لم تكن الإعاقة الحركية للفتاة مي عبيد (18عاماً) عائقاً لتفوقها في الثانوية العامة، وحصولها على معدل 97.8 % في الفرع العلمي.
تحلم مي التي تجلس على كرسي متحرك ينقلها من مكان إلى آخر بدراسة هندسة الحاسوب لتصبح مبرمجة، بعد ان التحقت للدراسة في الجامعة الإسلامية، مؤخراً.
قالت، ان معدلها يؤهلها لدراسة الطب برفقة زميلاتها اللواتي سيدرسن الطب، مشيرة إلى ان إعاقاتها تمنعها من ذلك إضافة إلى انها ترى بمهنة المبرمجة أكثر المهن التي تناسب إعاقتها الحركية.
أضافت أنها كانت تواجه متاعب كبيرة عند دراستها التي استمرت نحو عشرة ساعات يومياً، كما واجهت مصاعب عند تأدية الامتحانات خصوصاً وأنها تعاني من حالة ضمور في الاعصاب يرافقه شلل في القدمين وأخر جزئي في اليدين.
تنتمي مي لأسرة مكونة من تسعة افراد من بينهم حالتا إعاقة وتقطن مدينة الشيخ زايد وتعاني من حالة فقر تدفع الاسرة إلى البحث عن معونات خصوصاً لذوي الاحتياجات الخاصة من بينهم.
اشارت عبيد إلى التحسن الذي طرأ على حالتها نتيجة لتدخل من قبل برنامج التأهيل المجتمعي التابع لمؤسسة الاغاثة الطبية، موضحة انها تلقت كرسي متحرك، سهل عليها كثيراً التنقل والحركة، كما تلقت دعماً نفسياً واجتماعياً داخل الاسرة والمدرسة، معربة عن املها في ان توفر لها الاغاثة الطبية وسيلة نقل من وإلى الجامعة في المستقبل.
وأوضحت أن خدمات قدمها البرنامج تعلقت بالتأهيل المجتمعي والعلاج الطبيعي تلقتها خلال سنوات دراستها الخمس الاخيرة وما دفعها إلى الانتظام أكثر ولاسعي نحو التفوق.
من جانبها قالت الطالبة أميرة الزبيدي التي حصلت على معدل 83.5 في الفرع الادبي، أنها تحلم بدراسة اللغات.
ولا تبدو الإعاقة التي تعاني منها أميرة ظاهرة على حركتها بشكل لافت، لكنها تعاني من ضعف عصب اليدين والقدمين والنظر.
وقالت، أن سنوات دراستها كانت صعبة للغاية فهي لا تستطيع الدراسة لأكثر من ربع ساعة متواصلة، وكذلك المشي أو الجلوس ورغم ذلك حرصت على المثابرة لتحصل على معدل مرتفع في الثانوية العامة، وتحقيق طموحها في دراسة اللغات لتكون متحدثة بإسم قضيتها الوطنية أمام المجتمع الدولي.
أضافت انها اضطرت عند ـتأدية الامتحانات للاستعانة بكاتبة من قبل وزارة التربية والتعليم والتي خصصت لقراءة الأسئلة وكتابة إجاباتها بأمانة، في جميع الامتحانات.
لفتت أميرة التي تسكن في مخيم جباليا، إلى الدعم الذي تلقته من طواقم المعلمات وأسرتها وجمعية الاغاثة الطبية من اجل المضي في مسيرتها التعليمية، موضحة أنها حصلت على دعم مالي لاستخدام جهاز تقويم الظهر، وكذلك على أحذية طبية، من قبل برنامج التأهيل المجتمعي.
من جانبه قال مصطفى عابد مدير برنامج التأهيل المجتمعي ان البرنامج الذي انشئ في العام 2000 يتعامل مع عشرات الحالات من ذوي الإعاقة سنوياً، موضحاُ أن نحو 16 طالب وطالبة من ذوي الإعاقات تقدموا هذا العام لتأدية امتحانات الثانوية العامة ونجح جميعهم من بينهم طلاب حققوا تفوق.
أوضح عابد أن متابعة البرنامج للطلاب من ذوي الإعاقة يبدأ منذ دخولهم لمرحلة التعليم في سن الخامسة، مشيراً إلى ان ذلك يعد تطبيقاً لسياسة الاغاثة الطبية المستندة للاتفاقات الدولية بشأن ذوي الإعاقة وقانون المعاق الفلسطيني، وأضاف :” وأوضح، يقدم البرنامج الخدمات الاساسية التي تكفل وصولهم إلى المدارس والجامعات، بالإضافة للخدمات على الصعيد الصحي والأسري”.
وقال عابد، أن البرنامج يعمل مع نحو 150 حالة من ذوي الاعاقة في مختلف المراحل التعليمية، ويتابع تعليم العشرات ايضاً في الجامعات والكليات، مشيراً إلى بعض البرامج التي ينفذها في بعض المؤسسات التعليمية من خلال تشكيل لجان صديقة لذوي الاعاقة فيها، وتنظيم فعاليات ثقافية ورياضية تهدف إلى إحداث التغيير الإيجابي في المفهوم العام للإعاقة.