كشف وزير التربية وزير التعليم العالي الدكتور نايف الحجرف عن توجه لتدريس لغة الإشارة في المدارس وإعداد خطة شاملة لتطبيق المشروع وفق جدول زمني ينفذ بعد اعتماده من قبل مجلس الوكلاء.
واستغرب الحجرف في لقائه الموسع مع مديري مدارس التربية الخاصة ومسؤولي القطاع النوعي، الذي تنشره «الراي» بالتفصيل، إعداد مناهج طلبة ذوي الإعاقة بواسطة معلمين، وقال موجهاً كلامه إلى مديري المدارس «هل يعقل إعداد مناهج المعاقين في الكويت بواسطة معلمين؟،وهل هم مؤهلون لذلك أم أنهم ينتقلون إلى القطاع النوعي لينتهي دوامهم الساعة 12؟، ثم أين دور المكتب الفني؟ ومن المسؤول عن رسم السياسات التعليمية في هذه المدارس خاصة ونحن نتكلم عن مناهج عالمية كمناهج الصم والإشارة والتربية الفكرية؟ متسائلاً في الوقت نفسه «أنتم كل مدرسة تعد مناهجها بروحها وإلا شلون؟».
وأوضح الحجرف أنه يدرك جيداً الأسباب التي تدفع كثيرا من المعلمين والمعلمات لتقديم طلبات النقل من مدارس التعليم العام إلى النوعي وقال «إن لم يكن المعلم مؤمنا برسالة التعليم وتحديداً في التربية الخاصة فأعتقد أنه سيجد نفسه في المكان غير المناسب خاصة، وأننا مساءلون جميعاً أمام رب العالمين عن هذه الفئة وهذا ليس فضلا أو منة منا إليهم بل حقهم الذي كفلته لهم الشرائع السماوية والإنسانية والدساتير الوضعية كافة كاشفا في الوقت نفسه عن مقترح لتدريب المعلمين من خريجي جامعة الكويت وكلية التربية الاساسية لمدة سنة على الأقل قبل تعيينهم مدرسين في التربية الخاصة.
وشدد الوزير على ان «طلبة ذوي الاحتياجات الخاصة هم أبناؤنا وبناتنا ويستوجب علينا توفير كافة أنواع الرعاية لهم بما في ذلك التدريس الذي يتناسب مع احتياجاتهم وقدراتهم الذهنية والسمعية والبصرية ونحن مسؤولين مسؤولية كاملة عنهم موضحاً» لا يوجد طالب معاق وإنما المجتمع هو المعاق إن لم يكن قادراً على فهم احتياجاتهم وتوفيرها لهم خاصة وأن الدولة لم تبخل بتوفير الدعم المالي لهم من خلال إنشاء المجمعات المتكاملة لهم في الجهراء والفنطاس.
وركز الحجرف على نقطة وصفها بالأساسية في هذا المجال وهي رعاية العنصر البشري، وقال مخاطباً مديري المدارس «هذه مسؤوليتكم بالدرجة الأولى وأعرف أن هناك معلمين مخلصين ومؤمنين برسالتهم سواء رسالة التعليم بشكل عام أو رعاية هذه الفئة، ولكن هناك البعض والكمال لله وحده يرى بأن هذه وظيفة لا أكثر وبالتالي لا نعرف كيف يتعامل المعلم داخل الفصل المكون من 5 أو 6 طلاب مضيفاً «من يرى أن هذه وظيفة فقط فإن وزارة التربية على استعداد أن توفر له وظيفة أخرى في أي مكان يرغب به ولكن من ينتسب إلى التربية الخاصة يجب أن يكون مؤمنا بأهمية وحق هؤلاء الطلبة في التعليم والتدريب والرعاية.
وتطرق الحجرف إلى نقطة أخرى تتعلق بالمناهج الدراسية لهذه الفئة وقال «المناهج تطورت مع مرور الوقت وهناك مناهج عالمية يجب التطرق إليها ودراستها وتطبيقها مع الأخذ في الاعتبار النظر إلى خصوصية المجتمع الكويتي، مؤكداً أن هناك مؤسسات رائدة يجب النظر إلى تجاربها ومن المهم التركيز على العنصر البشري وهو المعلم داخل الفصل ومن ثم النظر في توفير متطلبات الاحتياجات الخاصة من توفير مراكز العلاج الطبيعي والعلاج النفسي والمراكز الرياضية.
وذكر أن كثيرا من الطلبة المعاقين غير قادرين على الشكوى أو إبداء أية ملاحظات فيما يستطيع طالب التعليم العام أو ولي أمره ذلك، مبيناً أن مسؤولي التربية جميعاً في مركب واحد وهو توفير الحقوق السماوية والإنسانية والدستورية لهذه الفئة وفق الامكانيات التي تسخرها لهم الدولة.
إلى ذلك فتح الوزير باب الأسئلة والملاحظات أمام مديري المدارس الذين تطرقوا إلى عشرات النقاط المهمة ومنها ضرورة إيمان المعلم بمسؤوليته تجاه هذه الفئة التي تغير مسماها من ذوي الاحتياجات الخاصة إلى الأشخاص ذوي الإعاقة واستشهد أحدهم بمثل دارج قائلاً «إن كنت تعلم فتلك مصيبة وإن كنت لا تعلم فالمصيبة أعظم» حيث لدينا في الإدارة مسألة لا أعلم كيف أنشئت وكيف مهد لها الطريق، وهي مدير مدرسة تقاعد من التربية الخاصة، وبعد 5 سنوات عاد كمعلم لغة عربية، وتم تحويله إلى معلم تربية إسلامية لكي يحصل على أقل قدر من الحصص وعلى جميع الامتيازات وفقاً لما نص عليه القانون، وهناك معلمون عندما عادوا إلى التربية من جديد أخذوا جدولاً آخر مبينا أن هذا المعلم حصل على امتياز ولا نعلم كيف حصل على ذلك ولكن لا توجد عدالة في التربية الخاصة نريد هذه العدالة، الجميع يعرفه وأنا أتكلم عن المعلمين الذين أرادوا التحويل مثلما تحول المعلم لكي نحصل على حصتين مع كامل الامتيازات التي حصل عليها وفقاً للمكتب الفني في التربية الخاصة.
ووصف المدير المكتب الفني بالمطبخ الذي يرسم السياسات المتعلقة بالمناهج وغيرها وقال انه كان في السابق يدار من قبل موجهي العموم، فيما شدد على ضرورة أن تخضع عملية اختيار المعلمين إلى اختبار لمدة سنة على الاقل قبل تعيينه في مدارس التربية الخاصة من قبل جامعة الكويت والتطبيقي خاصة في الاعاقات البصرية والسمعية إذ نحتاج إلى معلم خاص وليس معلما يحصل على أقل قدر من الحصص، مبيناً ان مهنة التعليم في التربية الخاصة أصبحت مهنة من لا مهنة له وكأنها وكالة من غير بواب على حد وصفه.
وأضاف «المشكلة الأكبر تكمن في المعلمين الوافدين حيث لدينا معلم في مدرسة الورش تم نقله لسلوكياته وعدم تدريسه التدريس المناسب وفي السنة الماضية طلب مني تعيينه في مدرستي فرفضت ونقل الى الفروانية ثم بقدرة قادر رجع مرة أخرى.
وأكدت مديرة مدرسة «ما نعانيه أن المعلم غير مهيأ لتدريس ذوي الاعاقة ونفضل أن يتم تدريبه إذ أن معظم المعلمين يأتون إلينا لكي يعيشوا المتبقي من حياتهم، مبينة في العام الأول يكون المعلمن من أحسن ما يكون وفي السنوات الأخرى يتمارض وتصيبه علل الدنيا بأكملها لكي يحظى بنصاب منخفض من الحصص أقل.
وأوضحت «عندما انتقلت من التعليم العام كانت مدارس التربية الخاصة مهملة من كل جانب حتى النشرات كانت لا تصل إلينا من الوزارة وعندما كنا نجتمع مع نظار التعليم العام نشعر وكأننا في عالم آخر حتى الدورات التدريبية لا نرشح لها رغم ما نملك من طاقات وكفاءات إضافة إلى أن المباني المدرسية غير مهيأة والورش الأجهزة فيها عاطلة عن العمل ولا توجد لدينا مكاتب صيانة للأجهزة وتصليح الجهاز بـ500 دينار إضافة إلى المواد الخام التي نستخدمها سنوياً نضعها في مناقصة وبعد نصف السنة يأتون إلينا بنصف المواد التي طلبناها ما يدفعنا إلى شراء المواد على نفقتنا الخاصة».
وتحدث مدير آخر «لدينا مشكلة في أن مكائن الورش كثيرة الخراب نريد ورش صيانة موجودة لدينا في التربية الخاصة حيث أننا نتعامل مع شخص واحد في الكويت لتصليحها المكلف والذي يتراوح بين 80 إلى 90 ديناراً، مؤكداً « لا نستطيع تصليح جميع المكائن المعطلة لارتفاع كلفة صيانتها».
وأشارت أخرى « جزء من طلبة مدرسة الأمل كانوا يدرسون منهج خاص بالاعاقة السمعية ثم أصبحوا يدرسون مناهج التعليم العام من الصف الأول الابتدائي بعد مواءمة المناهج، مشيرة إلى أن الذين درسوا المناهج المواءمة دخلوا في الورش التدريبية فيما حرم طلبة التعليم العام منها بعد الصف التاسع، مشددة على ضرورة مساواتهم بنظرائهم والسماح لهم بإكمال دراستهم في الثانوية الأكاديمية».
3 نقاط للوزير
حدد الوزير 3 نقاط لتشخيص واقع الطلبة المعاقين هي :
1- تحديد أسباب المشكلات القائمة في التربية الخاصة.
2- وضع الحلول والمعالجة لضمان سلامة العمل والارتقاء به.
3- وجود حد أدني من التحصيل المهني والعلمي لمن يرغب بتدريس هذه الفئة.
الصرف الصحي !
فيما طلب الوزير من مسؤولي القطاع النوعي تحديد أهم المعوقات التي تواجه طلبة التربية الخاصة أغمض أحد المسؤولين عينيه عن عشرات المشكلات القائمة واكتفى بالاشارة إلى مشكلة أنابيب الصرف الصحي المغلقة.