مبدع بدرجة امتياز، وصاحب إنجازات في مجالات ذوي الاحتياجات الخاصة لا سيما فئات الصم والبكم، ولديه رؤية ثاقبة لخدمتهم ومساندتهم ودعمهم.
إنه مترجم لغة الإشارة والمدرس في مدرسة الأمل – بنين إحدى مدارس التربية الخاصة، والمؤلف بدر الدوخي الذي شدد على ضرورة الالتفات إلى قضايا الصم والبكم، والاهتمام بهم وتسليط الضوء عليهم مثل باقي الإعاقات، باعتبارهم جزءاً لا يتجزأ من المجتمع.
وتحدث الدوخى عن جانب آخر من حياته، حيث أشار إلى أن زوجته من فئة الصم، لكنه أكد أن إعاقتها لم تشكل حائلاً أمام نجاح علاقتهما الزوجية، وقال: أرى أن زوجتي غير معاقة، وهي كأي امرأة عادية، وهي تتحدث ولكنها فاقدة السمع، وتدرس في المدارس الحكومية، وتعمل في قطاع خاص، وبالتالي ليس لدي مشكلة في التواصل والتفاهم معها.
لغة الإشارة
واعتبر الدوخي في حديثه أن فرض لغة الإشارة العربية الموحدة على الصم، سواء داخل المدارس وخارجها خطأ أكاديمي، نظراً إلى عدم وجود كيان ولا قاعدة لها، بل إنها لغة مصالح للشخص العادي، وليس للأصم، مستشهداً بلغة الإشارة الدولية المتوافرة في دول العالم، والتي يقتصر استخدامها في المؤتمرات الخاصة بالصم، وليس داخل الدولة.
ولفت الدوخي إلى أن فئة الصم مظلومون من ناحية البعثات الدراسية التي تنظمها الهيئة، فلم يأخذوا حقهم في التعليم، مما يدفعهم للتوجه إلى العمل بدلاً من مواصلة الدراسة، وحصر وظائفهم في الأعمال الفنية، وبالتالي لا يحصلون على الترقيات.
مشكلات
وأكد الدوخي أن ثمة مشكلات تواجة فئة الصم، أهمها قلة التواصل بينهم وبين المجتمع الذي ينتمون إليه، كما أن المستوى الدراسي لهذه الشريحة أقل من أقرانهم الأسوياء، حيث إن عطاء مدارس التربية ليس مثل المدارس العادية، من حيث التأهيل، هذا إلى جانب افتقار بيئة الطالب (الأسرة) لفهم لغة الإشارة، الأمر الذي يؤدي إلى عدم الاهتمام بابنائهم الصم ومتابعتهم دراسياً، فضلا عن صعوبة المناهج على الطلبة الصم، وعدم توافقها مع مستواهم وتحصيلهم الدراسي، بالإضافة إلى عدم كفاءة أعضاء الهيئة التدريسية في مدارس التربية في تعليم الطلبة الصم، وعدم إجادتهم للغة الإشارة.
تفاوت المترجمين
وفيما انتقد قلة عدد مترجمي لغة الإشارة في المجتمع الكويتي، لفت الدوخي إلى وجود تفاوت بينهم، فمنهم من لديهم الخبرة فقط من دون دراسة اللغة، وآخرون يجيدون اللغة من خلال دراستهم بمنأى عن الخبرة، مشدداً على ضرورة الجمع بين الاثنين؛ الدراسة والخبرة والتعايش مع هذه الفئة، والتعرف على خبايا اللغة.
عزوف
عزا مترجم لغة الإشارة بدر الدوخي قلة عدد المترجمين إلى الاختلاف في الرغبات الشخصية، الأمر الذي يدفع البعض إلى العزوف عن تعلمها.
اكتساب اللغة
أشار الدوخي إلى مشكلة أخرى تواجه الطلبة المستجدين، حيث لا توجد سنتان لتهيئة الطالب المستجد كما هو معمول به في الخارج تحديداً بالولايات المتحدة الأميركية لتسهيل مهمة اكتسابه للغة، لاسيما أن البيئة الدراسية تختلف عن بيئة المنزل.
مشكلة الشهادات والقبول في الجامعات
سلط الدوخي الضوء على إشكالية أخرى تواجه الطلبة الصم والمتمثلة في أن شهاداتهم الدراسية تعادل المرحلة المتوسطة، الأمر الذي يؤثر في توظيفهم، حيث يتم تعيينهم عند التخرج على الدرجة السابعة، كما أنه لا يتم قبولهم في الجامعات نظراً لشهاداتهم التي تعادل الصف الثامن، علماً بأنهم درسوا 12 عاماً في مدارس التربية.
تباين لغوي
انتقل الدوخي بالحديث عن التباين والفرق بين لغة الإشارة الكويتية ونظيرتها الموحدة، مشيراً إلى أن الأخيرة هي اللغة المفروضة في مدارس التربية الخاصة، الأمر الذي يؤثر في الطالب الأصم وتحصيله الدراسي.
وقال: إن لغة الإشارة الكويتية نابعة من المجتمع الكويتي وتحكمها قواعد، وهي من إبداع الصم ذاتهم ويدركون كيفية التعامل معها وإجادتها بخلاف الموحدة التي هي خليط من الإشارات ولا توجد لها قواعد ولكنها مجرد كلمات يتم تطبيقها.
سيرة مضيئة وإنجازات في خدمة المعاقين
بدر الدوخي صاحب مسيرة حافلة بالإنجازات لخدمة ذوي الاحتياجات الخاصة، وفيما يلي جانب من سيرته الشخصية:
● حاصل على ماجستير بالعلوم تخصص تعليم الصم كلية وسترن ميريلاند، ميريلاند سنة 1999، وبكالوريوس بالآداب تخصص تربية خاصة جامعة جورج واشنطن، واشنطن دي سي سنة 1989، ودبلوم مساعد معاقين كلية مونتغومري، راكفيل ميريلاند سنة 1984.
● في الوقت الحالي يعمل في مدرسة الأمل للصم بتدريس اللغة الانكليزية لمرحلة الثانوية (التأهيل). من سنة 90 إلى سنة 94 عمل بتدريس اللغة الانكليزية للمرحلة المتوسطة والثانوية في الامل للصم. عين مدرسا اول للغة الانكليزية ووكيلا للمدرسة من سنة 94 الى 97.
● عمل مترجما بتلفزيون الكويت في برنامج «صباح الخير يا كويت من 95 الى 97. في سنة 95 عمل بتدريس لغة الإشارة الكويتية في جامعة الكويت للطلبة العاديين الراغبين بتعلم هذه اللغة. وقام بإعطاء ندوات عن لغة الاشارة الكويتية بمدارس الثانوية في الكويت، وتدريب مرشدات مدرسة فاطمة بنت الوليد الثانوية للبنات، واعطاء محاضرات عن تعليم الصم، ولغة الاشارة الكويتية وطرق استعمالها للهيئة التدريسية لمدرسي الامل بنين وبنات.
● متطوع لمحو الامية، وتقوية اللغة العربية بين الصم.
● اعداد منهج لتعليم لغة الاشارة الكويتية. ديسمبر 2001.
● لديه معرفة تامة بلغة الاشارة الكويتية، ومعرفة تامة بلغة الاشارة الاميركية، ومعرفة بلغة الاشارة الدولية.
البعثات الدراسية
أشار الدوخي إلى رفض الهيئة العامة لشؤون ذوي الإعاقة قبول الطالب الأصم في البعثات الدراسية عندما يتخرج من المراحل الدراسية نظراً لأن شهادته تعادل المرحلة المتوسطة، مطالباً بتعيين مدرسين متخصصين وإخضاعهم للتدريب العملي حول كيفية التعامل مع فئة الصم لمدة عام كامل.
غصة
الصم والبكم أذكياء ومتفوقون، لكن للأسف الشديد فإن بعض وسائل الإعلام والأعمال التلفزيونية والسينمائية شوهت صورتهم، وأظهرتهم كأنهم أقل من غيرهم، كما اتخذتهم مادة للسخرية والاستخفاف.