0 تعليق
373 المشاهدات

فنانة تشكيلية رغم الإعاقة البصرية!



التميّز والإبداع لصيقان بذوي الاحتياجات الخاصة، إذ إن معاناتهم وظروفهم الصعبة والمتاعب التي يتعرضون لها كل ذلك يجعلهم في تحدٍّ مع الإعاقة التي تستحق أن يطلق عليها «الإعاقة طاقة للتميز والإبداع والإنجاز».
هذا التميز ليس قاصراً على فئة بعينها من دون غيرها، كما أنه ليس غريباً على فئة المكفوفين في شتى القطاعات والمجالات، ولعل تجربة عضو جمعية المكفوفين الفنانة التشكيلية نوال رجب خير برهان على ذلك، حيث تحدت إعاقتها البصرية بلوحاتها الفنية التي أبهرت بها جموع الجماهير، بل وانخرطت بأناملها في مجال فني يحتاج للبصر وتسلحت بعزيمتها وارادتها التي طمست معالم اليأس ودرب المستحيل، غير أن فتور المسؤولين وتجاهلهم وعدم التفافهم لموهبتها «الرسم» حال دون مواصلة مسيرتها، بل وجمّد طموحها ورغبتها الفنية، فقررت منح موهبتها الفنية «هدنة» إلى أجل غير مسمى.

أكدت رجب في حديثها أهمية الالتفات الى ذوي الاحتياجات الخاصة، لا سيما «المكفوفين» باعتبارهم جزءاً لا يتجزأ من المجتمع الذي ينتمون إليه، وكفئة مجتمعية، لها قدراتها وإبداعاتها تستطيع من خلالها خدمة المجتمع، داعية في السياق ذاته إلى ضرورة الالتفاف الى الموهوبين من ذوي الإعاقة وتعزيز طاقاتهم وتوظيفها، بما يخدم المجتمع ويعود بالمصلحة العامة على الوطن.

دورات تدريبية

وطالبت رجب بضرورة تخصيص دورات تدريبية للموهوبين، لتعزيز وتنمية إبداعاتهم، فضلا عن أهمية توفير متدربين متخصصين في مجال الفن، يجيدون كيفية التعامل مع المكفوفين الموهوبين وتطوير طاقاتهم وتوظيفها.

مواهب
وطالبت رجب المسؤولين والمعنيين بذوي الإعاقة بالنظر إلى الموهوبين من هذه الفئة، في إشارة منها الى «المكفوفين»، وتبني مواهبهم، وإبرازها وتطوير مهاراتهم، فضلاً عن تشجيعهم على الانخراط والاندماج مع غيرهم، ليكون لهم دور بارز في تنمية المجتمع وتحقيقاً لمبدأ تكامل الأدوار والتكافؤ بين الجميع.

تجربتي مع الإعاقة

وتحدثت رجب عن تجربتها مع الإعاقة البصرية التي فقدتها فجأة منذ عام 1974، عندما كان عمرها 15 عاما في المرحلة المتوسطة، وكانت في ذلك الوقت تهوى الرسم والأشغال الفنية.
وزادت بالقول «عندما أصبحت كفيفة، كان لدي تخوف كبير من عدم الرضا وقبول لوحاتي الفنية وعدم جودتها، لا سيما أنني كنت أعتمد على حاسة اللمس، ولكن بمساعدة إحدى مدربات الجمعية الكويتية للمكفوفين وتشجيعها الدائم لي تخطيت حاجز الخوف وواصلت مسيرتي الفنية».
واعتبرت رجب أن إعاقتها مثل نقطة إيجابية في حياتها، حيث أضفت لها صفات عدة، منها الاعتماد على النفس والتحلي بالصبر وإثبات الذات والثقة بالنفس وتحدي الشعور بالعزلة، فضلاً عن تحقيق النمو الاجتماعي.

مشاركات

وعن مشاركتها في الفعاليات والأنشطة الخاصة بالموهوبين، أشارت رجب إلى مشاركتها المحلية في المعارض وورش العمل، منها ورشة العمل التي نظمتها الجمعية الكويتية لأولياء أمور المعاقين في «بيت لوذان»، وكانت أول تجربة ومشاركة لي، مضيفة بالقول «حيث شاركت بخمس لوحات في هذا الحدث، والتي نالت إعجاب الجمهور، وكانت الشيخة أمثال من بين الحضور، وعرضت علي أن تشتري لوحاتي التي شاركت بها، لكنني رفضت بيعها وفضلت الاحتفاظ بها».
كما كانت لها مشاركة في معرضها الخاص لأول مرة، الذي حمل اسمها في «بيت لوذان»، بمساعدة الشيخة أمل الصباح، حيث لاقى هذا المعرض نجاحاً جيداً.
تجاهل المسؤولين!

ولفتت رجب إلى أنها انخرطت في مجال الفن منذ عام 1995 وإلى عام 2011، ومن ثم توقفت، نظراً الى ظروف صحية ونفسية خاصة بها، بالإضافة إلى تجاهل المسؤولين وعدم تشجعيهم وتبنيهم لموهبتها، علاوة على عدم وجود مرافق دائم لتوجيهها والإشراف على أعمالها، وعلى متطلباتها في ما يتعلق بشراء الخامات والأدوات الخاصة بالرسم، الأمر الذي اعتبرته من أبرز الصعوبات التي واجهتها في مسيرتها الفنية.

الرياضة في حياتي

وتطرقت رجب بالحديث عن جانب آخر من حياتها ومواهبها الرياضية، حيث قالت إنها مهتمة بالمجال الرياضي ولديها هواية المشي وكرة التنس، مشيدة باهتمام الكويت في ما يتعلق برياضة ذوي الإعاقة، فضلاً عن الحرص على المشاركة في البطولات المحلية والإقليمية وتمثيل الرياضيين من ذوي الإعاقة بالخارج.
وأكدت أن القلوب هي التي تفقد البصر، لا العيون، فكثير من المبصرين لا يرون آلام الآخرين ولا يشعرون بنبض الكون والوجود.

الأسرة

سلّطت رجب الضوء على أهمية دور الأسرة في حياة ذوي الإعاقة، وتشجيع أبنائها على التقدم والتطور، ملمحة إلى تشجيع أسرتها لها والحث الدائم على تنمية موهبتها وتهيئة الجو المناسب لها.

أين الاهتمام؟!

أبدت رجب وجهة نظرها في ما يتعلق بمدى اهتمام الدولة بمواهب ذوي الإعاقة المكفوفين وتبني مواهبهم، لافتة إلى عدم اكتراث الدولة بهذا الشأن، وذلك بحكم تجربتها التي دفعتها للتوقف عن مواصلة مسيرتها، كما انها تشعر بأن الموهوب هو الذي يفرض نفسه.

الوظائف محدودة

أشارت رجب إلى حصر مجالات التوظيف بالنسبة الى ذوي الإعاقة البصرية في مجالات التدريس والأعمال الإدارية، مطالبة بفتح باب الفرص الوظيفية لهم في قطاعات ومجالات متنوعة، امتثالا بغيرهم وعدم قصرها على مجال محدد. واقترحت رجب فتح المجال للمعلمين المكفوفين للعمل في مدارس التعليم العالي الخاصة بالمبصرين، بدلا من تحديد مجال ونطاق عملهم في مدارس التربية الخاصة التي تخرجوا فيها، متسائلة: لماذا لا يتم منحهم فرصة التجربة؟!

كتـاب الأمـل

+
سمر العتيبي
2018/12/09 3776 0
راما محمد ابراهيم المعيوف
2017/12/29 4152 0
خالد العرافة
2017/07/05 4692 0