نظمت الجمعية الثقافية الاجتماعية النسائية صباح أمس دورة تدريبية للتوعية بمرض الزهايمر، ومساعدة مقدمي الرعاية من أهالي المرضى والأطباء والممرضين تستمر يومين، وذلك تحت عنوان «العودة إلى مبادئ وأساسيات مرض الزهايمر – أبجديات الرعاية النوعية». حاضرت في الدورة الممرضة الدولية كفاح حسين عوض الله، وهي واحدة ممن لهن خبرة عريقة في مجالات التمريض التخصصية العديدة ومنها مرض الزهايمر.
اهتمام بالصحة
وأكدت عضو مجلس إدارة الجمعية ورئيس فريق مشروع التوعية بالزهايمر موضي الصقير اهتمام الجمعية بالصحة بصورة عامة، لذلك فهي تتبنى اليوم مشروع التوعية بمرض الزهايمر، وكونت لذلك فريقا متخصصا، وركزت في التوعية مع مقدمي الرعاية من أهالي المريض والهيئة التمريضية.
وأضافت الصقير لقد وضعنا في الجمعية خطة للتوعية بدأت منذ 3 سنوات بدورات ومؤتمر دولي للزهايمر، والآن تعقد الدورة التدريبية وسيكون هناك استمرارية لهذا المشروع، معتبرة أن الدورة اليوم أحد هذه النشاطات.
وأشارت إلى أن الدورة تهدف إلى القضاء على هذا المرض عبر تطوير الأبحاث العلمية، فضلاً عن توفير وتعزيز خدمات الرعاية ودعم المتضررين من خلال تقديم الرعاية النوعية، لافتة إلى الفئات المستهدفة من هذه الدورة، وهي: الطاقم المهني والاختصاصيون الاجتماعيون، بالإضافة إلى هيئة التمريض، وطلبة الكليات الطبية وفريق الرعاية (أفراد العائلة).
إحصائية
وكشف مساعد رئيس قسم العيادات الخارجية في رعاية المسنين د. عبد السلام الرشيد أن ما بين 3 – %4 من كبار السن في الكويت يعانون من الزهايمر، وذلك وفقا لإحصائية منظمة الصحة العالمية، لافتا إلى وجود أكثر من 6000 مسن في البلاد.
نسب إحصائية
وخلال محاضرتها التي ألقتها، استعرضت كفاح عوض الله نسبا إحصائية حول مرض الزهايمر في الولايات المتحدة الأميركية، لافتة إلى أنه يعد سادس الأمراض المسببة للوفاة في الولايات، وأن عدد المصابين بمرض الزهايمر يقدر ب 5.4 ملايين مريض.
وأشارت عوض الله إلى توقع ازدياد حالات مرضى الزهايمر بحلول عام 2050، بحيث يتراوح ما بين 11 – 16 مليونا، موضحة أن حالة واحدة لكل 8 حالات ممن يتراوح أعمارهم ما بين 65 – 85 عاما يعانون بهذا المرض، لافتة إلى أن %60 من حالات «العته» مصابة بالزهايمر.
وبينت عوض الله أن قرابة %70 من مرضى الزهايمر لا يحتاجون للعناية الطارئة المتمثلة في المستشفيات، وإنما معظمهم يتلقون العناية اللاحقة في المنازل.
ضمور خلايا المخ
وتطرقت بالحديث عن ماهية مرض الزهايمر، وهو عبارة عن ضمور في خلايا المخ السليمة، وبالتالي فهو يؤدي إلى تراجع مستمر في الذاكرة وفي القدرات العقلية والذهنية ويؤذي المهارات العقلية والاجتماعية مما يؤدي إلى إعاقة الأداء اليومي في الحياة العادية.
وتابعت بالقول «على الرغم من أن الزهايمر هو مرض عضال لا شفاء منه، إلا أن هناك علاجات قد تحسن جودة حياة من يعانون منه، موضحة أن المرضى المصابين بهذا المرض، وكذلك الأشخاص الذين يتولون رعايتهم بحاجة إلى دعم العائلة والأصدقاء من أجل النجاح في مقاومة المرض».
وفي سياق آخر، تطرقت عوض الله بالحديث عن مراحل المرض الست، موضحة أن المرحلة الأولى تتضمن فقدانا مؤقتا في الذاكرة ومن ثم تتطور في الفقدان المؤقت للذاكرة وفقدان بعض الكلمات في المرحلة الثانية، أما الثالثة فتتضمن فقدان معرفة الأشخاص وكذلك مشاكل في ربط الكلمات، في حين أن المرحلة الرابعة تتضمن فقدان القدرة الحسابية، وتصل في المرحلة الخامسة إلى الحاجة إلى المعاونة في الحياة اليومية، في حين أن المرحلة السادسة نصل إلى فقدان العناية الشخصية، أما الأخيرة فهي مرحلة «التخشب»، حيث صعوبة الحركة والبلع وتيبس العضلات.
عناية
وذكرت أن العناية بمرضى هذا الداء دائما ما تفشل في المستشفيات ومراكز دور رعاية المسنين نظرا إلى عدم وجود الوقت الكافي لتقديم الخدمة والرعاية بهذه الشريحة، ونظرا إلى كثرة أعدادهم، لافتة إلى اختلاف طريقة العناية بمرضى الزهايمر وفقا لدرجة الحالة، فلكل مريض عناية خاصة به.
وتناولت عوض الله الحديث عن البرنامج الخاص بهذا المرض في الولايات المتحدة الأميركية الذي يحمل اسم cares، ويبين طريقة العناية بكل مريض على حدة وفقا لكل حرف في الكلمة ومدلوله، فضلا عن تقييم سلوكياته وكيفية التعامل معه.
مشاكل المرضى
وفي جانب آخر، عددت عوض الله أبرز المشاكل التي تواجه مرضى الزهايمر في الطعام، ومنها فقدان القدرة على التركيز في الأكل، وكذلك فقدان الوزن والإحساس بالطعم وطبيعة الأطعمة ونوعها، ناصحة بعدم الدخول في نقاش أو جدال مع كبار السن فيما يتعلق بالطعام ومحاولة استخدام الألوان المتنوعة لجذب انتباه المريض وتركيزه على الألوان.
ودعت إلى ضرورة أن يكون لدى مريض الزهايمر جلسة يومية للأنشطة التي يحب ممارستها، فضلاً عن مشاركته في أنشطة المنزل، كما له الحق في قيادة السيارة تحت الملاحظة والمتابعة.
وبالوالدين إحساناً
تقيم الشعبة النسائية والنشء بالمسجد الكبير فعالية «وبالوالدين إحسانا» وتضم العديد من الأنشطة المختلفة، وذلك صباح اليوم الثلاثاء بالخيمة الكبرى بالمسجد الكبير من الساعة 9 صباحا وحتى 12 ظهرا