اثبت ان تربية الحيوانات الأليفة في المنزل لها آثار نفسية واجتماعية مفيدة للأطفال. لذا، ليس من المستغرب ان يدل بحث الى فائدة وجودها بالقرب من المصابين بالتوحد. وذلك وفق ما اشارت اليه دراسة بريطانية نشرتها مجلة علم النفس التطوري، وشملت أكثر من 80 مصابا بالتوحد و76 طفلا سليما. حيث قام الباحثون بقياس معدل القلق الذي يشعر به الاطفال اثناء تواجدهم في موقف محرج، وهو قراءة قصة أمام اطفال لا يعرفونهم. وفي اول التجربة، قام الاطفال المصابون بالتوحد بقراءة القصة ثم أعطوا حيوانا اليفا (أرنب) ولعبوا معه لمدة عشر دقائق، وبعد ذلك طلب منهم قراءة قصة اخرى للأطفال اثناء حضنهم للحيوان الاليف. وبالمقارنة مع الأطفال غير المصابين، أظهرت النتائج ان شعور المصابين بالتوحد بالقلق والتوتر مع الاطفال الاخرين كان مرتفعا جدا، سواء اثناء اللعب او قراءة القصة. بينما انخفض معدل القلق والتوتر وتحسن تواصلهم مع الاخرين اثناء وجود الحيوان الاليف معهم. وهذا يؤكد نتائج دراسات سابقة بينت فائدة تربية المصابين باضطرابات تطورية او سلوكية مثل طيف التوحد لحيوان اليف، لما يرافق ذلك من تحسن في المهارات الاجتماعية والسلوكية ومعدل القلق والثقة بالنفس.
وعلقت د. مارغريت اوهاير من كلية الطب البيطري في جامعة برودو، قائلة “اثبتت هذه الدراسة أن وجود المصاب بالتوحد بالقرب من حيوان اليف يعمل على تخفيف توتره الاجتماعي ويسهل عليه التأقلم مع المواقف الاجتماعية. فالطفل يستفيد من تواصله مع حيوان اليف يشعره بالقبول غير المشروط، وذلك يعزز ثقته بالنفس ومشاعره بالأمان والتقبل. ويمكن استغلال هذا الامر لابتكار طريقة علاج جديدة تستخدم الحيوانات الاليفة؛ مثل الكلاب والقطط والكتاكيت لمساعدة المصابين بالتوحد على تحسين مهاراتهم الاجتماعية وتواصلهم مع الاخرين”.
المصدر : جريدة القبس