0 تعليق
438 المشاهدات

طارق فريد‏:‏ كلمة معاق ليس لها وجود في معجمي



تتخلل وجهه ابتسامة عميقة ونظرة تحد مذهلة‏,‏ مصحوبتين ببساطة شديدة وإيجابية في التعامل مع الأمور‏,‏ وهذا كله أوجد بداخله عزيمة

لا تقهر وإصرارا علي تحقيق الأهداف.. إنه طارق فريد الذي أصيب بشلل دماغي في أثناء ولادته نتيجة نقص الأكسجين, فأخبر الطبيب والده أنه سيكون معاقا عقليا, ولكن ثقة الأب في رحمة الخالق عزل وجل جعلته لا ييأس ويواصل علاجه حتي تخرج في كلية الإعلام قسم تسويق, وتقدم للعديد من الوظائف دون جدوي.
أي شئ أضعه في دماغي أحققه بهذه الجملة بدأ طارق فريد حديثة.
وأضاف: عمري26 عاما, وأعمل حاليا مسئولا عن شركة نظم بيئية قررت بدءها مع والدي. وقد أصبت بشلل دماغي, وتأثيره أصبح علي جسدي وليس عقلي, بسبب نقص الأكسجين في أثناء ولادتي, وعندما أكملت عامي الثاني, بدأت أمي مرحلة علاجي, قال الطبيب لوالدي, ابنكم سيكون معاقا عقليا مما جعل والدتي تنهار, ولكن والدي كان أمله أكبر من أن تهزمه كلمة الطبيب, وقال: إن شاء الله خير, وبعد أن لاحظ علي والدي قدرتي علي الحفظ بدأ في تدريبي علي الألعاب التي خصصت لزيادة ذكاء الأطفال, فكانت أمي تتركني مع أخي الأكبر لكي نرجع إلي بيتنا بمفردنا وإذا لم يتذكر أخي الشوارع المؤدية إلي البيت أتذكرها أنا, ورغم أنني لم أكن أتكلم بعد لصغر سني, كنت أشاور له علي الاتجاهات.
وعن فترة الدراسة يقول: كنت في إحدي المدارس الخاصة, وعلاقتي بزملائي كانت ضعيفة في فترة المرحلة الابتدائية, فلم يكن زملائي يتقبلوا اللعب معي كثيرا نظرا لعدم قدرتي علي المشي السريع والجري ولعب الكرة, لكن بدأ التفهم لموقفي ووضعي يسوء بين أصدقائي تدريجيا كلما أصبحنا أكبر سنا, واجهت مشاكل في المدرسة أثناء الاختبارات, وقت الامتحان بالنسبة لي لم يكن كافيا رغم قدرتي علي الحل وكان ذلك يؤثر علي النتيجة. وتابع: كلمة معاق, بالنسبة لي, ليست في المعجم, ولم تحبطني نظرة الناس بظنهم أن قدراتي أضعف من أن أصل لهدفي أو للنتيجة التي ينتهي لها كل الناس, لأن عندي قدرة أن أفعل كل شيء لكن بطريقتي, مادام سأصل لنفس النتيجة, وقد تخرجت في كلية الإعلام بإحدي الجامعات الخاصة, قسم تسويق, بحثت عن عمل بعد التخرج لمدة خمسة أشهر ولكن دون جدوي, أذهب للمقابلات ولا يصلني رد من أي شركة, فعملت بشركة برامج هندسية تابعة للعائلة, وبدأت أذهب إلي عملي كل يوم, لكن دون عمل ودون بذل جهد ثم يصلني الراتب آخر الشهر مثل أي موظف, فطلبت أن أعمل فعليا لأن عندي القدرة علي العمل لكن دون جدوي, فقررت أن انسحب وابدأ شركة مع والدي رغم أن العائد المادي سيكون أقل, لكن العمل كان أهم بالنسبة لي, استغلال قدراتي علي أرض الواقع وتحقيق النجاح في العمل الآن هما هدفي.
وعن ما يريد تحقيقه في المستقبل قال: مادام هناك أشخاص ناجحون من ذوي الإعاقة, فهذا يعني أنه ما زال هناك أمل في هذه الدنيا, وأتمني أن يوقفني الله في عملي وحياتي الأسرية, خطيبتي نورا أعطتني دفعة وغيرت حياتي, حيث تعرفت عليها في أثناء نشاطنا في جمعية دفعة إيجابية لنشر الإيجابية.
وتابع في رسالة للمجتمع: أري أنه يجب علي الناس تعلم لغة الإشارة ليتمكن المجتمع من التعامل مع الصم والبكم لعدم تهميشهم, كما يجب علي المجتمع أن يتعامل مع ذوي الإعاقة بطريقة طبيعية لأنهم جزء من المجتمع.
وعن رسالته للحكومة قال: هناك مشاكل يجب مراعاتها من أهمها وأبسطها الأرصفة في الشوارع لأنها ليست مؤهلة لاستخدامها بسهولة من قبل ذوي الاحتياجات الخاصة, كما يجب أن تتاح المواصلات بسهولة ونظام. والمشكلة الثانية هي, منح ذوي الإعاقة فرص عمل حقيقية وليست مجرد وظائف شكلية, لأن هناك أشخاصا كثيرين من ذوي الاحتياجات الخاصة لديهم قدرات هائلة لكن دون اعتراف من مجتمع عملهم, فيجب أن يأخذوا فرصتهم.

كتـاب الأمـل

+
سمر العتيبي
2018/12/09 3776 0
راما محمد ابراهيم المعيوف
2017/12/29 4152 0
خالد العرافة
2017/07/05 4692 0