طلب سمو رئيس الوزراء الشيخ جابر المبارك من وزيرة الشؤون ذكرى الرشيدي تقريراً مفصلاً يوضح ظروف وملابسات وفاة نزيلة دور الرعاية «ريم» تمهيداً لمحاسبة المسؤولين عن الحادثة.
وشكا عدد من الموظفين في دور الرعاية من ان «الواسطة» تدخل من يشاء إلى دور الرعاية، وتحدثوا عن جملة حالات تحتاج إلى مراقبة ومتابعة ومحاسبة.
لا يختلف اثنان على أن وزارة الشؤون تضم قطاعات مترامية الأطراف، وكغيرها من وزارات الدولة تعشش في بعض زواياها البطالة والفساد والمحسوبيات. وللأسف، فإن كثيراً من المسؤولين فيها يتصرفون وكأنهم يتمتعون بنوع من الحصانة.
في وزارة الشؤون الأمور تزداد تعقيداً لأنها وزارة معنية بقطاعات تلامس بشكل مباشر حياة الناس ويومياتهم. ولذلك، فإن العبء على مسؤوليها في مختلف المستويات يكون مضاعفاً. هناك جملة مشكلات وتحديات تعيشها وزارة الشؤون تتكرر من وزير الى وزير وكأنها ثوابت دائمة وتبقى دون علاج ويمكن رصدها بوضوح، أبرزها:
1 – إرث ثقيل من المحسوبيات واللوبيات، حتى أن البعض يتصرف في قطاعاته وكأنها محمية خاصة، وهي ظاهرة قائمة مع كل وزير ووكيل.
2 – ثمة مستفيدون في وزارة الشؤون من خلط الأوراق ووقف أي تحرك إصلاحي، بهدف إيصال أصحاب القرار إلى قناعة بأن الطريق مسدود.
3 – خطوات الإصلاح حتى الآن، ومنذ عقود في هذه الوزارة الرئيسية، ما زالت ناقصة أو حتى غائبة ويتحكم بها الخوف أحياناً، والمحسوبيات في آحايين كثيرة، وأيضاً وأيضاً التحذيرات من الوقوع في فخ «من حرّك بلش».
4 – غياب البرنامج الواضح لوزارة الشؤون للتعامل مع ملفات غاية في الأهمية، ومنها تجار الإقامات، والجمعيات التعاونية، والملاحظات على بعض أعمال الجمعيات الخيرية، فضلاً عن إيجاد بيئة مناسبة للتعامل مع فئة ظلمها المجتمع وتعاني الآن ظلم قرارات المسؤولين وهي بمعنى أدق «أبناء دور الرعاية الاجتماعية»، هذه التحديات تطرح نفسها مع كل مصيبة تضرب زوايا دور الرعايا، وهي تتجدد اليوم مع مأساة النزيلة ريم، التي غادرت ولم تعد دون أن ينبه لها أحد الا بعد موتها المأساوي، فهل تتحرك الوزيرة ذكرى الرشيدي للتعامل بمسؤولية مع هذا الملف، أم أن النتيجة تكون تكرار وعود الوزراء السابقين؟!
وفاة النزيلة ريم تتفاعل
المبارك يطالب الرشيدي بتقرير سريع ومحاسبة المسؤولين
قال مصدر مطلع ان سمو رئيس الوزراء تابع حادثة وفاة نزيلة دار الرعاية الاجتماعية، وطالب الوزيرة ذكرى الرشيدي بتقرير متكامل عن اسباب الحادثة، تمهيداً لمحاسبة المقصرين.
وكشف «ان الوزيرة ذكرى الرشيدي امرت بتشكيل لجنة تحقيق عليا في حادثة وفاة النزيلة، ويسند الى اللجنة التحقيق في العديد من القضايا التي تعاني منها ادارة الحضانة العائلية، وذلك عقب اجتماع مطول عقدته الرشيدي مع وكيل الوزارة عبدالمحسن المطيري والوكيل المساعد لقطاع الرعاية الاجتماعية فاطمة الملا».
وأكد موظفون في دور الرعاية لوجود حالات بحاجة الى مراقبة مستمرة من قبل القائمين على القطاع، وكشفوا ان كثيراً من الاخصائيين الاجتماعيين غير مؤهلين، وربما هناك شبهة تنفيذ في توظيف البعض منهم، كما كشفوا عن محاولات انتحار خلال الفترات السابقة. وانتقد بعض الموظفين كيف ان الدخول الى الدار كان بحاجة لتصريح خطي، اما الآن فإن بمجرد اتصال هاتفي من متنفذ يمكن ان يسمح لزائر بدخول المجمع.
قصور كبير
تساءل كثير من الناس: هناك قصور كبير من العاملين في وزارة الداخلية نحو عدم التعرف على هوية «ريم» إلا من خلال زميلاتها في دور الرعاية.
نزيلا دور الرعاية
■ محمد: بعض المشرفين يعاملوننا بقسوة
كشف محمد، وهو أحد نزلاء دور الرعاية ان التسيب من مشرفي الدار في مراقبة الابناء خلق كثيرا من المشاكل والمشاجرات والتحرشات الجنسية التي تحدث بصورة شبه يومية في بعض المنازل، مشيرا الى ان المنزل يجب ان يضم في كل نوبة اربعة مشرفين، لكن على أرض الواقع لا يوجد سوى مشرف واحد، ويجلس في مكتبه تاركا مهمة رقابة المنزل والابناء لغيره. وقال: إن بعض نزلاء دور الرعاية يعاملوننا بقسوة، ويزيدون عزلتنا. وأكد محمد ان المنازل لا بد ان تكون فيها كاميرات مراقبة، خصوصا ان بعض المشرفين بدأ في الحديث عن النعرات الطائفية، وهذا خطر كبير.
واوضح ان بعض المشرفين تكون أعينه على المبالغ المالية التي تصرف لشراء الكسوة، فتجد بعض هؤلاء المشرفين ياخذ الابناء إلى محال تجارية تعرفهم لكي ياخذ العمولة منها. وأضاف: في السابق كان هناك نوع من الرقابة، لكن في الوقت الحالي قلّت هذه المراقبة، فتجد ان الابناء لا يلتزمون بمواعيد تواجدهم في الدار، لان المشرفين غير متواجدين، او ان بعض المشرفين يظن ان هذا المنزل عمل فقط.
وأضاف ان ابناء الشؤون يعانون من امور كثيرة، اولها اننا لا نستطيع ان نتكيف مع المجتمع، وهذا حقنا كوننا كويتيين، لكن منازلنا بعيدة جدا عن مناطق الكويتيين، وتجد ان اغلب منازلنا في مناطق، اما العزاب او الوافدين، فتجد أغلب الابناء يتطبعون بطباع الوافدين، وان منازلنا أصبحت معروفة لدى الجميع، والسبب ان بناء المنزل معروف لدى الجميع انه منزل لقطاء، او أبناء الشؤون على حد قوله.
■ منال: غرباء يدخلون المنزل ويتسببون في مشكلات
منال. س، وهي من أبناء الشؤون وتبلغ من العمر 25.. أنا موظفه في إحدى الوزارات وجميع الفتيات يسكن في منزل داخل مجمع دور الرعاية، ولا احد يسكن غير هذا المنزل الا التي تتزوج، اما ان تتزوج من احد أبناء الوزارة، او من الناس العاديين، لكن اذا حدث الطلاق فلا ترجع إلى المنزل وتستقل لوحدها من دون مراقبة من وزارة الشؤون، مشيرة الى ان ما يشاع من بعض المسؤولين ان وزارة الشؤون مهتمة بالابناء وعلى تواصل معهم كذب في كذب. وناشدت على لسان أبناء الشؤون وزارة الداخلية بمراقبة بوابات مجمع دور الرعاية وضبط سيارات الاجرة التي تدخل وتخرج من دون حسيب او رقيب، لان هناك من السيئين يستغلون هذه السيارات لابعاد الشبهة عنهم، وأضافت هناك غرباء يدخلون المنزل، ويتسببون في مشكلات.