يستعد المركز القطري الثقافي الإجتماعي للصم،حالياً لإطلاق المنتدى الدولي الأول للصم المسلمين، الذي ينظمه المركز برعاية سعادة الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري وزير الثقافة والفنون و التراث، خلال الفترة مابين (10-13) نوفمبر المقبل، بمشاركة أكثر من (350) شخص من الصم المسلمين والباحثين والمهتمين ومنظمات ذات صلة من مختلف دول العالم.
ويعد المنتدى-الذي يأتي بالتعاون مع منظمة الصم المسلمين ومقرها أمريكا- أول لقاء من نوعه على مستوى العالم، يهدف إلى تسليط الضوء على قضايا فئة الصم المسلمين في الدول الغير إسلامية، والتأكيد على حق الصم في التعبير عن الرأي، فضلاً عن خلق آليات التقاء ما بين كافة مؤسسات الصم في العالم الإسلامي وتعريفهم بالقاموس الإشاري الإسلامي والذي قدمته دولة قطر للصم على مستوى العالم، وسيتم توفير نسخ منه على اقراص مدمجة (cd) بالإضافة إلى الكتب الورقية للاستفادة منه بشكل أكبر..
وقد دشن المركز مؤخراً الموقع الإلكتروني الخاص بالمنتدى الدولي الأول للصم المسلمين، حيث يضم الموقع عدداً من من الأبواب الرئيسية تشمل رسالة المنتدى ورؤيتها، المتمثلة في التعرف على الآخر وتقريب الثقافات بين الصم المسلمين ، وإيجاد نقاط الالتقاء بينهم، من خلال توفير بيئة حوارية لتبادل الأفكار والرؤى، وأهمية تضافر الجهود للارتقاء بأوضاع الصم وتحقيق العدالة والمساواة وفق حقوق مكتسبة، كفلتها لهم القوانين المحلية والاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، فضلاً عن تسليط الضوء على أهداف المنتدى، والفعاليات المصاحبة له.
هذا ويركز المنتدى على (5) محاور رئيسية تضم واقع الصم المسلمين في العالم، فالمحور الاول يضم “آليات تعليم الصم تعاليم دينهم الإسلامي وسنة نبيهم” ويشمل خطبة الجمعة ودورها في حياة الصم وإثراء ثقافتهم الدينية، ودور الأئمة والدعاة ( الصم والسامعين) بين الواقع والتطبيق، إضافة إلى دور المؤسسات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني.
والمحور الثاني فيركز على “واقع الصم المسلم والتحديات الخاصة التي تواجههم في مجتمعاتهم”، من خلال مجتمع الصم وثقافة ” الهوية واللغة والدين” والترجمة الدينية ودور المترجمون المسلمون، ووسائل الإعلام ودورها في نشر قيم التسامح وتقبل الآخر.
أما المحور الثالث يناقش “حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة بين الاتفاقية الدولية والإسلام” من حيث المنظور الإسلامي لإتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وموقف الإسلام من المعاق والإعاقة، وحقوق الأشخاص الصم ” نظرة على الإتفاقية الدولية لحقوق الاشخاص المعوقين”.
والمحور الرابع فيسلط الضوء على كيفية الاستفادة من تطبيقات تكنولوجيا المعلومات والخدمات الالكترونية في خدمة الصم المسلمين وتعريفهم بتعاليم دينهم وسنة نبيهم، في حين تم تخصيص المحور الخامس لنقاشات مفتوحة بين كافة المشاركون في اعمال المنتدى..
وتجدر الإشارة إلى أنّ فكرة المنتدى الدولي الأول للصم المسلمين تقوم على تنظيم لقاء تشاوري للصم المسلمين من مختلف دول العالم بهدف إيجاد مساحة ونقاط التقاء للتعرف على واقعهم وتقريب الثقافات والانفتاح على الآخر، والتعريف بقضايا الصم المسلمين ورفع الوعي.
حيث تأتي هذه المبادرة بناءاً على رغبة الصم في قطر أولاً ومن ثم طلب وإلحاح الصم في العالم متمثلاً في المنظمة العلمية للصم المسلمين ومقرها أمريكيا ، لما تمثله قطر بالنسبة لهم كنموذج يحتذى في تقديم الخدمات لمواطنيها الصم والصم العربي على حد سواء .
وكان طلب احتضان المنتدى الدولي الاول للصم المسلمين كمنتدى تشاوري للصم من مختلف أنحاء العالم ، حيث قادت قطر وباقتدار مشروع التطوير اللغوي الإشاري وأنجزت القواميس العربية من خلال تنظيم العديد من الورش العربية وبرعاية كاملة من الجامعة العربية والمنظمات والمؤسسات ذات الصلة ،
كذلك انجاز القاموس الإشاري الإسلامي الذي اخذ صبغة العالمية في الانتشار والاهمية، ولهذه الاعتبارات وأكثر جاءت رغبة الصم المسلمين لعقد لقائهم في الدولة، كما ويعد المنتدى فرصة ثمينة لتعريف العالم بمنجزات دولة قطر في مجال الصم ونشر اللغة العربية الإشارية لتصبح اللغة الإشارية الأولى بالعالم، وخاصةً بعد إنجاز القاموس الإشاري الإسلامي الذي تم الانتهاء من طباعته برعاية كريمة من وزارة الأوقاف ووزارة الثقافة والشباب،
وتأتي حتمية الواجب الديني بضرورة تعريف الصم المسلمين بالمصطلحات الإشارية الدينية الخاصة بتعاليم ديننا الحنيف وسنة نبينا الكريم واعتماد القاموس الإسلامي دولياً وباعتراف رسمي من كافة منظمات الصم المسلمين في العالم، هذا ومن المتوقع أن يشارك في المنتدى أكثر من (90) دولة إسلامية.
فضلاً عن مشاركة أوراق عمل قطرية، وتوفير مترجمين من أوروبا من امريكا واسيا والخليج العربي لترجمة أوراق العمل والندوات والمحاضرات التي ستقام خلال المنتدى، وسوف يبلغ عددهم (20) مترجم من كافة أنحاء العالم، في حين سيتم توفير (3) لغات رسمية بلغة الإشارة في المنتدى وأخرى مماثلة للناطقين، لتسليط الضوء أكثر على قضايا الصم المسلمين، والوقوف على ابرز التحديات التي يواجهونها في العالم.