استطاع معلم التربية الخاصة بمدرسة القارة المتوسطة محمد الصالح دمج ستة طلاب من طلاب التربية الخاصة من ذوي التخلف العقلي البسيط والمتوسط في سوق العمل، حيث كان الصالح أول من وجد لهم بيئة تعليمية وعملية في أماكن تليق بهم وعمل على تذليل الصعاب أمامهم ومساعدتهم للحصول على وظيفة تناسبهم وتناسب قدراتهم.
من جانبه قال المعلم الصالح عن هذه التجربة: استطعت من خلال النشاط اللاصفي دمج ذوي الاحتياجات الخاصة من فئة (التخلف العقلي البسيط والمتوسط) في سوق العمل، وشارك بهذه التجربة ستة من الطلاب وكان لتنوع الأعمال وبيئة العمل سبب لحبهم للعمل، فهم لا يحبون العمل الروتيني فدمجهم في جامعة الملك فيصل بمهنة مراسل كان أول مكان دمج لهم، وكما تعلمون المراسل له عدة مهام ومنها: توزيع أوراق المراسلات الداخلية واستدعاء الموظفين وكذلك طباعة ونسخ الأوراق، وما زاد من نجاح العملية الفريق الداعم بداية من رئيس التربية الخاصة الدكتور مهنا الدلامي والذي سخر لي كل إمكانيات الجامعة وذلل كل الصعاب في طريقي، بجانب عمل فريق من أساتذة الجامعة لمتابعة سير التجربة وتقييمها، وتقام علمية الدمج لمدة عمل يومين في الأسبوع بمعدل ثلاث ساعات باليوم، ومن المهارات التي تم تعليم الطالب عليها توقيع الدخول والخروج من العمل.
وأضاف الصالح: تم تغيير جهة التدريب كتحد جديد للطلاب فقد تم تحويل التدريب إلى مستشفى الملك فهد لأن المستشفى يحتوي على الكثير من فئات المجتمع من مرضى ومراجعين وعاملين، وكان الهدف تنويع بيئة الدمج، وهو تحد جديد وأقوى من السابق لتثبيت هذا النشاط اللاصفي ونجاحه في المجتمع، والحمد لله ثبت نجاح هذه التجربة واقتناع كثير من فئات المجتمع بها وبأن طلاب ذوي الاحتياجات هم عنصر فعال باالمجتع، وأنا الآن استعد وأبحث عن مكان جديد وبصدد الانتهاء من التعاقد مع مؤسسة حكومية لتدريب الطلاب، وسوف أبدأ بالجامعة لإعادة التدريب مع فئة جديدة لإثبات نجاح هذه التجربة.
وعن الأسس التي اعتمد عليها في اختيار الطلاب لهذه التجربة قال الصالح: من الأسس التي اعتمدت عليها سلامة الحواس والاعتماد على النفس وخلوهم من أي اعاقة جسدية وسلامة النطق لديهم ومعرفة القراءة وخلوهم من المشاكل السلوكية واستجابتهم للتعليمات والأوامر وحبهم للأعمال اليدوية من خلال مراقبتهم داخل المدرسة.
وعن تقييمه لهذه التجربة قال: كانت ناجحة بكل المقاييس فقد كانت خاضعة لعدة جهات تشرف عليها من قبل اساتذة الجامعة في قسم التربية الخاصة ومعلمين تربية خاصة ومشرفين تربية خاصة ومتدربين ، ومازلت اطمح في المزيد من الاحترام لهذه الفئة والوصول بهم الى أرقى عمل يناسب قدراتهم العقلية، أما بالنسبة لعوائلهم فقد كانوا فرحين برؤية أبنائهم يعملون في الجامعة، وكان الكثير من أولياء الأمور يطلبون أن نأخذ أبناءهم في النشاط اللاصفي وتدريب ابنائهم في أماكن تناسبهم، ومن هنا انصح إخواني العاملين في مجال التربية الخاصة بالعمل بجد للوصول بهذه الفئة الى أنسب عمل وأرقى معاملة والعمل على طمس نظرة المجتمع لهؤلاء والتظاهر لهم بعين الرأفة والرحمة وإعطائهم مبالغ شهرية بقصد الصدقة أو عمل بر يعتقد انه بهذا العمل ساعد هذه الفئة واطلب ممن يعمل معهم ان يبحث عما يناسب قدراتهم ويحترم مكانتهم وانسانيتهم في مجتمعاتهم.
واخيرًا اتقدم بالشكر لكل من ساعدني من معلمي مدرستي الذين تحملوا معي العناء من مدير المدرسة الحالي محمد الصالح ووكيل المدرسة علي الشخص وكل طاقم مدرسي مدرسة القارة المتوسطة