جنود مجهولون يبتغون الأجر من رب العالمين، لا فرق لديهم بين أيام عمل او إجازات، يؤمنون بأن من واجبهم الإنساني ان يتواجدوا على رأس عملهم خلال الأعياد والإجازات، إنهم العاملون في مؤسسات الرعاية الاجتماعية.
العاملون اكدوا ان الرابط مع العمل إنساني وليس ماديا وقالوا: نشعر بمسؤولية كبيرة تجاه النزلاء، مسؤولية البر بالوالدين لكبار السن ضيوف إدارة المسنين ومسؤولية ابوية تجاه الأيتام والمعاقين، واكدوا ان مطالبتهم ببدلات مادية لن يقف عائقا امام القيام بواجبهم تجاه هذه الفئات الذي اصبح الرابط بهم كأنه رابط دم وصلة رحم.
علاقة متميزة واسرية رصدتها خلال قضائها يوما داخل أسوار الرعاية عايشت يوميات العاملين والنزلاء التي تبدأ من ساعات الصباح الباكر مع الحمام الصباحي والتجهيز لاستقبال يوم جديد مختلف نوعا ما في العيد حيث تكثر الزيارات والضيوف والأنشطة والتي يأمل المسؤولون ان تبقى مستمرة على مدار العام لما تدخله من بهجة في نفوس النزلاء بمختلف فئاتهم.
إدارة المعاقين أعدت البرامج المختلفة لنزلائها من حفلات سمر وتسلية داخل الدور، وحفلات جماعية لأبناء الإدارة مجتمعين في الصالة متعددة الأغراض.
وإدارة المسنين لا تختلف أنشطتها كثيرا إلا في نظرة الآباء والأمهات التي تحمل الكثير من التساؤلات عن الأهل والأقارب الذين طال انتظارهم ولم يحضروا، بعض المسنين ورغم الازدحام بالزوار وكثرة الهدايا والأنشطة الترفيهية وحنان المشرفين إلا ان كل هذه المحاولات لم تنجح في إزالة نظرة الحزن والأسى عن وجوهه الذي تركت السنين علاماتها عليه، وبالاستفسار تبين انه ينتظر شقيقا او صديقا له ليزوره ربما لدقائق فقط.
ودور الأيتام لا تختلف أيضا إلا ان الاطفال يعتبرون المشرفات أمهاتهم لما يلمسونه من حنان واهتمام.
ووضع ادارة الأحداث ربما يختلف نوعا ما لاختلاف أسباب التواجد إلا ان المهام الإنسانية للعاملين واحدة هي إسعاد المتواجدين.
واللافت في دور الرعاية بالرغم من متاعب العمل وقلة الحوافز الا انك لا تلمس أي تأفف او انزعاج من أي من العاملين، التقينا مشرفة اجتماعية قضت أكثر من خمس عشرة سنة في العمل في نفس الادارة تقول: اشعر بالغربة في يوم الراحة وأشتاق للعودة وإذا كان احد النزلاء يعاني من أي وعكة صحية اتصل كل ساعة للاطمئنان عليه
وبالنسبة لقضاء العيد في العمل تؤكد انها منذ تاريخ تسلمها العمل وهي تحرص على التواجد على رأس العمل لتعيد مع النزلاء بغية الأجر من الله عز وجل.