0 تعليق
631 المشاهدات

الشاب منار الصغير من كرسي الاعاقة الى اكبر شركة بترول عالمية



لم يستسلم الشاب منار منير الصغير «28 عاما»، الى اعاقته الجسدية التي دفعته بقوة إلى الحياة بمزيد من الأمل، فتعلم وحصل على شهادة البكالوريوس في علوم الحاسب من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن مما جعله قادرا على الالتحاق بشركة ارامكو السعودية «موظف في التدقيق الداخلي».

الشاب الصغير الذي شاركفي اللقاء السنوي في الخيمة الرمضانية بمنزل المهندس عبدالشهيد السني، قال انه قبل 11 عاما في 20 يوليو عام 2002م أجريت عملية جراحية في العمود الفقري في مستشفى «برنسيس جريس» بلندن.

واشار الى انه قبل إجرائه العملية لم يكن يعاني سوى من انحناءة طفيفة في كتفه الأيمن وبعد العملية أصبح يعاني من مشكلة في حبله الشوكي، وعدم القدرة على المشي بدون معرفة السبب الى الان.

واضاف قبل العملية كانت أمشي على قدميي، وبعد العملية لم اتمكن من المشي الا بيديي على كرسي متحرك.

وبين الصغير انه استقبل نبأ عدم قدرته على الحركة بإيمان واحتساب كبيرين ساهم في صمود والديه وعدم انهيارهما، رباطة الجأش التي تحلى بها انعكست على معنويات أسرته.

واوضح انه بدأ في علاج طبيعي شاق، وبدأ يتحسن بصورة تدريجية، لكن لا فرار من الكرسي المتحرك.

ولفت الى انه بعد ان قضى 3 أشهر في بريطانيا في رحلته العلاجية عاد إلى المملكة وبعد أقل من عام من عودته من بريطانيا استأنف دراسة الثانوية العامة في مدرسته التي غادرها «مدرسة تاروت الثانوية».

وقال: عدت الى مقاعد الدراسة وكلي إصرار على ان اتفوق وألا أخذل أبويي، مشيرا الى انه حقق حلمهما بدخوله جامعة الملك فهد للبترول والمعادن في قسم «علوم الحاسب».

واشار الى ان تواجده في المراكز التأهيلية صادف تواجد العديد من الاشخاص الذين اصابتهم اعاقة، مشيرا الى ان كل شخص له قصة مختلفة ومرعبة، الا انا فقد كانت أمشي على قدميي، وبعد العملية لم اتمكن.

ولفت الى انه كان يخترع لهم القصص المثيرة، مشيرا الى انه يبين لهم مدى تقبله الوضع، وان الاعاقة ليست نهاية العالم. وطالب الصغير المعاقين بتقبل الواقع الذي جرى له، ويتحداها بشجاعة لكي يحصل على ما يتمناه، وعدم الاستسلام.

وبين ان من اهم العوامل التي ساهمت في نجاحه هو التحدي، ووقوف والديه بجانبه، والمثابرة، والتعامل بحكمة مع حالته.

واوضح انه بالإصرار والعزيمة استطاع الاعتماد على نفسه في التنقلات من والى عمله، حيث كان يقود السيارة بنفسه بعد ان جهز له والده ذلك.

واشار الصغير الى انه يعتمد على نفسه حتى في التنقلات الخارجية حيث انه سافر الى جمهوريتي فيتنام وكوبا.

ولفت الى ان الانحناءة الطفيفة في كتفه الأيمن والتي تسبب في اجراءه العملية كانت بسبب ثقل الحقيبة المدرسية، قرر مع مجموعة من اصدقائه الى عمل تطبيق برنامج «المناهج الدراسية» على ابل استور وسيتم ادراجه قريبا.

وقال الشباب الصغير انه لولا وقوف والديه معه وإيمانهما به لما استطاع أن يصل إلى ما هو عليه، مشيرا الى ان هدفه الأكبر هو خدمة وطنه.

بدوره قال والد الشاب منير الصغير ان حصول مثل هذه الامور الى اي عائلة يجعلها تعيش حالة لا تصديق لفترة، مشيرا الى ان التحدي والاصرار هو ما يجعلها تخرج من هذه الحالة.

وقال عضو مجلس الشورى محمد رضا نصر الله اعيش حالة من الانبهار وانا اسمع هذه القصة التي تحكي وتقدم نموذجا متميزا في مواجهة التحدي.

واشار الى ان الشاب منار ارد من خلال قصصه يتحدث عن واقعه ولكن بإصراره وتحديه تغلب عليها.

وبين ان الشاب منار قدم درس انه يستطيع الانسان مواجه اي تحدي بالاستثمار في التعليم، مشيرا الى ان هذه الاعاقة الشديدة لم تعيقه بالحصول على مؤهل علمي متميز وينظم الى اكبر شركة بترول عالمية.

وقال الشيخ حسن الصفار ليس هناك كلام يقال بعد واقع يراه الانسان امامه، هذا الواقع الرائع والنموذج المشرق الذي قدمه الشاب منار وابوه وأمه واسرته الكريمة هذا يكفي عن كل حديث”.

وطالب الشيخ الصفار من الشاب منار الصغير ان يفكر في مؤسسة أجتماعية يدور فيها تجربته ويحول تجربته الى برنامج والى حالة تخدم المجتمع.

وبين ان البيئة الحاضنة في الوطن والمجتمع لمثل هذه المشاريع والبرامج اصبحت مهيئة وقائمة.

وتمنى الشيخ الصفار بان يؤسس الشاب منار مؤسسة تهتم بمن يعيشون هذه الحالة كيف يشجعون وكيف يهتون بهم، مشيرا الى ان الجميع سيقف الى جانبه في تأسيس هذه المؤسسة.

وقال الخطيب حسين الفضل ان هذه التجربة الناجحة لها في انفسنا الكثير، ولا شك ان في بيئتنا الكثير من هذه النماذج بالنسبة الى ذوي الاحتياجات الخاصة.

واضاف الفضل ان بهذه الوسائل يتخطى الانسان مسيرة حياته للأفضل، وذلك باهتمام اسرته والمجتمع به.

وقال عبدالباقي البصارة الذي قدم اللقاء، أن الاعاقة مهما كان نوعها وحجمها اذا ما توفرت الادارة والتصميم الذاتي وتوفرت لها البيئة الحاضنة الواعية التي تأخذ بيد صاحبها فأنها تنتقل به عامل سلبي فاشل معطل مهمش الى عامل ايجابي منتج، واضافة مميزة الى وطنه واسرته.

واضاف البصارة: ان الشاب منار الصغير نموذج تحدى الاعاقة وقهرها بشجاعة واراده صلبه نادرة تستحق منا الوقوف عليها وتأملها ونشرها للجميع.

وبين ان اكثر ما يضايق منار وامثاله من ذوي الاحتياجات الخاصة هو النظرة الخاطئة التي يتعامل بها البعض معهم وبحسن نية، كإبداء الشفقة والتعاطف او محاولة مساعدتهم دون طلب.

كتـاب الأمـل

+
سمر العتيبي
2018/12/09 3776 0
راما محمد ابراهيم المعيوف
2017/12/29 4152 0
خالد العرافة
2017/07/05 4692 0