حل المغربي محمد لهنة، عداء مغربي من ذوي الاحتياجات الخاصة، ثالثا ضمن فعاليات مارطون كالفورنيا، ما اعتبر إنجازا كبيرا لهذا العداء المتميز.
عندما رأى محمد لهنة النور سنة 1982 بأحد أحياء الدار البيضاء، لم يكن أحد يتنبأ له بمستقبل مشرق بالنظر للتشوه الخلقي الذي حمله معه من بطن أمه وجعله يعيش بساق واحدة.لكن من يطلع على مسار حياة هذا الشاب في سنواته الأولى يجد أن الفضل في ما وصل إليه الآن يعود بالدرجة الأولى لوالديه، حيث لم يكونا يشعرانه بالإعاقة، وكانا يدفعانه للعب مع الأطفال في الشارع والتأقلم مع وضعه وإثبات أحقيته في ممارسة الحياة كباقي الأشخاص الأسوياء. ومما زاد من عزيمة الأبوين، تأثر الأب، الذي يعمل سائق سيارة أجرة، بقصة أحد الركاب الذي كان يقله معه، حيث حكى له أن يعاني إعاقة جسدية، لكنه بطل رياضي في السباحة، وشارك في الألعاب الباراأولمبية.
فما كان من الأب إلى أخذ محمد، الذي كان حينها في ربيعه الثاني عشر، إلى المسبح الأولمبي بالدار البيضاء وجعله يتمرن على السباحة، التي أصبح عاشقا لها، بل وفتح الطريق أمامه نحو النجومية، إذ لم تمض سوى ثماني سنوات على ذلك اليوم حتى توج بلقب بطولة المغرب في فئة مائة متر سباحة حرة وفي فئة 50 متر فراسة.
وكانت هذه البداية منطلقا لرفع المزيد من التحديات، حيث حافظ على لقب بطولة المغرب في السباحة ما بين 2004 و2008، قبل أن يتوج على الصعيد القارة بالحصول على لقب بطل إفريقيا في رياضة الترياتلون لذوي الاحتياجات الخاصة، قبل أن يقرر سنة 2010 عبور مضيق جبل طارق سباحة، ويعود سنة 2011 ليضمن التتويج كوصيف بطل العالم في رياضة الترياتلون.
وبعد رفعه تحدي المشاركة في ماراطون الرمال بالصحراء المغربية في دورة 2013، يعمل الآن في الولايات المتحدة على الاستعداد في سان فرانسيسكو للمشاركة في أولمبياد ريو دي جانيرو 2016، معتبرا أن الحلم الأكبر الذي يراوده الآن هو اعتلاء البوديوم والفوز بالذهب الأولمبي.