وافقت الامم المتحدة في 13 ديسمبر 2006 بصورة رسمية على اتفاقية حقوق المعاقين، وتعد الاولى لحماية وزيادة الحقوق للاشخاص ذوي الاعاقة، وان يمارسوا دورهم في الحياة بصورة طبيعية مع تثقيف المجتمعات بالاشخاص ذوي الاعاقة ودمجهم في المجتمع وعدم اعتبار اعاقتهم نبذا لهم، وذلك لضمان ايجاد سبيل فعال انهم قادرون على المشاركة والمساهمة في المجتمع، فعرفت منظمة الصحة العالمية الاعاقة «هو مصطلح يغطي العجز، والقيود والنشاط، ومقيدات المشاركة». واعتبر التوحد بانه التصنيف العاشر للامراض بأنه نوع من الاضطراب النمائي المنتشر، اي يؤثر سلبا على عدة مجالات لعمليات التطور، وعرفه القانون الاميركي لتعليم الافراد المعاقين انه «اعاقة تطورية تؤثر بشكل ملحوظ على التواصل اللفظي وغير اللفظي والتفاعل الاجتماعي».
فشهد العالم بأسره تطورا ملحوظا وتحولا في طريق فهمه لمرض التوحد والاعاقات الاخرى، وبفضل العلم والابحاث من المؤسسات والمراكز الطبية ومنظمة الصحة العالمية والتدخل المبكر مع تقديم الخدمات التعليمية ان تخفف من حدة مرض التوحد وتمكين المصابين به من اطفال وراشدين من العيش بحياة مستقلة ومنتجة والمشاركة الكاملة في المجتمع، بادراك مرض التوحد وعلاجه عن طريق تخفيف مظاهر العجز والسلوكيات الشاذة المرتبطة به مع تحسين نوعية الحياة والارتقاء بالاستقلال الوظيفي.
اثبتت الدراسات الحديثة ان علاج التوحد ينقسم الى علاجين اساسيين، هما التدخلات التعليمية والادارة الطبية، وتوفير البرامج التدريبية ودعم العائلات التي لديها اطفال يعانون التوحد. فكانت دبي رائدة في توفير مركز خيري عام 2001 للاطفال الذين يعانون التوحد عن طريق التشخيص والتدخل العلاجي وبرامج تدريبية داعمة للتوحد لتعزيز ثقتهم بانفسهم وادماجهم في المجتمع مع تقديم ما يستحقونه من رعاية، وعلى خطاها انتهج مركز قطر للتوحد تقديم الخدمات المتكاملة لاعادة تأهيل الاطفال والافراد المصابين بالتوحد من خلال توفير كادر تعليمي متميز من حملة الشهادات العليا، واتخذت مشكورة دكتورة سميرة السعد مديرة مركز الكويت لتوحد المساهمة في تأهيل التوحد عن طريق الخدمات العلمية المتكاملة التي تقدمها.
بناء على طلب الجمعية الكويتية لمتابعة قضايا المعاقين قمت بزيارة جناح التوحد في دار رعاية المعاقين التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل سابقا وحاليا للهيئة العامة لشؤون ذوي الاعاقة مع الناشط علي دشتي والناشطة الهام الرفاعي، فقابلنا المراقبة مع موظفات الجناح، شارحين احتياجاتهن الرئيسية ابتداء بالاعتراف بالجناح المنشأ عام 2001، وتوفير كادر متخصص مدرب لاستقبال حالات التوحد مع انشاء الغرف التعليمية المتكاملة والغرف الحسية التدريبية، واشارت المسؤولة الى ان على مستوى الكويت لا تستطيع استقبال اكثر من عشر حالات توحد بسبب الضيق المكاني، وعدم وجود فصول كافية لفصل الاناث عن الذكور، وتقسيم الفئات العمرية، فهم بحاجة ماسة للالتفات لهم.
تسليط الضوء على جناح التوحد كونه مرضا يبدأ من مرحلة الطفولة لا يكمن في تشخيص مرضه، بل يشمل تقديم انماط العلاج والخطط التربوية وتأهيله، فما نحتاجه تهيئة افضل الامكانات لجناح التوحد، وجعله قسما كاملا متكاملا وفقا لما ورد في نصوص القانون رقم 8 لسنة 2010 في شأن حقوق الاشخاص ذوي الاعاقة.
عذراء الرفاعي