إن أعقنا حركة لسان الطفل، نحدّ من قدرته على التمييز بين أصوات الكلام، حسبما اكتشف باحثون من جامعة كولومبيا البريطانية. وتُعتبر هذه الدراسة الأولى التي تتوصل إلى رابط مباشر بين حركة فم الطفل وفهم الكلمات المسموعة.
في الدراسة، التي نُشرت في Proceedings of the National Academy of Sciences، وضعت عضاضات في أفواه أطفال يتعلَّمون اللغة الإنكليزية في الشهر السادس من العمر أثناء الاستماع إلى أصوات كلام (صوتا {د} هنديان يُفترض أن يكون الأطفال قادرين على التمييز بينهما بسهولة). عندما أعاقت العضاضة حركة رأس اللسان، عجز الطفل عن التمييز بين الصوتين. ولكن عندما حظي لسانهم بحرية الحركة الكاملة، تمكَّن الأطفال من تمييز الفارق.
تذكر المشرفة على الدراسة أليسون برودرير، عالمة تتابع دراساتها ما بعد الدكتوراه في كلية العلوم السمعية والنطق في في جامعة كولومبيا البريطانية، أن هذا الاكتشاف يشكك في الافتراضات السابقة عن تطور مقدرات النطق واللغة. وتضيف: {حتى اليوم، اعتمدت الأبحاث في مجال تطوير فهم الكلام واكتساب اللغة في المقام الأول على التجارب السمعية كعامل محفز. ولكن على الباحثين أن يتحققوا أيضاً من حركة فم الأطفال أيضاً}.
لا يعني ذلك أن على الأهل أن يبعدوا المصاصات والعضاضات عن أطفالهم. إلا أنه يثير الكثير من الأسئلة حول مقدار الوقت الذي يحتاج الطفل أثناءه إلى حرية حركة اللسان كي يطور فهم الكلام بالشكل الطبيعي. كذلك ستكون لهذا انعكاسات على فهم الكلام لدى الأطفال الذين يعانون إعاقة حركية في الفم، مثل فلح الحنك، الشلل، أو اللسان المربوط.
توضح الباحثة البارزة جانيت ويركر، بروفسورة في قسم علم النفس في جامعة كولومبيا البريطانية: {تشير الدراسة إلى أن حرية القيام ببعض الحركات بلسانهم وغيره من الأعضاء التي يستخدمونها في النطق، عندما يستمعون إلى الكلام، قد تكون عاملاً بالغ الأهمية في فهم الأطفال للأصوات}.
المصدر : جريدة الجريدة