انفجرت ازمة الاستعداد للعام الدراسي الجديد في عموم المناطق التعليمية تزامنا مع التحاق 28 ألف تلميذ وتلميذة في الصف الاول الابتدائي إلى مدارسهم، فيما حذرت مصادر تربوية من أزمات أخرى ستتفاقم اليوم مع التحاق 139 ألفا آخرين إلى الصفوف المتبقية في هذه المرحلة.
ووصفت المصادر لأجواء اليوم الأول للدراسة في أكثر من منطقة تعليمية حيث النقص الشديد في الكتب والأعطال المتكررة في التكييف ودخول أعضاء الهيئات التعليمية والإدارية في مواجهات ساخنة مع أولياء الأمور والأمهات بشكل خاص وانتشار حالة من الفوضى في معظم المدارس ما دفع كثيرا من الادارات المدرسية الى الانفجار بوجه المجتمع «احنا مالنا ذنب بعد حالنا حالكم… راجعوا الوزارة»، مبينة أن من أهم أسباب التذمر نقص الكتب في معظم المدارس وتحديدا مقرر تطبيقات العلوم الذي اكدت مديرات المدارس عدم علمهن بموعد وصوله وربما يمتد وفق قولهن إلى شهر أو شهرين.
وانتقلت المصادر من المشهد الطلابي إلى مشهد الاحباط الذي أصاب أعضاء الهيئة التعليمية والادارية في المدارس اذ انطلقت اسهم النقد من معظم المعلمات باتجاه الوزارة ازاء تعطل أجهزة التكييف بين الحين والآخر واستقبال اليوم الدراسي الأول بحالة من الصداع التربوي التي تركت أجواء العمل لا تطاق عند الصغار والكبار مؤكدة أن أجهزة التكييف القديمة أصبحت وكأنها ظاهرة في عموم المناطق ولم تقتصر على منطقة بعينها الأمر الذي يستوجب وفق المصادر تشكيل فرق صيانة لمتابعة هذه الأمور.
ومن التعليم الحكومي إلى الخاص، فقد أكدت المصادر أن الوضع لم يكن أفضل حالا بل كان المشهد أشد قتامة وأكثر سوءا حيث تنوع الأزمات في المدارس العربية والنموذجية، بدءا بالمشادات الكلامية التي وقعت بين أولياء الأمور والمسوؤلين في أكثر من مدرسة، إزاء المبالغة في رسوم الزي المدرسي للطلبة الذي وصل إلى 17 دينارا في احدى المدارس النموذجية بمنطقة الجهراء ما دفع كثيرا من أولياء الأمور إلى الاعتراض على هذا الاستغلال بالقول «أهلكتنا المدارس الخاصة، زي مدرسي صيني رديء لا يساوي دينارين يباع لابنائنا بأغلى الاثمان، أين وزارة التربية عن هذا الجشع؟»، لافتة إلى اعتراض آخرين على تصميم الزي المدرسي لطالبات المرحلة الثانوية وإلزام بناتهم بملابس قصيرة تتنافى وطبيعة مجتمعهم المحافظ.
من جانبها، أكدت مديرة منطقتي الأحمدي والعاصمة التعليميتين منى الصلال إبلاغ الوكيل المساعد للشؤون المالية فهد الغيص بجميع نواقص الكتب في المنطقتين ووعد بتوفيرها خلال الأسبوع المقبل على أكثر تقدير.
وقالت الصلال ان النقص الذي تعاني منه المدارس هو في عناوين الكتب وليس الكتب الأساسية الأمر الذي لا يمثل أهمية كبرى في الوقت الحالي مبينة أن الكتب المتبقية لم تصل من المطبعة السرية بعد وستقوم إدارات المنطقتين بتوزيعها فور وصولها مباشرة.
وعن تعطل أجهزة التكييف في أكثر من مدرسة قالت الصلال ان عقود التكييف في مدارس الأحمدي والعاصمة لا تزال سارية المفعول حتى هذا التاريخ وهي تحت كفالة الشركة الموردة الأمر الذي يلزمها بتوفير الطاقم الفني المتخصص بإجراء أعمال الصيانة اللازمة كلما استدعت الحاجة مؤكدة أن الفريق مقيم في المدارس بواقع فني واحد لكل مدرسة ويقوم بالمتابعة المستمرة.
بدوره كشف مدير الادارة العامة للتعليم الخاص محمد الداحس عن شكاوى تلقتها ادارته بحق 3 مدارس خاصة في الجهراء بشأن رسوم الزي المدرسي المبالغ فيه وفق ما تضمنته الشكاوى مبينا أن مندوبين من الادارة المالية التابعة لقطاع التعليم الخاص سوف يقومون بزيارات إلى المدارس المشار إليها لمقارنة جودة المنتج مع قيمته المالية ومن ثم تقديم تقرير الى الادارة تتصرف على ضوئه.
إلى ذلك حذرت الادارة العامة للتعليم الخاص جميع المدارس العربية والأجنبية وثنائية اللغة والاحتياجات الخاصة من عدم الالتزام بتطبيق الرسوم الدراسية المقررة في العام الدراسي الحالي.