0 تعليق
729 المشاهدات

الموسى : ذوو الاحتياجات الخاصة تتطور حالاتهم إيجاباً باستخدام الصلصال أو تدريبهم على الرسم وتعلم مهارات يدوية



قال استشاري العلاقات الانسانية عبدالرزاق الموسى ان الفنون الابداعية استخدمت منذ قديم العصور لتحسين الحالة النفسية للانسان، واكد ان تلك الفنون لا تقتصر فقط على الدراما والمسرح والموسيقى وانما فنون الطبيعة ايضا مثل اصوات الريح والشجر والطبيعة.
وقال الموسى الذي يستخدم هذه الفنون انه قد يأخذ المريض ويدعوه الى الخروج في الهواء الطلق وان يكون المكان مهيئا بالألوان المناسبة التي تحفزه على التعبير، واستخدام الطبيعة ايضا في هذا العلاج.
واكد الموسى ان هناك طفرة في استخدام العلاجات الحديثة منها تغير نمط الحياة في الاكل الذي امتد الى استخدام الذات في شفاء نفسها، لافتا الى ان هناك مستقبلا كبيرا ينتظر العلاج بالفنون خاصة بعد زيادة نسبة الوعي.

سبل العلاج

واضاف الموسى: مع زيادة الوعي بسبل العلاج المختلفة ومحاولة البعد عن المواد الكيميائية بدأت الناس تكتشف ان العلاج بالرسم او الصلصال او حتى العلاج بالحركات الايقاعية يخفف الاضطرابات النفسية ويكمل العلاج السلوكي او الكيميائي، فهذا هو العلاج البديل عن التعبير اللفظي، فهناك حالات من ذوي الاحتياجات الخاصة او الاطفال لا يتكلمون، ويعبرون عن الذات الداخلي عبر هذه الطرق لكي يتواصلوا مع الواقع الموازي في الخارج.
وزاد: طبعا سياسة الوعي التي يتمتع بها الانسان اليوم زادت مقارنة بما كانت عليه في السنوات السابقة لذلك يؤمن الشخص بان هذا النوع من العلاج يأتي بنتيجة ايجابية.

شفاء ذاتي

سألناه: هل تعتقد ان هناك اختصاصيين في الـart therapy ام انهم غير متمكنين؟
– نعم لدينا من الكفاءات المتميزة في استخدام هذا النوع من العلاجات وهم متميزون وموجودة ايضا في مستشفيات ومراكز الشفاء الذاتي والنفسي سواء كان داخل الكويت او خارجها، وحتى في السعودية ومصر ولبنان هناك الكثير يتجهون لهم بهدف العلاج ويحصلون على نتائج الشفاء المرتفعة.

تأثير واضح

< هل تعتقد ان هذا النوع من العلاج يعطي نتائج نهائية خاصة وان المشكلة لها جذور؟ - نادرا ما نجد علاجا كاملا حتى مع الادوية المستخدمة فيها العلاجات المركبة كيميائيا، ونحن نقول بان تأثير نوع معين من الالوان ثبت علميا بان تأثيره كبير في نفسية الانسان. وعند هذه الملاحظة توصلوا الى ان حل بعض المشاكل النفسية المتراكمة يأتي علاجها «بالفنون» خاصة وان لها مدلولات ومعايير مرتبطة بشخصية الانسان ومراحل تطوره والوصول الى جزء المشكلة وهو ما يسمى «الحدث الاول» وذلك بعد ان يتم العلاج بالتزامن مع العلاج بخط الزمن او التنويم الايجابي او البرمجة العصبية، وبالتالي بعد الوصول الى الحدث الاول يتم التعبير عنه عن طريق رسم او رقص او كتابة وفقا لما يناسب المريض وهذا العلاج والذي اسميه «التشافي بالطبيعة» عن طريق انواع معينة من الالوان والاصوات المتغير الى ان نصل الى جذر المشكلة كي يتم معالجتها وتجاوز الشخص هذه المعضلة. مرحلة التحليل < ما مراحل علاج الـart therapy؟ - يعتقد بعض الناس بان العلاج بالفنون يحتاج الى قدرات فنية ومواهب وهذا ليس صحيحا، والمهم ان يكون المعالج متمكنا ودارسا ولديه خبرات انما المريض لا يحتاج الى قدرات فنية. المعالج يقدم الدعم والتفسيرات والفرصة والارشاد ويترك المريض بعدها يعبر عن مشاعره الداخلية ومراحل العلاج تكون ثلاث خطوات: المرحلة الاولى مرحلة التنفيس من المشاعرتكون في ترك المريض يعبر عن خلجاته بكل حرية، والمرحلة الثانية تكون دور التحليل من المعالج، والمرحلة الثالثة هي مرحلة العلاج بعدما يعرف ما هو العلاج المناسب لكل مريض وعنده هذا العلاج ليس مثل «البندول» ممكن يأخذه كل الناس ولكن يكون العلاج لكل مريض علاج شخصي استنادا الى ما توصل اليه المعالج في المرحلة الثانية. المعالج بالفنون الإبداعية لابد أن يكون.. نظيفاً! حول الامتيازات التي يجب أن يتمتع بها المعالج بالفنون الابداعية قال الموسى: حتى الطبيب العادي تنعكس مشاكله على مرضاه، ونحن لا نقول اننا نريد معالجا مثاليا ولكن نريد معالجا يسعى الى المثالية، في العلاج ويجب ان يكون المعالج «نظيفاً» داخليا وخارجيا. فمثلما الطبيب قبل دخوله لاجراء عملية يعقم نفسه كذلك على المعالج بالفنون ان يعقم نفسه. وقبل مئة عام كان المعالج ينظف نفسه بالتأمل وتفريغ السلبيات عن طريق ممارسات يقوم بها قبل الخوض في علاج الاشخاص والمشاكل الاسرية او المشاكل النفسية والادارية ايضا يؤثر في مستوى اداء المعالج والمطلوب هو التركيز على المريض وليس انشغال المعالج ذهنيا. قال طبيب العائلة عضو جمعية الملكية البريطانية لاطباء العائلة بمستشفى رويال حياة الدكتور ربيع حرب ان تأثير الفنون الابداعية كبير في مساعدة المريض على التعافي وتقبل العلاجات المختلفة وقال ان تأثير الفنون الفن اصبح ظاهراً في علاج المريض وعلى مستوى تدريب الاطباء ايضا، وضرب مثالاً ببعض الجامعات التي تعتمد على الموسيقى والرسوم في تحسين اداء تلامذة الطب من خلال تطوير القدرات البصرية، السمعية وحس التمييز. وقال: جامعة هارفارد مثلا وجدت ان استعمال الموسيقى خلال المحاضرات الدراسية كان لها مفعول ايجابي على اداء واستيعاب التلاميذ. واردف: اما من حيث دور الفن في تعافي المريض، والعلاج بالشعر Poetry therapy والعلاج بالدراما Drama Therapy فالمريض يتحسن عن طريق الحركات المتجانسة والايقاعية على يد متخصص، كما انها مفيدة لمرضى الشلل الرعاش والألزهايمر Parkinson، Alzheimer وغيرها من الامراض العصبية. واضاف: بعض المستشفيات تطبق نظاما يعتمد الرسوم والنغمات لمرضى الجلطات الدماغية وذلك من اجل التواصل معهم. فمن ناحية نستعمل الاصوات والرسم من اجل إلهاء المريض عن الالم ومن ناحية اخرى من اجل اشعار المرضى بالاسترخاء والراحة النفسية فمثل (سرد القصص لمرضى السرطان يحسن من مستوى حياتهم). وقد ذهب بعض الاطباء الى اعتبار الحركات الايقاعية وسيلة للوقاية من الامراض ولها مفعول اكثر قبولا من النصيحة بممارسة الرياضة. مراحل العلاج وحول استخدام طبيب الاطفال الفنون الابداعية في تشخيص امراض الاطفال قال: تلعب الفنون كالرسم والموسيقى دورا مهما في تشخيص وعلاج الامراض عند الاطفال وذلك حيث تستخدم بعض الرسوم وانواع الموسيقى في تشخيص بعض الامراض مثل ضعف البصر، امراض التوحد، نقص السمع، امراض السلوك، صعوبة التعلم وغيرها من الامراض. كما تستخدم الرسوم والموسيقى ايضاً في مراحل علاج مختلف هذه الحالات المرضية. وحول اصوات الطبيعة التي يتم الاستعانة بها في بعض العيادات قال: هذا اسلوب علاجي تم استخدامه في العصور الماضية وتطور مع التقدم الطبي وارتقى الى ان اصبح علماً قائما بحد ذاته فالمعالجون بالصوت يؤمنون بان الانسان هو عبارة عن مزيج من ترددات ذات مستويات مختلفة من الطاقة وهم يستخدمون الترددات الصوتية اثناء العلاج من اجل اعادة التوازن الى الطاقة الجسدية. والانغام المختلفة هي عبارة عن اصوات منتظمة ومتوازنة تماما كاصوات الطبيعة المتجانسة، لذلك يمكن لها ان تحدث نسيجاً متناغماً بين مكونات الجسد والروح، وكذلك العقل والمشاعر. العلاج بالصوت! واكمل: تتوافر انواع عدة من العلاج بالصوت اذكر منها Resonance، entrainment، harmonics، psychoacoustics، chakras، mantras وتختلف من حيث الاسلوب والجوهر. وهناك مايسمى بـ Psychoacoustics، وهو نوع من الدراسة العلمية لاستقبال الصوت وتأثيره بما يشمل الاستجابة النفسية والجسدية للكلام وللصوت وللموسيقى، فالسمع ليس فقط عملية ميكانيكية للامواج الصوتية بل هو ايضاً تفسير حسي دماغي للصوت بما يعني ان الدماغ يلعب دوراً اساسياً بالسمع وتفسيره. حيث يتم تحويل الموجات الصوتية والترددات الى رسائل عصبية للدماغ، حيث ان اسلوب psychoacoustics الصوتي يستخدم للتأثير في تجاوب الدماغ مع الرسائل العصبية الصوتية. واكمل: دور العلاج بالصوت هو اعادة التوازن الى داخل الجسم ويجزم المعالجون بالصوت بان هذه الطريقة تفيد في عدة امراض مثل الطنين، القولون العصبي، العقم، القلق والاكتئاب وغيرها كما ان دراسة اجريت في المعهد البريطاني للمعالجين بالصوت اكدت ان اكثر من %90 من المرضى يشعرون بالاسترخاء ويخفف مستوى القلق والتوتر لديهم بعد جلسات العلاج بالصوت. لكن لابد من الذكر بان هذا الموضوع بحاجة الى دراسات معتمدة عالمياً من اجل تاكيد فعاليته في العلاجات المذكورة. وعن علاقة ديكور غرف المرضى في المستشفيات وألوانها بتحسين حالة المريض قال اجريت العديد من الدراسات حول تأثير محيط المريض الفيزيائي بحالته النفسية والجسدية وبالتالي تأثير مدة الاستشفاء والتعافي في الامراض. ================== لماذا يرفضون العلاج بالفنون الإبداعية؟! بماذا ترد على من يرفض هذا العلاج ويقلل منه، فأجاب: «الإنسان عدو ما يجهل» فإذا كان يجهل الشيء فانه يرفضه وفقا لمعتقدات او موروث فكري ومثلما ان هناك ناساً ترفض العلاج المركب كيميائيا، ايضا هناك من يرفض العلاج بالفنون فهناك تباين وهناك ايضا من يفضل العلاج في نمط الحياة ويستخدم اسلوب التغير السلوكي، والمسألة في النهاية تخضع لقناعات وهي كانت موجودة في دول الحضارات وكان يعاني منها المعالجون منذ القدم، ولكن هذه العلاجات موجودة والمستشفيات اليوم وتحديدا في اوروبا وبعض الدول العربية. وضرب مثالا: السلام الوطني مثلا يعني الحماس وبالتالي تتغير سلوكيات الفرد بعد سماعه ولكن ليس بالضرورة ان يكون العلاج بالموسيقى التي يرفضها البعض فهناك علاج بالصوت كصوت الماء والعصافير. فالقناعة تؤثر في العلاج حتى ان اخذ الدواء مع عدم قناعة الانسان به فان اعضاءه لن تستجيب للدواء. ================== المعالج بالفنون الإبداعية لابد أن يكون.. نظيفاً! حول الامتيازات التي يجب أن يتمتع بها المعالج بالفنون الابداعية قال الموسى: حتى الطبيب العادي تنعكس مشاكله على مرضاه، ونحن لا نقول اننا نريد معالجا مثاليا ولكن نريد معالجا يسعى الى المثالية، في العلاج ويجب ان يكون المعالج «نظيفاً» داخليا وخارجيا. فمثلما الطبيب قبل دخوله لاجراء عملية يعقم نفسه كذلك على المعالج بالفنون ان يعقم نفسه. وقبل مئة عام كان المعالج ينظف نفسه بالتأمل وتفريغ السلبيات عن طريق ممارسات يقوم بها قبل الخوض في علاج الاشخاص والمشاكل الاسرية او المشاكل النفسية والادارية ايضا يؤثر في مستوى اداء المعالج والمطلوب هو التركيز على المريض وليس انشغال المعالج ذهنيا. ================== حول تأثير الرسم في النفس البشرية وعلاج بعض الحالات قالت الاستاذ المساعد في قسم علم النفس التربوي، رئيس برنامج ماجستير الارشاد النفسي المدرسي، رئيس وحدة الارشاد النفسي سابقا في كلية التربية بجامعة الكويت الدكتورة معصومة المطيري ان الكثير من مدارس علم النفس حاولت كشف بعض الرموز التي يصعب على الحالات التعبير عنها بشكل مباشر خاصة الحالات التي تعاني من مشاكل في النطق مثل الاطفال او المعاقين، واتضح ان الرسم يكشف المشكلة الحقيقية التي يعانون منها والتي كانت نتاج سلوك مضطرب او تصرف غير سوي. وفي تفاصيل أكثر قالت: مدارس علم النفس بدأت في التطور الا ان هناك بعضا من مدارس التحليل النفسي التي ظهرت، بدأت بالرسم كوسيلة تشخيصية وعلاجية لحل بعض المشكلات التي يعاني منها هؤلاء الاشخاص المضطربين، وربما يطرأ في بالك السؤال التالي، ما الاساس التي بدأت عليه هذه المدارس؟ والاجابة هي انها بدأت بناء على الحاجة، فلوجود صعوبة مع بعض الاشخاص في الوصول الى اصل المشكلة بشكل واضح كانت وسيلة اللعب ووسيلة الموسيقى او وسيلة التعبير بالورقة والقلم وسيلة تشخيصية لتحديد المشكلة بشكل مباشر، ومن خلالها بدأت ايضا مهارات وطرق العلاج تعتبرها وسيلة للمساعدة على التخلص والتنفيس من بعض الضغوط التي يعاني منها الشخص، وبناء على ذلك بدأت تكتشف كفنية من فنيات العلاج. بالورقة والقلم وعن المرحلة العمرية التي يمكن ان يستخدم فيها الرسم لكشف حقائق الحالات قالت الدكتورة المطيري: لا يرتبط الامر بمرحلة عمرية معينة فكل شخص يمكن ان يرسم
، الشخص السوي وغير السوي والمضطرب والشخص كثير التفكير ومشتت العقل في اتجاهات عدة، والشخص الذي يصعب عليه اتخاذ قرار في مسألة ما وكذلك الطفل والمراهق والكبير في السن كل الاشخاص يمكنهم الرسم، فهي لا ترتبط بمرحلة عمرية او بحالة نفسية معينة، فان امسك اي شخص بالقلم وبدأ بالرسم وكان الناتج بعض الرموز الخاصة مثل الدوائر وبعض الاشكال الهندسية مثل المكعبات والصناديق وبعض الكلمات او الاحرف او بعض الاشكال التي نرسمها احيانا بشكل دائم ومستمر سواء كانت رقماً او رسمة العين او الحاجب او الدمعة او الوردة كل هذه الرسومات لها دلالات. إسقاطات! وعن الكيفية التي يمكن فيها للمختص معرفة ان كانت هناك مشكلة يعاني منها الشخص من خلال رسوماته قالت: هي فنيات اسقاطية تعبر عنها «مسكة القلم» وطريقة الخطوط التي يرسمها على الورقة واتجاهها ومدى عمق هذه الخطوط كل هذه الامور تحدد الحالة النفسية التي يعبر عنها الشخص ومستوى تفكيره، ولانها عبارة عن اساليب اسقاطية في اتجاهات فنعلم عندما يكرر الشخص رسمة معينة ان هناك فكرة متكررة في داخله قد يخفيها وقد يحاول ان يشتت تفكيره عنها وقد تكون هذه الفكرة هي شاغله الشاغل في الوقت الحالي، وبناء عليه تتم عملية توضيح هذه الامور. وسيلة ثانوية وعن الامراض او المشاكل التي يساهم الرسم في علاجها قالت الدكتورة معصومة المطيري: تختلف رؤية الشخص الكبير والناضج للورقة والقلم فقد تكون بالنسبة له وسيلة ثانوية للتفريغ، اما الشخص المراهق او الاطفال فمعهم نعتبر ان الورقة والقلم وسيلة ناجحة كأداة تشخيصية وكأداة علاجية، وعلى سبيل المثال شخص لديه بعض المشاكل في التعامل مع احلام اليقظة واغلب المراهقين يعانون من هذه المشكلة، ففي احلام اليقظة يسبح الانسان بخياله فلا يستطيع معايشة الواقع، وهنا دور الورقة والقلم التي ترجعه للواقع، فعندما يكتب احلامه ويتعامل معها بالورقة والقلم ومن ثم مطالعتها وقراءتها فهنا يدرك الواقع. اضطهاد وعزلة واكملت: ايضا تعتبر «مسكة القلم» جزءا تعبيريا تنفيسيا يريح الانسان من المشاعر التي يعاني منها وذلك جزء ايضا من العلاج النفسي، كثير من المسؤولين الذين نتعامل معهم بشأن المشاكل المدرسية التي يعاني منها الطلبة، نجدهم دائما ما يشتكون سرحان الطفل، وقد يكون ذلك نتيجة المشاكل الاسرية او النفسية او ان الطفل منبوذ او نتيجة اضطهاده او انعزاله، فاينما كان السبب فان الطفل عندما ارجعه للتعامل مع الواقع ربما لا يملك القدرة على التعامل والتنفيس الاجتماعي ولكن عندما نضعه مع الورقة والقلم ربما كانت لدية قدرة تعبيرية تكشف لنا العديد من نقاط القوة ونقاط الضعف في شخصيته فنستخدمها وسيلة لوضع الخطة العلاجية. جوانب أكاديمية وعن متوسط الوقت الذي تحتاج إليه خطة العلاج بالورقة والقلم لعلاج الحالات المختلفة قالت: يعتمد ذلك على الحالة وطبيعة مشكلتها وعلى الظروف المرتبطة بها، وكان لدي طالب يعاني من مشاكل اسرية يشعر بأنه منبوذ من قبل اسرته على الرغم من ارتفاع المستوى الاجتماعي والثقافي لاسرته ولكن نتيجة المقارنة بين مستواه الضعيف في الدراسة وبين مستوى بقية اخوانه في الجانب الاكاديمي فشعر بانه شخص منبوذ وهذا النبذ أدى به الى عزلة، فكان الصاحب الذي يمكن ان يلجأ له والذي يتحمله ولا يقارن بينه وبين اخوانه في التميز والصاحب الذي مهما تكلم فلن يفضح سره هو الورقة والقلم، وعندما طلبت منه ان اقرأ ما كان يكتب رفض فعقدت اتفاقا معه وهو ان يكتب كل منا اسراره في ورقة ويسمح للآخر بقراءتها، وعلى الرغم من صغر سنه كانت قدرته التعبيرية للكلمات التي كان يرسلها على شكل عبارات علامة قوية وكبيرة جدا في معانيها، فطلبت منه ارسال الرسالة لأمه فرفض خوفا من زعلها فاخبرته ان ما كتب من كلمات تسعد بها كل أم وستعرف انك ربما لست بالمستوى المرتفع في الدراسة ولكنك بالمستوى المرتفع في التعبير عن حبك لوالدتك، وربما لافتقاره لغة حوار لفظية واضحة تعبر عن الحب من قلبه اتجاه والدته فلا يترجم لغة حب امه، لأن لغة الحب والتعبير عند والدته كانت بالمذاكرة والدرجات العالية، ولا تتخيلي مقدار فرح وسرور الام عندما كتب لها الرسالة وشعرت بالتقصير في حق ابنها وتغير الولد منذ لحظتها 180 درجة، لذلك اقول ان الورقة والقلم قد تكون وسيلة علاجية، كما انها تعبّر عن مشكلة الطالب ومعاناته من صعوبات اكاديمية او نفسية او سلوكية وهذا كله يكتشف من خلال الورقة والقلم في التعبير.
 وعن خطورة لجوء الاشخاص لغير المختصين في العلاج بالورقة والقلم قالت: عندما اشخص خطأ واضع خطة بناء على تشخيص خاطئ سأؤثر في حالة الشخص، فلذلك مهم جدا ألا نعتمد على تشخيص اولي مبدئي ولا ان نصدر حكما عليه ولنتشاور ونتشارك لكي لا يحدث خطأ في التشخيص، ولا مانع من الاستشارة «ما خاب من استشار» والاستشارة قد تقوي وتعزز تشخيصي واتخاذي للقرار. عملية ارشادية واضافت: هدفنا في العملية الارشادية ان نساعد الشخص على تحقيق التوافق وقدرته على التعامل مع مشكلاته، فنحن لا نعطيه الحل بل نجعله يكتشف الحل، فإن كان تشخيصي لمشكلته خاطئاً فكيف سأساعده ليتوافق؟، ويتضح ذلك في وجود الحالة عندما لا يحدث اي تحسين او تطوير في مستوى سير الحالة، فبالتالي يحب ان يتوقف المعالج ويلجأ لشخص آخر لاستشارته وفي حالة شعور المعالج انه لم يستطع اعطاء نتيجة مع الحالة فلا يعيبه في حال فضل تحويلها لمعالج آخر وذلك يعتمد على الامانة العلمية عند المعالج، وهذا هو الاختلاف بين المعالجين. حدد مسارك وزادت: افضّل في العديد من المشاكل النفسية والسلوكية وخاصة في فترة الطفولة والمراهقة استخدام الورقة والقلم، جميل جدا ان نقرأ ما نشعر به حتى نراه وجميل جدا ان نعيش في عالم قد رسمناه بأيدينا فنتعامل معه حتى نستطيع ان نحدد طريق مسارنا وأن نرسم طريق اهدافنا لكي نستطيع ان نمشي فيه وكل هذا بدايته بالورقة والقلم، وأرى انها طريقة علاجية مفيدة جدا ليست للشخص الذي يعاني من مشاكل نفسية وسلوكية فقط ولكن حتى للشخص السوي، احيانا عندما يشغل تفكيري موضوع احب ان اخطط في ورقة ماذا سوف افعل، وبصراحة فإني احصل منها على نتائج جيدة حتى عندما نقوم بشرح امر ما لشخص ونستعين بالورقة والقلم في ايضاح الامر له بكتابة الاشارات والرسم التوضيحي فإن هذه الاشارات تعطي نوعا من عملية رسم خريطة دماغية وهذه الخريطة تبقى في الذاكرة ولا تنسى، فلنتخيل اننا نشرح ونعطي محاضرة فقط بالكلام فسنجد ان ثلاثة ارباع المحاضرة لم تثبت في ادمغة الطلبة والربع الباقي نجده ارتبط بلغة الجسد وطريقة الامثلة، فكيف سيكون الشرح ان ربط برسومات توضيحية فستبقى في الذاكرة ولا تنسى، لذلك نقول عندما نريد قياس التعلم نقيسه باستخدام تعدد الحواس. وختمت: ان شعر الانسان ان بداخله امراً غير واضح ويشعر بالاحراج في الحديث او التعبير عنه بشكل واضح فليترك القلم يعبِّر عما يشعر به، وبعد ذلك ينظر عما عبر عنه القلم وسوف يرتاح. ================== قلمك.. سلاح ذو حدين! وحول خوف بعض الاشخاص من كتابة افكارهم على الورق خوفا من ان يراها او يكشفها الغير.. علقت ضيفة ملف الاسبوع تقول دائما ان اسرار الانسان ما بينه وبين ذاته مكبوتة في اللاوعي، فاللاوعي البسيط تتصف مقاومته بالقوة، بين الانسان بإدراكه وبين الانسان وما يخفي، اذا شعر الانسان ان القلم سلاح ذو حدين ويمكن ان يستخدم ضده فسيخشى استخدامه، فنطلب منه استخدام طريقة رسم الرموز والاشكال الهندسية ورسم بعض الصور لأنها لا تتكلم، وعندما يبدأ الشخص بكتابة الرموز سيتبعها بكتابة الكلمات الاسقاطية ثم بتكوين جملة وبعدها بالتعبير عن هذه الرسوم، استخدام العلاج بالورقة والقلم كوسيلة تشخصية تتيح للشخص نوعا من الارتياح مع من اتكلم، فعندما يثق بي الشخص الذي امامي واثق به فسيثق تباعا في الورقة فيستخدمها كوسيلة علاجية في كتابة التنفيس والتعبير. ================== ذاكرة… اليد! قالت د.معصومة: دائما ما اقول لطلبتي عندما تذاكر امسك ورقة وقلماً وضع ملاحظات قصيرة او رسمة او كلمة ولو حتى على هوامش الكتاب فإنها ستذكرك لان العين قد تغفل والاذن قد تغفل بالصوت العالي عندما تقرأ اما اليد فلا تنسى وستذكرك بطريقة رسم الخريطة الدماغية. ================== أمراض لا تعالج بالورقة والقلم! عن الامراض التي لا تعالج بالورقة والقلم قالت الدكتورة معصومة: اكرر على اعتماد ذلك على الحالة ان كانت سوية او غير سوية او لشخص مريض او مضطرب وكلها مسميات تختلف في درجة تصنيفها، لا استطيع القول ان هذا العلاج يصلح لحالة ولا يصلح لاخرى فهو يعتمد على الخطة العلاجية التي توضع بناء على حالة الشخص وطبيعته والظروف التي يعيشها وطبيعة التكنيك والفنيات التي تستخدم، فعلى سبيل المثال حالتان تعانيان من نفس المشكلة ولكن يمكن استخدام مع الحالة الاولى فنية قد لا استطيع استخدامها مع الحالة الثانية لأن طبيعة النفس البشرية مختلفة والاوضاع والاجواء وتقبل الحالة والمزاجية والخبرة والعوامل البيئية والاجتماعية والتكوينية عند الاشخاص تختلف، لذلك استخدامي اي مهارة علاجية لا استطيع ان احددها الا بناء على طبيعية الحالة ودراسة مشكلتها بشكل كامل. ================== قصة واقعية! في معرض حديثها قالت الدكتوره : بالنسبة لي فإني اعتبر العلاج بالورقة والقلم وسيلة ناجحة سواء كانت وسيلة اسقاطية او تعبيرية او تنفيسية او حتى لكشف الملكات والقدرات، كانت لدي احدى الحالات في وحدة الارشاد النفسي سابقا والتي تم علاجها، فتاة تعاني من مشاكل نفسية نتيجة افكار غير منطقية وغير اخلاقية، وكان ينتابها دائما الشعور بالغضب عندما تأتيها هذه الافكار، فكنت اطلب منها التعبير عن الافكار بالورقة والقلم والبدء بالتعامل معها، وعندما بدأت ذلك بالفعل اصبحت هذه الفتاة متميزة في كتابة القصص لدرجة انها قبل سنتين حصلت على جائزة في كتابة القصة، اعود فأقول هي ملكات قد تكون موجودة لدى الشخص ولكن لا يمكن اكتشافها نتيجة تشتت قدراته، وهو ما تكشفه لنا الورقة والقلم سواء بالكتابة او بالرسم.

كتـاب الأمـل

+
سمر العتيبي
2018/12/09 3776 0
راما محمد ابراهيم المعيوف
2017/12/29 4152 0
خالد العرافة
2017/07/05 4692 0