حذرت أخصائية النطق والسمع في عيادات دار الشفاء الدكتورة عبير الهيفي من مغبة تأخر نمو اللغة عند الأطفال لافتة إلى ان ذلك قد يسبب له أمراضاً أو اضطرابات عدة منها الشلل الدماغي، التأخر الفكري، مرض تشتت الانتباه، فرط الحركة، التوحد، الضعف السمعي.
وحذرت الهيفي في حوار لـ«الراي» من السخرية من الطفل المتأخر في النطق لأنه تُعطل شفائه، مشيراً إلى ان تأخر نمو اللغة غير معروف السبب وقد يصاحبه أمراض واضطرابات أخرى كصعوبات التعلم وضعف التحصيل الدارسي والتوحد والشلل الدماغي. ونصحت الهيفي المؤذنين وأئمة المساجد والممثلين والمغنيين بالفحص الدوري لحناجرهم وأحبالهم الصوتية للإطمئنان على سلامتهما. وبينت ان الأسباب الوراثية قد تؤخر النطق واللغة لدى الأطفال مؤكدة عدم وجود أطعمة معينة لعلاجه. ولفتت إلى ان أمراض واضطرابات اللغة تعالج عبر جلسات العلاج اللغوي أو العلاج الدوائي في بعض الحالات ومن خلال أجهزة معينة. ونوهت إلى ان دار الشفاء تعد أول عيادة تخصصية تقدم رعاية متكاملة وتضم فريق عمل متخصصا بدرجات علمية عالية من أخصائيي نطق وسمع، وأخصائيي احتياجات خاصة وتعديل سلوك،وأخصائي نفسي إكلينيكي، وأخصائيي تنمية قدرات ذهنية و تعليمية للعناية ورعاية من يعانون من التأخر اللغوي، وصعوبات التعلم. وأضافت ان العيادة تقدم خدمة تأهيل ضعاف السمع وزارعي القوقعة وتعديل السلوك لمرضى التوحد وفرط النشاط الحركي وتشتت الانتباه فضلاً عن فحص وتشخيص مبكر لأمراض البلعوم والحنجرة والأحبال الصوتية والكشف الدقيق لأورام الحنجرة والأحبال الصوتية بأحدث المناظير الموجودة علاوة على تشخيص وعلاج و تأهيل المرضى الذين يعانون من اضطرابات البلع. وإلى نص الحوار: ● بداية نريد تسليط الضوء على الخدمات التي تقدمها عيادة دار الشفاء؟ – دار الشفاء تعد أول عيادة تخصصية تقدم رعاية متكاملة وتضم فريق عمل متخصصا بدرجات علمية عالية من أخصائيي نطق وسمع، وأخصائيي احتياجات خاصة وتعديل سلوك،وأخصائي نفسي إكلينيكي، وأخصائي تنمية قدرات ذهنية وتعليمية للعناية ورعاية من يعانون من التأخر اللغوي وصعوبات التعلم، كما تقدم العيادة خدمة تأهيل ضعاف السمع وزارعي القوقعة وتعديل السلوك لمرضى التوحد وفرط النشاط الحركي وتشتت الانتباه فضلاً عن فحص وتشخيص مبكر لأمراض وأورام البلعوم والحنجرة والأحبال الصوتية بأحدث المناظير الموجودة بالعيادة حصرياً، علاوة على تشخيص وعلاج وتأهيل المرضى الذين يعانون من اضطرابات البلع. ● كيف يتم تشخيص أمراض واضطرابات الصوت ؟ -ننصح المدخنين والأشخاص الذين لديهم أقارب من الدرجة الأولى مصابين بأورام وسرطانات الحنجرة وكذلك الذين يجهدون صوتهم وظيفياً كالمؤذنين وأئمة المساجد والممثلين والمغنين بالفحص الدوري للحنجرة والأحبال الصوتية للاطمئنان على سلامتهما ويتم التشخيص والفحص في هذه الحالات بواسطة منظار دقيق مخصص للكشف المبكر عن أمراض الحنجرة والأحبال الصوتية مجهز بتقنية ضوئية حديثة جداً تستطيع تحليل نوعية الأغشية التي تغلف الثنايا الصوتية بالحنجرة. ● وماذا عن سبل العلاج لاضطرابات الكلام ؟ -أمراض واضطرابات الكلام وأنواعها الخمسة الرئيسة وهي التلعثم ، وتدافع الكلام ، والخنف المفتوح ، واللثغة، والحبسة الكلامية تعالج عبر جلسات العلاج الكلامي أوبالجراحة في بعض الحالات. ● تأخر نمو اللغة عند الأطفال هل ينجم عنه بعض المشاكل ؟ -يسبب تأخر نمواللغة عند الأطفال أمراضا أو اضطرابات عدة منها الشلل الدماغي، التأخر الفكري،، التوحد ، مرض تشتت الانتباه وفرط الحركة الضعف السمعي ، بالإضافة إلى ان تأخر نمو اللغة غير معروف السبب، قد يصاحبه أمراض كصعوبات التعلم، وضعف التحصيل الدراسي، واضطرابات أخرى وتعالج أمراض واضطرابات اللغة بجلسات العلاج اللغوي والدوائي في بعض الحالات وبالأجهزة المعينة كالمعينات السمعية في حالات ضعف السمع. ● ماذا عّن الخدمات التي تقدمها عيادة دار الشفاء لمساعدة الشخص على تحسين قدرته على التواصل؟ – اضطرابات التواصل متعددة ومتنوعة ولكل اضطراب طرق علاجه الخاصة بعد تشخيص الحالة من قبل طبيب التخاطب ويضع بالتعاون مع فريق معالجين متخصص خطة العلاج، وبعض تلك الاضرابات يمكن علاجها مع أخصائي التخاطب وأخرى يمكن ان يعالجها أخصائي تعديل السلوك وأيضا هناك اضرابات معينة يعالجها الأخصائي النفسي. ● ما أبرز العوامل التي تشكل صعوبة في عمليات البلع وسبل التغلب عليها ؟ – صعوبة البلع مرض شائع بين جميع الأعمار وخصوصاً كبار السن وتعود صعوبة البلع إلى الشعور بصعوبة مرور الغذاء أو السوائل من الفم إلى المعدة لأسباب عدة معظمها غير خطير ولا يهدد حياة المصاب، وأيضاً ونادراً ما تكون صعوبات في البلع نتيجة لمرض خطير مثل الأورام أو الخلل العصبي المتزايد. ● ما أنواع اضطرابات الكلام وخصائصها المميزة ؟ – تتمثل ذلك في صعوبة إصدار الأصوات اللازمة للكلام بالطريقة الصحيحة ويمكن ان يكون ذلك في أغلب الأصوات أو بعضها وفي أي موضع من الكلمة وهي تعد من أكثر أشكال اضطرابات التخاطب شيوعاً أما عن الأنواع فهي تتمثل في تأخر اللغة واضطراب مخارج الأصوات والتأتأة والتلعثم والخنف. ● وما أسباب تأخر النطق عند الأطفال وأنواعه ؟ – هناك عوامل وظروف كثيرة تساعد على التطور الطبيعي للنطق واللغة منها السلامة البدنية، والعقلية، وسلامة الحواس، وسلامة أعضاء النطق والكلام» الفم، الأنف،الأسنان،الحلق، الحنجرة والأحبال الصوتية « التي تمكن الطفل من فهم وتخزين واسترجاع ما يسمع من كلمات وجمل، وكذلك وجود البيئة المحفزة والمستقرة والداعمة لاكتساب اللغة، فأي خلل أو تقصير عضوي أو وظيفي في العوامل السابقة يؤدي إلى تأخر النطق واللغة. ● متي يستشعر الوالدان ان ابنهما يعاني من تأخر في النطق ومتي يستلزم الأمر العرض على مختصين ؟ -يستشعر الوالدان ذلك عند تأخر الطفل في الكلام عن المعتاد أو تأخر وضع الكلمات معاً لوضع جملة أو عندما تكون اللغة غير واضحة، ويتم العرض على المختصين مبكرا فور ظهور المشكلة لأن التدخل المبكر مهم جداً في إعطاء الطفل نتائج مستقبلية جيدة. ● هل هناك أسباب وراثية وراء تأخر النطق ؟ – تأخر النطق واللغة قد يكون ناتج عن أسباب وراثية، فيعرف في بعض الأسر ان الأطفال لا يتكلمون في سن مبكرة كما ان الكلام لا يتطور بنفس السرعة التي يتطور فيها الكلام واللغة لدى البنات. ● هل توجد أطعمة معينة تتسبب في تأخر النطق أو تزيده ؟ أو تساعد في العلاج ؟ -بالطبع لا، فأسباب ذلك تتمثل في خلل أو قصور في العوامل السالفة الذكر. ● هل الرفاهية أو التدليل من ضمن أسباب تأخر النطق عند الاطفال ؟ – ليس بالضرورة ولكن يجب تفادي التنبؤ باحتياجات الطفل حتى لا يصبح الكلام غير ضروري بالنسبه له، وذلك ابتداءا من عمر 12 شهراً، فمن المهم جعل الطفل يشعر بحاجة إلى استخدام الكلام في التواصل. ● ماذا عن الأساليب العلاجية التي يمكن من خلالها للطبيب مساعدة الطفل الذي يعاني من تأخر في النطق؟ – تتفاوت الأساليب العلاجية على حسب عمر الطفل وعرضه في وقت مبكر والتأكد من خلو الطفل من المسببات المرضية والعضوية ومعالجتها إن وجدت مثل ضعف السمع، انشقاق سقف الحلق أو الشفة… إلخ. ● هل الطفل المصاب بتأخر النطق يمكن ان يقال ان لديه تخلفا عقليا ؟ -ليس بالضرورة فيمكن ان يكون الطفل طبيعي ولا يعاني من أي خلل عقلي أو وظيفي ولديه تأخر باللغة وفي نفس الوقت يعاني من حالات التخلف العقلي واضطرابات وتأخر في النطق واللغة تبعاً لدرجة التخلف العقلي لديه. ● هل الاختلاط بالنسبة للطفل المتأخر في النطق يمكن ان يكون نوعا من العلاج ؟ – بالطبع فهو يؤثر كثيراً في تعرض الطفل لبيئة كلامية أكبر مع الحرص على عدم مقارنة الطفل بأقرانه. ● هل الاستهزاء أو السخرية من الطفل المتأخر في النطق يتسبب في تأخر شفائه؟ – نعم فإن الجانب النفسي مهم جداً في علاجه، ومهم ابعاد الطفل عن الضغوطات والانفعالات الحادة أوإظهار الاهتمام والقلق المبالغ فيه نحوه وعدم الاستهزاء به أو احراجه مع تنمية ثقته بنفسه. ● كم تستغرق الخطة العلاجية لمساعدة الطفل على تحسين عملية النطق ؟ وهل هناك حالات معينة يصعب معها التحسن ؟ -لكل حالة وقت ونتيجة مختلفة عن غيرها فهذا العلم يقع ضمن علوم التأهيل التي تستغرق وقتاً طويلاً مثل العلاج الطبيعي لإصابة معينة،وهناك حالات معينة يصعب تحسنها بسبب مشاكل عضوية دائمة أو خلل وظيفي في الدماغ ما يسبب هذا التأخر وعدم القدرة على استخدام الكلام اللفظي للتواصل ولا يمكن تحديد ذلك الا بعد فترة علاج طويلة تصل إلى أشهر وأحياناً سنوات. ● ماذا عن علاجات صعوبات التعلم ؟ – تعتمد التطبيقات العلاجية لذوي صعوبات التعلم على كل من الأخصائي النفسي بتحديد القدرات الذهنية ومعدل الذكاء للطالب، وعلى أخصائي التربية الخاصة وتعديل السلوك، وعلى معلم المدرسة واختيار إستراتيجيات التدريس المناسبة لأفراد هذه الفئة والتي يجب أن تهتم بجوانب القوة لديهم إلى جانب اهتمامها بجوانب ضعفهم فبالنسبة للمعلم يجب أن ينمى نفسه مهنياً من خلال القراءة والإطلاع المستمر كما يجب عليه الاهتمام بجوانب القوة لدى أفراد هذه الفئة وخاصة تلك التي تجمع بين ذكاءات عدة وفضلاً عما سبق فإن تقييم هؤلاء التلاميذ لابد أن يكون شمولياً متعدد الأبعاد بحيث يشمل مجالات الذكاءات المختلفة،كذلك يجب عليه التخطيط للدرس والاهتمام في تحضيره بالأنشطة التي تستثمر الذكاءات المختلفة سواء كانت لغوية أو فنية أو مسرحية أو موسيقية، وأن يهتم بالمواهب والقدرات الخاصة التي قد توجد لدى بعض التلاميذ واستثمارها في العملية التعليمية. ● ماذا عن مرض التوحد ؟ -التوحد هو إعاقة متعلقة بالنمو عادة ما تظهر خلال السنوات الثلاث الأولى من عمر الطفل، وهي تنتج عن اضطراب في الجهاز العصبي ما يؤثر على وظائف المخ، ويقدر انتشار هذا الاضطراب مع الأعراض السلوكية المصاحبة له بنسبة 20 طفلاً من كل 10 آلاف تقريباً،وتزداد نسبة الإصابة بين الذكور بمعدل 4 مرات عن الإناث، ولا يرتبط هذا الاضطراب بأية عوامل عرقية أو اجتماعية أو ثقافية أو مالية. ● ماذا عن أسباب التوحد؟ -لم يتم بعد اكتشاف أسباب قاطعة ومحددة للتوحد، ولكن هناك بعض الأبحاث والدراسات التي أجريت وبينت بعض الأسباب منها بيولوجية أو اختلاف في تركيب الدماغ وخصوصاً في الجزء المسؤول عن الحركات اللاإرادية للجسم، أو اضطرابات جسمية مثل الأمراض الجينية وإصابة الأم الحامل بفيروس الحصبة، أو وجود اختلال في التمثيل الغذائي. ● وماذا عن تشخيص التوحد؟ – لعل هذا الأمر يعد من أصعب الأمور وأكثرها تعقيداً، حيث يقل عدد الأشخاص المهيئين بطريقة علمية لتشخيص التوحد، ما يؤدي إلى وجود خطأ في التشخيص، أو إلى تجاهل التوحد في المراحل المبكرة من حياة الطفل، ما يؤدي إلى صعوبة التدخل في أوقات لاحقة، ولكن لدى عيادتنا التخصصية نخبة من الأطباء والمتخصصين الذين بإمكانهم الكشف عن مصابي التوحد في مراحله المبكرة حيث لا يمكن تشخيص الطفل دون وجود ملاحظة دقيقة لسلوكه، ولمهارات التواصل لديه، ومقارنة ذلك بالمستويات المعتادة من النمو والتطور،وما يزيد من صعوبة التشخيص أن كثيراً من السلوك التوحدي يوجد كذلك في اضطرابات أخرى، ولذلك فإنه في الظروف المثالية يقوم بتقييم حالة الطفل من قبل فريق كامل من تخصصات مختلفة في عيادتنا، حيث يضم هذا الفريق طبيب إستشاري التخاطب وأخصائي أعصاب، أخصائي نفسي أو طبيب نفسي، طبيب أطفال متخصص في النمو، أخصائي علاج لغة وأمراض نطق، أخصائي علاج مهني وأخصائي تعليمي، والمختصين الآخرين ممن لديهم معرفة جيدة بالتوحد. عبير الهيفي في سطور-أول طبيبة في الكويت والخليج حاصلة على درجة الماجستير والدكتوراه في تخصص طب أمراض الحنجرة والصوت والبلع والتخاطب. – عضو مؤسس للجنة الإشرافية العليا للبرنامج الوطني للكشف المبكر لضعف السمع لحديثي الولادة بوزارة الصحة. – عضو لجنة زراعة القوقعة بوزارة الصحة. – ترأست مركز الشيخ سالم العلي الصباح لعلاج السمع والنطق. – ممثل الكويت في البرنامج الإقليمي للوقاية من أمراض العمى والصمم التابع لمنظمة الصحة العالمية. -ترأست لجنة المعينات السمعية بوزارة الصحة. -عضو اللجنة الفنية للسمع والنطق بالمجلس الأعلى لشؤون ذوي الإعاقة. |
المصدر : عمر العلاس \ جريدة الراى