يقدم مطعم في دبي وجبة في الظلام التام في تجربة يحمل فيها زبائنه إلى عالم فاقدي البصر، حيث يتجمع بعض الناس بحماس لاختبار تجربة الأكل في سواد حالك في مطعم نوار في دبي، متخلين عن حاسة النظر ومركزين على الحواس الأخرى.
وتكون البداية بتقديم مشروب مبهم لهم في محاولة للتفكر في مكوناته وهم مبصرون لتهيئتهم نفسيا لتناول أطباق يجهلونها في الظلام.
ويقول راكي فيليب مدير المطعم «التجربة تعد الأولى من نوعها في العالم العربي، وهدفها هو لفت النظر إلى فئة المكفوفين، فهناك أكثر من 161 مليون شخص مكفوف في العالم».
وتحدث فيليب عن طرق الأمان والحماية في الأطعمة المقدمة في الظلام، إذ لا يتم تقديم أطباق ساخنة ولا شوربات، وكذلك السكاكين ممنوعة لحماية زوار المطعم.
ويصطف المشاركون في العشاء بعالم الظلام لتلقي تعليمات وتوجيهات قبل الدخول تفاديا للفوضى، حواسهم الأخرى تنشط بهذا المطعم لمحاولة استكشاف مكونات الأطباق التي يتناولونها، فالمهمة طبعا ليست بالسهلة في مكان لا يمكنك حتى رؤية اصبعك فيه.
ويطلق على النادل في هذا المطعم اسم «دليل الحواس» إذ يستطيع هؤلاء رؤية الزوار بواسطة نظارات خاصة بالرؤية الليلية ويساعدونهم في رصد مكان طعامهم وشرابهم.
ويقول كاميرون باترللي مساعد مدير المطعم «تمرنا كثيرا على استخدام هذه النظارات الليلية منذ أبريل الماضي، فهي نفسها التي تستخدم في الحروب، نحن نعد عيون زبائننا في الداخل، لابد أن نكون محترفين في التعامل لأنهم يضعون ثقتهم بنا».
ويقول أحد زوار المطعم: «عندما خرجت من المطعم فوجئت بأن بعض مكونات الطعام الذي قدم لي لا أحبها ولا أتناولها أبدا، فتعلمت درسا هو ألا أحكم على الطعام من شكله، إنما من مذاقه»، فيما قال آخر «أنا أخاف من العتمة بشكل عام وعندما دخلت إلى المطعم استغرقت وقتا لأتهيأ نفسيا وأحاول إدراك ما يحدث حولي مستعينا بحواسي الأخرى».
ويؤكد زائر آخر: «أحسست بقيمة النظر وكل ما أنا جوا عم بفكر كيف حياة المكفوف وكيف قادر يعيش».
الاختبار الفريد كان قد أطلق في لندن وباريس، ووصل أخيرا إلى دبي في مبادرة تهدف في جزء منها إلى دعم مؤسسة تعنى بفاقدي البصر.
ويحتاج المبصر إلى من يقوده في هذا المطعم ليعيش ولو لساعات ما يعيشه فاقدو البصر منذ الولادة مستعينين بحواسهم وأحاسيسهم.