والمدربون، والجدير بالذكر حسب علمنا عدم شطب أي دولة على الأقل بإقليم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا دون الكويت، عدا حالة سحب توكيل الأولمبياد من نادي الثقة بالشارقة وإعطائه لجهة أخرى في أبو ظبي لأسباب لست متأكداً منها، علما أن نادي الثقة مخصص لكل أنواع الإعاقات. نأمل في الختام معرفة أسباب الشطب وعلاجها والتوفيق لأبنائنا وعودة الكويت للتنظيم العالمي، والشكر لكل من يدعم أبناءنا.
*والد لحالة إعاقة ذهنية… أحد لاعبي السباحة
بالأولمبياد الخاص الكويتي