لقد سيطرت عليّ مشاعر من الفرحة العارمة والسعادة الغامرة وسجدت لله شكرًا قبل أن أخبر والدي والعائلة الكريمة خبر نجاحي وتفوقي في امتحان الثانوية العامة، … هكذا وصفت الطالبة سارة أسامة محمد النجار -من مدرسة شهداء بني سهيلا بنات- “من ذوي الاحتياجات الخاصة” مشاعرها حين تلقت رسالة نجاحها وحصولها على نسبة 95.3% فرع العلوم الإنسانية.
وأردفت قائلة: لقد كان الحصول على نسبة عالية تتخطى نسبة 95% في امتحان الثانوية العامة هدفي الأول الذي سعيت لتحقيقه على مدار العام الدراسي، لذا فقد بذلت جهودًا حثيثة استعدادًا للامتحان نظرًا لأن مذاكرة الصفحة الواحدة كانت تتطلب مني إلى 15 دقيقة، حيث كنت أعاني من”كف جزئي شديد وعمى ألوان” ولكي أعوض فارق الوقت فقد كنت أذاكر15 ساعة يوميًا، وصلت في الأسبوع الأخير قبيل الامتحانات إلى 22 ساعة.
وتضيف سارة: لقد كنت أعتمد فيدراستيعلى عدسة مكبرة، لذا فإن الوقت الذي كنت احتاجه للدراسة يمتد لساعات طويلة، الأمر الذي سبب لي معاناة شديدة ومشاكل صحية ونفسية، كما كنت استخدم وسائل أخرى غير العدسة المكبرة مثل جهاز المنهاج الصوتي الذي ساهمتبه جهات داعمة بواسطة قسم الإرشاد بمديرية شرق خان يونس.
وعن دور الأهل في هذا الإنجاز الكبير تقول سارة: لقد لعبت الأسرة دورًا بارزًا وجهودًا جبارة على مدار العام الدراسي وخاصة في فترة الاستعداد للامتحان، حيث هيأت لي كل سبل الراحة من هدوء وتشجيع ومحفزات، كما وفرت لي غرفة معتمة تتناسب وحالتي الصحية حيث إن الإضاءة القوية تشكل أمامي عائقًا يحول دون تحقيق هدفي في الحصول على النسبة العالية التي أسعى إليها في امتحان الثانوية العامة، مشيرة إلى أنها لم تلجأ إلى الدروس الخصوصية رغم ظروفها الخاصة، بل اعتمدت على نفسها، وعلى الأهل الذين لم يبخلوا عليها بجهودهم المتواصلة.
ولم تكن مدرسة شهداء بني سهيلا الثانوية بنات بإدارتها وهيئتها التدريسية بمنأى عن الحدث، حيث أظهرت المعلمات -والحديث لسارة- اهتمامًا خاصًا بي من خلال تقديم كل دعم ممكن خاصة أثناء الحصص الدراسية، وتمثّل ذلك بقراءة المعلومة بتأنٍ وبصوت مرتفع، وطباعة الامتحانات الشهرية والفصلية بخط كبير وواضح، الأمر الذي كان سهّل قراءة الأسئلة والتعامل الجيد مع ورقة الامتحان، بالإضافة إلى التعامل الإنساني الراقي من قبل زميلاتي من طالبات الصف والمدرسة.
كما وجهت سارة رسالة لوزارة التربية والتعليم ناشدتها أن تولي ذوي الاحتياجات الخاصة المزيد من الاهتمام بالدعم والمتابعة، وذلك من خلال وجود هذه الشريحة في الصفوف العادية بعيدًا عن الإقصاء من خلال تخصيص صفوف خاصة لهم.
وعن الكلية والتخصص التي ترغب به سارة قالت: بأنها سجلت فعليًا في كلية الآداب بالجامعة الإسلامية قسم الصحافة والإعلام، لأن هذه رغبتها منذ صغرها، وترى أنها ستبدع فيها.
ويقول أ. أسامة النجار والد سارة: إن ابنته سارة استطاعت أن تحافظ على مستواها الدراسي حتى مرحلة الثانوية العامة وإنني كنت أتوقع هذه النتيجة إذا لم تكن مفاجئة بالنسبة لي وللأسرة، مضيفًا بأن نسبة الرؤية عندها كانت تضعف تدريجيًا مما سبب لها معاناة شديدة بسبب اعتمادها في الدراسة على عين واحدة.
وأثناء حديثنا مع سارة أخبرنا والدها بأنه تلقى للتو مكالمة هاتفية تفيد بأن الدكتور حسينعلاوياستشاري طب وجراحة العيون، والدكتور سالم أبو الغنم استشاري طبوجراحةالعيونوضغطالعين وكلاهما من الأردن أعلنا عن استعدادهما لمساعدة سارة وتقديم كل دعم طبي ممكن.
وتحدث مشرف التربية الخاصة بمديرية شرق خان يونس أ. حسن أبو عبيد والمتابع لحالة سارة قائلًا: لقد كنت أتابع حالة سارة أسامة النجارة منذ أن كانت في الصف السابع حتى وصولها إلى الصف الثاني عشر وذلك من خلال الزيارات الدورية،وخلال تلك الفترة لاحظت تفوقها واستعدادها للحصول على نسبة عالية في نهاية العام، كما كنا نقدم توصياتنا للهيئات التدريسية وللمعلمات بتقديم كافة أنواع الدعم والاستجابة لحالتها الخاصة، وتابع القسم سارة خلال امتحان الثانوية العامة حيث وفرت لها المديرية لجنة خاصة وكاتبة بناء على توصياتنا في قسم الإرشاد.