قصة نجاح استثنائية فوق التراب الإسباني تلك التي أوردتها صحيفة “ماركا” الإسبانية عن الشاب المغربي ولاعب المنتخب الإسباني لكرة القدم للمعاقين، محمد عرشي، البالغ من العمر الـ19 ربيعا، والذي هرب من الفقر والتهميش في المغرب منذ ست سنوات بعد أن تعرض لحادثة سير خطيرة فقد على إثرها ساقه اليمنى.
لا يؤمن موحى بأي شيء في حياته اسمه المستحيل، في هذا الصدد قال: “استمتع بالحياة ولا تتركها تستمتع بك”، قبل أن يعلق على هجرته إلى إسبانيا التي اعترفت به ومنحته جنسيتها قائلا: “كنت تائها في المغرب، هنا لدي الكثير من الفرص. يتعاملون (هنا) مع ذوي الاحتياجات الخاصة بشكل جيد. هناك تعرضت للضرب من قبل الشرطة عندما كنت أحاول الهجرة إلى إسبانيا، كانوا ينادوني بالأعرج. كان الأمر صعبا”.
بعد أن تألق موحى من الفريق المحلي الذي كان يلعب معه في إحدى ضواحي إلى مدريد، تم استدعاؤه إلى المنتخب الإسباني لأقل من 19 عاما، مما مكنه من الحصول على الجنسية الإسبانية. اليوم يعتبر المغربي موحا نفسه “أسرع لاعب في المنتخب الإسباني للمعاقين وفي أوروبا بأسرها”.
يحكي موحا عن حياته في إسبانيا قائلا:” عندما وصلت إلى إسبانيا، كنت ألعب في ملعب البلدة، كنت مغمورا. واستمر الحال على ما هو عليه حتى أثرت انتباه أحد المدربين عندما رآني ألامس الكرة، وطرح علي اجتياز اختبار مع المتدربين في الأكاديمية”، مضيفا: “لم يكن بوسعي حينها المشاركة في المقابلات لأنني لم أكن مكتمل الساقين. هكذا، يرجع الفضل لمدربي عندما شاهد شريط وثائقي يتحدث عن كرة القدم للمعاقين في إسبانيا، ليتصل بالمسؤولين لأتمكن من اللعب معهم”.
رونالدو وراموس وسيلفا نماذج موحا
سطع “نجم” موحا فجأة وبقي في تصاعد مستمر، إذ تحول من لاعب جناح عادي إلى واحد من اللاعبين الأكثر استعراضا وسرعة وإقناعا داخل المنتخب الإسباني للمعاقين، خاصة وأنه فاز بالدوري الأخير للمعاقين الذي أقيم في برشلونة. قال بنوع من التحدي: “أعتقد أنني الأسرع في المنتخب وفي سائر أوروبا”.
المهاجر المغربي موحا فقد الأمل في المشاركة في الليغا الإسبانية، إلا أنه لايزال متشبثا بحلم معانقة النجومية العالمية ولو من بوابة كرة القدم للمعاقين بعد أن فرض عليه القدر ذلك.
من جهة أخرى، اعترف موحا أن كل ما وصل إليه لم يأتِ بمحض الصدفة أو من فراغ، وإنما كنتيجة لعمل مستمر، يحكي: “أتدرب ما بين ساعتين إلى ثلاث ساعات في اليوم، من يوم الاثنين إلى يوم الجمعة. بينما أزاول في نهاية الأسبوع ركوب الدراجة والسباحة”. كما أنه يسعى دوما إلى الاقتداء بكبار الكرة العالمية، دون إخفاء إعجابه بكل من سيرخيو راموس ودافيد سيلفا، بالإضافة إلى تفضيله لرونالدو على ميسي، نظرا للتقارب في طريقة لعبيهما المتجسدة في السرعة والتسديد القوي. يوضح موحا مبتسما: “بدون شك رونالدو هو المفضل. أركض بسرعة مثله تماما، وأسدد بقوة، على الرغم أنني متأكد أن رونالدو لو كان يلعب بالعكاكيز لن يقوم بذلك بشكل جيد”.
يحلم موحا بأن يصبح أفضل لاعب معاق محترف في العالم، غير أنه لم يخف قلقه من بطء عملية اعتراف المؤسسات الدولية الكروية بكرة القدم للمعاقين، وأشار: “ليست هناك مساعدات. الاتحاد الأوربي لا يمنحنا الإشهار والإعلانات. ليس لدينا راع في مجال التسويق والإشهار. علينا أن نبحث عنهم نحن اللاعبين، وبدونهم لا يمكننا المضي قدما إلى الأمام”.
المصدر: جريدة اليوم 24 .