كشف د. قتيبة ملوحي، مدير مختبر الكندي لأبحاث الحوسبة في جامعة قطر عن نجاح فريق من الباحثين بجامعة قطر في التوصّل إلى وسائل مساعدة تمكن ذوي الإعاقة السمعية من التواصل عن طريق الهاتف الجوال.
وقال الدكتور ملوحي إن هذه الوسائل المُساعدة تستخدم أحدث تقنيات تحويل الصوت إلى لغة الإشارة؛ ما يُتيح لذوي الإعاقة التواصل مع المتصل بدون الحاجة إلى شخص آخر يستمع للمتصل ويترجم المكالمة إلى شخص آخر يستمع للمتصل ويترجم المكالمة إلى لغة الإشارة، مشيرًا إلى أنه من أهم مميّزات هذا النظام أنه باللغتين العربية والإنجليزية.
وبيّن أنه من ضمن الأبحاث التي يقوم بها فريق البحث حاليًا أبحاث خاصة بذوي الإعاقة البصرية تتيح لهم تصفّح المجلات والكتب باستخدام نظارات صممت خصيصًا لهذا الغرض وهذا المشروع حاليًا في طور التصميم، وقال: نقوم بتطوير نظام حاسوبي لإنشاء دروس تعليمية تفاعلية ذات محتوى متغيّر للأطفال ذوي الإعاقة الذهنية تعتمد على محرّكات البحث.
وكشف عن إنجاز آخر للمعهد يحمل عنوان “المراقب المالي” والذي يهدف إلى بناء نظام آلي يُتيح استخراج معلومات دقيقة آليًا وأتوماتيكية في المجال المالي أساسًا باللغتين العربية والإنجليزية ومن مصادر مختلفة.
وأشار د.قتيبة في حوار مع مجلة جامعة قطر للبحوث إلى العديد من المشروعات الطبيّة التي يتم تنفيذها حاليًا وفيما يلي نص الحوار:
> نحن نعلم أن مركز الكندي يبلغ من العمر شهرين أو ثلاثة شهور ومع ذلك يُقال إن منجزاته ومستنبطاته العلمية تفوق عمره.. ما أبرز هذه المنجزات العلمية؟
– انتشرت في الآونة الأخيرة تطبيقات كثيرة في مجال مساعدة ذوي الاحتياجات الخاصّة لممارسة حياتهم اليوميّة بسهولة لكن مع الأسف فإن هذه التطبيقات لا ترقى إلى المستوى المطلوب فيما يخصّ سهولة الاستخدام أو الخصائص المتوفّرة في هذه التطبيقات وحيث إن دولة قطر قد وضعت ذوي الاحتياجات الخاصّة على قمة أولوياتها في المرحلة القادمة وحيث إن الأبحاث المتوفّرة في هذا المجال لا تراعي احتياجات المستخدم العربي فقد قام فريق من الباحثين من قسم هندسة وعلم الحاسب في جامعة قطر تحت إشراف الدكتور طارق الفولي والدكتور عمرو محمد بعمل بحوث خاصّة بالوسائل المساعدة لذوي الاحتياجات الخاصة، من ضمن هذه الأبحاث بحث خاص بذوي الإعاقة السمعية يمكنهم من التواصل عن طريق الهاتف الجوال حيث تستخدم أحدث تقنيات تحويل الصوت إلى لغة الإشارة؛ ما يُتيح لذوي الإعاقة التواصل مع المتصل بدون الحاجة إلى شخص آخر يستمع للمتصل ويترجم المكالمة إلى لغة الإشارة ومن أهم مميّزات هذا النظام أنه باللغتين العربية والإنجليزية.
> هل اقتصرت أبحاثكم على ذوي الإعاقة السمعية؟
– من ضمن الأبحاث التي يقوم بها فريق البحث حاليًا أبحاث خاصة بذوي الإعاقة البصرية تُتيح لهم تصفّح المجلات والكتب باستخدام نظارات صُممت خصيصًا لهذا الغرض وهذا المشروع حاليًا في طور التصميم ومن أهم مميّزاته مقارنة بالأنظمة المماثلة الدقة العالية وإمكانية اختيار اللغة وحتى القيام بالترجمة الفوريّة.
ومن ضمن المشاريع الفريدة التي قام الفريق بتطويرها نظام للتحكم يعمل بالإشارات الدماغية لذوي الإعاقة الحركية يُتيح هذا النظام لمستخدميه إمكانية التحكّم في بعض أجزاء المنزل دون الحاجة للحركة وبمجرّد عمل بعض حركات العين والوجه وقد تمّ تصميم نموذج مصغر وتجربة النظام وقد شارك في المشروع الدكتور محمد صالح من قسم هندسة وعلوم الحاسب.
> قد يبدو من تنوّع وحجم المنتج البحثي في “الكندي” أن المركز يضمّ عددًا هائلاً من الباحثين أليس كذلك؟
– يجدر بالذكر أن الكثير من هذه المشاريع قد بدأ العمل عليها من قبل أساتذة وطلاب الجامعة قبل تأسيس مركز الكندي معظم مراحل هذه الأبحاث قام بها طلبة وطالبات من قسم هندسة وعلوم الحاسب بكلية الهندسة في جامعة قطر وقد أذهلوا جميع من تابعهم وعمل معهم بتفانيهم بالعمل وحرصهم على أن يتم العمل على أفضل وجه وقد فاز من عملوا بهذه المشاريع بالمراكز الأولى في العديد من المسابقات التي اشتركوا بها سواء داخل قطر أو خارجها في دولة الإمارات وسلطنة عمان.
ونظرًا لأهمية الموضوع فقد أبدى مركز الكندي منذ إنشائه اهتمامًا شديدًا بالمساعدة في تطوير المراحل المتبقية من المشاريع لتصل إلى أكبر عدد من المستخدمين.
> ألم يكن لأصحاب الإعاقة الذهنية نصيب في إنجازاتكم؟
– نقوم بتطوير نظام حاسوبي لإنشاء دروس تعليمية تفاعلية ذات محتوى متغيّر للأطفال ذوي الإعاقة الذهنية تعتمد على محرّكات البحث حيث إنه من المعروف أن تعليم الأطفال ذوي الإعاقة الذهنية يتطلب جهدًا كبيرًا في إنشاء محتوى الدروس التي يجب أن تلائم جميع الطلبة في الصف الواحد بحيث يكونون قادرين على فهمها واستيعابها وفي هذه الحالة يقوم المدرسون المتخصصون باستخدام عدّة طرق لتحضير الدروس المناسبة وبعض تلك الطرق تستخدم الصور والمجسمات المتنوّعة لشرح المفاهيم التي تحتويها هذه الدروس، كما يقوم بعض المدرسين باستخدام برنامج عرض الشرائح الإلكترونية لعرض تلك الصور للتلاميذ الذين يحتاجون دائمًا إلى كم كبير ومختلف من الصور والعناصر المصاحبة للفهم.
ويعاني المدرسون من صعوبات جمّة في إيجاد تلك المواد فالبعض منهم يبحث عنها في الكتب والمجلات والصحف والبعض الآخر يستخدم محرّكات البحث للحصول على المعلومات والعناصر التفاعلية المناسبة وتحتاج تلك الطرق إلى تقضية ساعات وربما أيام طويلة في البحث للحصول على تلك العناصر والتي قد تناسب فقط عددًا معيّنًا من الطلبة في الصف الواحد، ويبقى الطلبة الآخرون غير قادرين على الفهم وهم بحاجة دائمة إلى صور وعناصر إضافية مكملة.
ومن ثم يقدّم هذا المشروع الذي يقود فريق البحث فيه الدكتور جهاد جام نظامًا حاسوبيًا جديدًا يمكن الأساتذة من إدخال النصوص التعليمية الخاصة في مجالات محدّدة مثل التعرّف على الحيوانات والحصول على العناصر التفاعلية المناسبة بحيث يقوم المدرس باختيار ما يُلائم جميع الطلبة في الصف الواحد مع إمكانية التغيير عند اللزوم.
ويوفّر هذا النظام لكل كلمة أساسية في النص المصدر مجموعة كبيرة من الصور ومقاطع الفيديو والأصوات معتمدًا على تكنولوجيا الانطولوجي التي تمّ إنشاؤها والخاصة بمجال النص مع بعض الطرق الرياضية التي تستخدم في تحديد الكلمات الأساسية وربطها بالجمل والعناصر التفاعلية من خلال واجهة مرسومة سهلة الاستخدام.
إضافة إلى ذلك فإننا نقدّم مجموعة من الألعاب التعليمية التفاعلية التي تساعد الطالب في هذه الفئة من الإعاقة الذهنية على اكتشاف التطابق بين الأشياء وإجراء العمليات الحسابية مثل الجمع والطرح وكتابة الأحرف والكلمات العربية وذلك من خلال أدوات مساعدة ملموسة متصلة بالحاسب وقد قام فريق العمل بتصميمها والمشروع هو ثمرة تعاون بين باحثين من جامعة قطر وباحثين من جامعة أوتاوا في كندا ويجري التطبيق حاليًا مع مركز الشفلح للأولاد ذوي الاحتياجات الخاصة في الدوحة حيث يوفّر المركز كل المستلزمات الضرورية لإنجاح المشروع.
> ما الجديد أيضًا من أبحاث الكندي في الحوسبة؟
– هناك إنجاز آخر نسعى إليه وهو ما نسميه “المراقب المالي” أو Financial Watch وفكرة هذا المشروع الذي يقود فريق البحث فيه الدكتور علي الجوا أنه أمام كثافة المعلومات التي ترد يوميًا في الأخبار على الإنترنت ومجمل المواقع المتخصصة في المجال المالي أصبح من الصعب على المستخدم متابعة كل حدث جديد يرد في تلك الوسائط المتعدّدة، وبالتالي أصبح هناك إهدار لفرص استثمار مهمّة لأنه يتعذّر اتخاذ قرارات في الوقت المناسب ومن ثم يهدف مشروع المراقب المالي إلى بناء نظام آلي يُتيح استخراج معلومات دقيقة آليًا وأتوماتيكية في المجال المالي أساسًا باللغتين العربية والإنجليزية ومن مصادر مختلفة وذلك لأن الاستثمار لا يقتصر على مفردات أو عناصر غربية فقط بل إنه يمتدّ إلى أنحاء العالم ومن ثم صار يمكن تنبيه مستخدم هذا النظام في حال ورود أحداث اقتصادية ذات أهمية كبرى بالنسبة إليه وتحليل المعلومات المتضاربة ومن ثم يساعد هذا النظام متخذ القرار على اتخاذ قراره المناسب وأيضًا في الوقت المناسب.
ومن ثم فإن الإسهام الرئيسي للمشروع تعريف نموذج عام لاستخراج المعلومات واعتماد طرق ناجعة لتصنيف الأخبار والتعرّف على الأنماط والمفاهيم فضلاً عن مقترحات للترجمة الآلية. ومن الممكن تطبيق النموذج في ميادين مختلفة. آخذًا في الاعتبار إضفاء الطابع الشخصي للاستخدام.
> كيف تسهم أبحاث الكندي في الحوسبة في إضافة الجديد لعالم الطب والتشخيص والعلاج؟
– هنا كمشروع يعكف عليه الدكتور ناصر راجبوت ويستهدف هذا المشروع استخراج واستنباط علامات بيولوجية من صور ومعلومات الأنسجة يعني ذلك أنه توجد بروتينات معيّنة موجودة في الخلايا والمشروع يقوم على أخذ صور للخلايا وما فيها من بروتينات، ويحلل صورًا معينة وعديدة، بحيث إنه يحسن التنبؤ إن كان الشخص قابلاً للإصابة بسرطان القولون من عدمه، أي أنه تشخيص لهذا التحليل ستكون مأخوذة من أشخاص قطريين ذلك لأن العلامات البيولوجية لإنسان في قطر قد تكون مختلفة نسبيًا عن مثيلتها في جنسيات أخرى، كما أننا سنأخذ عيّنات من أشخاص آخرين من خارج قطر، ليتسنّى التعرّف والتشخيص المبكر لسرطان القولون.
> ولماذا التركيز على سرطان القولون دون غيره من أنواع السرطانات الأخرى؟
– نرغب بالفعل في تطوير هذا المشروع ليشمل أنواع السرطانات الأخرى، وهذه المعلومات والعلامات التي سوف تستنبط، لا تستخدم فقط في التشخيص المبكر، ولكنها سوف تستخدم في تحديد خطة العلاج للمصاب بسرطان القولون تناسب حالته الخاصة، فكل مريض يكون له جدول علاج يختلف عن مريض أو مرضى آخرين.