إن تطوير استراتيجية التنمية المهنية لمديري مدارس الدمج في الكويت لتحسين اداء القادة(المديرين) في مجال الدمج وفي سبيل تحقيق هذا الهدف كان ولا بد استعراض مقومات نجاح هذه الاستراتيجية بصورة خاصة وأي استراتيجية تربوية بصورة عامة.
الاستراتيجية هي أسلوب لحل المشكلات وتشخيصها ورسم سياساتها ومواجهتها وتنفيذ تلك السياسات من خلال اختيار الاجراءات المناسبة.
ومن جملة المقومات التي تم الاعتماد عليها في وضع هذه الاستراتيجية، النظرة للقضايا التربوية من منظور الكل لا الجزء، ومراعاة العوامل المؤثرة المرتبطة بها، الاعتماد على مبدأ المشاركة لتحقيق الترابط الذي يتم بين العمليات بحيث يكون المديرون مقتنعين بالدور الذي يقومون به مما يقوي مشاعر الرضا الوظيفي لديهم وينعكس اثره على جميع العاملين والمتعلمين ويجعل بيئة المدرسة بيئة جاذبة للجميع، أن تقوم الاستراتيجية على الفكر والتنظيم وإدارة العمل والتنفيذ والتدبر، ان تحدد جميع المسارات التي يمكن اتباعها.
كذلك تمر الاستراتيجية بعدة مراحل منها عمليات وأنشطة ليكتمل الهيكل العام للاستراتيجية المقترحة للتنمية المهنية لمديري مدارس الدمج.
المرحلة الأولى وهي عبارة عن:
أولا: (التحليل) الكشف عن البيئة الخارجية اي معرفة تجارب الدول الاخرى فيما يخص برامج التنمية المهنية لمديري مدارس الدمج ومعرفة أهم المتغيرات العالمية والمحلية المؤثرة على عمل المدرسة.
ثانيا: الكشف عن البيئة الداخلية وأعني بذلك فحص دقيق داخلي للمدرسة والخروج بمؤشرات عن واقع مدارس الدمج بالكويت ومقارنتها بالتجارب الاقليمية والعالمية.
ثالثا: تحديد الموارد البشرية منها والمالية وتطويعها في نسق متكامل لتحقيق الأهداف المطلوبة.
المرحلة الثانية:
وضع رؤية للاستراتيجية المقترحة للتنمية المهنية لمديري مدارس الدمج «ريادة متميزة في رعاية وتنمية مديري مدارس الدمج لمواجهة التنافس المحلي والاقليمي والعالمي» وصياغتها بحيث تعبر عن فلسفة المؤسسة لتحديد شكل المستقبل المأمول.
المرحلة الثالثة:
تحديد أهداف الاستراتيجية وهي القاعدة الأساسية ولا بد أن تكون واضحة ومحددة وموضوعية.
المرحلة الرابعة:
تحديد برامج التنمية المهنية لمديري مدارس الدمج ومشاريعها وتحديد الجوانب المالية اللازمة للإنفاق عليها.
المرحلة الخامسة:
وضع جدول زمني لتنفيذ برامج التنمية المهنية لمديري مدارس الدمج حسب الأولويات ووفق معايير الجودة.
المرحلة السادسة:
متابعة العمل وتقويمه وعرضه على المسؤولين من أجل المشاركة والمشورة وطرح تصورهم حيال الاستراتيجية واعتمادها.
وأخيراً:
١- نشر حملة إعلامية للتوعية بثقافة الدمج وآثرها على المجتمع.
٢- اكتشاف الفجوة بين واقع التنمية المهنية لمديري مدارس الدمج في الكويت والمعايير العالمية.
٣- اشراك جميع العاملين في برنامج الدمج من أجل القيام بالمهام الإضافية.
و إن هدف استراتيجية التنمية المهنية لمديري مدارس الدمج في الكويت هو تحقيق الجودة الشاملة في التنمية المهنية للقادة «مديري مدارس الدمج»، والارتقاء بالتعليم العام، وذلك عن طريق إيجاد القاعدة الصلبة من المتخصصين في تطوير طلاب التعليم العام بشكل عام وفئة طلاب ذوي الاحتياجات الخاصة بشكل خاص.
وذلك بما يتفق مع أهداف المجتمع الكويتي، وبلوغ التميز عن طريق دعم العاملين في نظام الدمج بكل الوسائل والإمكانات وإثارة دافعية القادة نحو التميز ومواجهة التغير لمواكبة التطورات العالمية لرعاية الطلاب من فئة ذوي الاحتياجات الخاصة وتحقيق مبدأ المساواة، وتكافؤ الفرص بين المتعلمين على مستوى التعليم العام بأن يكون الدمج للطلاب من فئة ذوي الاحتياجات الخاصة هو القاعدة الأساسية التي تؤسس عليها السياسات في التعليم العام لتحقيق حق التعليم للجميع.
كما تم استخلاص عدة بدائل استراتيجية للعمل لتطوير إدارة مراكز التدريب والتنمية المهنية لمديري مدارس الدمج في الكويت، والتي تشمل: تدريب الكوادر البشرية الوطنية بمراكز التدريب وتأهيلهم لإدارة مدارس الدمج، ربط التخصصات في مجال الدمج في التعليم العالي مع متطلبات سوق العمل، تبادل الخبرات واستغلال وسائل الاتصال الفعالة الإلكترونية على مستوى الجامعات ومراكز التدريب وتوفير فرص التوظيف للتخصصات التي تفيد مجال الدمج.
ومن أجل تحقيق تلك البدائل يجب أن تطبق إجراءات تنفيذية من خلال إقامة درجات علمية لدرجتي الماجستير والدكتوراه بين كليات التربية لتطوير الكوادر المتخصصة في مجال الدمج، إنشاء قواعد بيانات حديثة وشاملة لكل ما يرتبط بتطبيقه في التعليم بالتنسيق بين الكليات المتخصصة ومراكز التنمية المهنية، تنفيذ حملات للتوعية الاعلامية بأهمية برامج التنمية المهنية فيه وأهمية نشر ثقافته في التعليم العام من خلال مراكز التدريب وعقد بروتوكولات للتعاون مع المدارس الأجنبية الرائدة في تطبيق برامج التنمية المهنية لمديري مدارس الدمج.
drzainbalhasawi@