مع دخول ليلة العشرين من رمضان، زحفت جموع المصلين، مواطنين ومقيمين من جميع محافظات الكويت إلى مسجد الدولة الكبير، لأداء صلاة القيام، بعد أن تسلمته وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية من عهدة الديوان الأميري، الذي أحاله إلى تحفة معمارية، تنوعت فنونها، بعد فترة عمل قاربت الستة أشهر، أعقبتها اجتماعات مكوكية في وزارة الأوقاف ممثلة بالأجهزة المختصة بهذه الليالي والتي عملت طوال الفترة الماضية كخلية نحل، استعداداً واستنفاراً لإقامة صلاة التهجّد.
وفي خشوع وتبتل، سعى 10 آلاف متهجد للنهل من الأجواء الإيمانية والروحانية، بقلوب وجلة يلفها الخوف والرجاء، إذ أحيوا الليلة الأولى من العشر الأواخر بأكف الضراعة إلى الرحمن، والعزيمة على هزيمة الشيطان والبحث عن عبادة مخلصة يبلغ بها التائبون الجنان.
توجيهات سامية
وقال مدير المسجد الكبير بالإنابة أحمد العنجري «ان المسجد الكبير أصبح أكثر جهوزية بعدما كان هناك تعاون كبير وشراكة واضحة بين الديوان الأميري، ووزارة الأوقاف والعديد من الجهات التي كان من أول نتائجها الكشف عن وجود تشققات في سقف المصلى وتم إغلاق المسجد بشكل احترازي، وبفضل توجيهات سمو الأمير للديوان الأميري الذي قام بجهود كبيرة لإعادة الصيانة، مجسداً بذلك أفضل أوجه الشراكة بعدما تمت إعادة الصيانة، وتجميل المسجد مرة أخرى بحلة جديدة وبفترة قياسية بلغت 6 أشهر، مكنت الانتهاء من إعادة الصيانة والديكورات والسماعات والسجاد، ولا يفوتنا في هذه المناسبة إلا أن نقدم الشكر للديوان الأميري على ما بذلوه من جهود».
وأضاف «أن إدارة المسجد الكبير قامت بجهود كبيرة خلال الفترة السابقة والتي أعقبت تسلم المسجد، أدت إلى الانتهاء من الاحتياجات اللازمة لاستكمال الصيانة والترتيبات التي جعلت من المسجد الكبير معلماً دينياً تتميز به دولة الكويت، مشيرا إلى الجهود التي تبذل لتوفير الراحة والطمأنينة للمصلين، والتي لم تكن مقتصرة على وزارة الأوقاف بل لنا شراكة، مع وزارة الصحة، ووزارة الإعلام، والهلال الأحمر، والمتطوعين الذين بلغ عددهم 500 شخص، بالإضافة إلى الإدارة العامة للإطفاء، وإدارة الدفاع المدني ووزارة الداخلية، ووزارة الإشغال العامة، والهيئة العامة للاستثمار، واتحاد الجمعيات التعاونية والعديد من جهات القطاع الخاص وجميع هذه الجهود تضافرت في خدمة المصلين.
360 مروحة
بدوره، قال رئيس قسم الخدمات بالمسجد الكبير محمد الكندري ان كل الإمكانات تحت تصرف إدارة المسجد والتي أدت إلى انتهاء من توفير كل ما يحتاجه المصلون خلال تأديتهم لصلاة التهجد.
وأضاف «نظرا لارتفاع درجة الحرارة قمنا بتوفير المشروبات الباردة وتركيب 360 مروحة لتحريك الهواء والتخفيف عن المصلين، بالإضافة إلى العديد من الخدمات التي من شأنها تسهيل الخدمات أمام المصلين.
وبين أن إدارة المسجد تقوم بتقديم دورات تدريبية للمتطوعين الذين سيساهمون معنا في استقبال المصلين، كما قامت إدارة المسجد الكبير بتجهيز خيام خاصة لاستقبال الناشئة من البنين والبنات وذلك تسهيلا لأولياء الأمور الراغبين في أداء الصلاة واصطحاب أطفالهم معهم بدأت برامج النشء في الساعة 11 مساء للفتيان وفي الخيمة الواقعة بالجهة الشمالية مقابل قصر السيف، وللفتيات بخيمة الريان في مسجد الدولة الكبير.
صلاة التهجد
واستهل صلاة التهجد القارئ فهد المطيري في الركعتين الأولى والثانية، وقرأ من بداية سورة يوسف إلى الآية رقم 37، وأتم في الركعتين الثالثة والرابعة من الآية رقم 38 من سورة يوسف إلى الآية رقم 69 منها.
أما في الركعتين الخامسة والسادسة أمّ المصلين القارئ خالد الجهيم بتلاوته من الآية رقم 70 من سورة يوسف إلى الآية رقم 103 منها، وفي الركعتين السابعة والثامنة من الآية رقم 104 إلى الآية رقم 18 من سورة الرعد.
الظفيري: الابتعاد عن الملهيات
ودعا الدكتور عيسي الظفيري جميع المسلمين إلى استغلال هذه الليالي المباركة في التهجد والتقرب إلى الله عز وجل، مشيرا إلى أن الجميع مطالبون في هذه الليالي الروحانية بالتعبد وضرورة الابتعاد عن الملهيات.
وشدد الظفيري في خاطرة إيمانية على الحاجة الكاملة إلى الاستغلال الأمثل لهذه الليالي وعلى كل وسائل الإعلام أن تتضافر في خدمة هذه الليالي، ونتواصل ونتناصح بأهمية وقيمة أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، الذي قال «تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان»، إذ علينا أن نشترك بكل ما هو بعيد عن الحاجة، وعلينا أن نعتكف في المساجد حتى ولو كان على مدى ساعة واحدة، بهدف احتساب فضل هذه الليالي المباركة.
وأشار إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم، كان يوقظ أهله خلال هذه الليالي، ولهذا علينا الاقتداء بهذه السنة الحميدة، وجمع أفراد الأسرة في هذه الليالي المباركة، وذلك انطلاقا من قول النبي صلى الله عليه وسلم «من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر الله ما تقدم من ذنبه وما تأخر».
تواجد للشرطة النسائية
• تواجدت مجاميع من المفتشات والشرطة النسائية في ممرات المسجد ومداخله.
• نظمت لجنة المتطوعين حملة لتنظيف باحات المسجد عقب الصلاة وأثناءها.
• تم توفير خيمة للصغار الذين ينتظرون أهاليهم أثناء الصلاة من صبية وفتيات تحت رعاية المشرفين.
• انتشرت الدوريات الأمنية في محيط المسجد لتأمين ورصد أي محاولة لسرقة سيارات المصلين.
• وزعت العديد من المراوح الهوائية الضخمة في ساحات المسجد الكبير.
• تم تخصيص أماكن للإعلاميين والصحافيين وتلفزيون الكويت لتغطية صلاة القيام.
• تم فتح حمامات المساجد القريبة لمواكبة أعداد المصلين الكبيرة.
• لوحظ تواجد سيارات الإسعاف والإطفاء والهلال الأحمر الكويتي.
• وضع عدد كبير من كراسي للمعاقين وخصصت أماكن لهم.
• اكتظت أروقة المسجد بالعصائر والتمور ووجبات السحور.
• تم تخصيص صناديق للمفقودات.
• وضعت شاشة كبيرة بجانب المسجد للمصلين في الخارج.
الانتخابات
لم تغب الشؤون السياسية عن جمهور المصلين، إذ لوحظ تبادل الحديث بين عدد من المواطنين حول الانتخابات التي جرت منذ يومين، إذ تمنوا التوفيق للنواب الجدد، وأن يحققوا ما يطمح إليه المواطنون.
مصر وسورية حاضرتان
غــــالب عـــدد كبــــير من المصلين دموعهم، لا سيــــما من الاخـــــوة المـــــقــــيمين عـــــنــــدما دعـــا الامـــــام للــــمسلمين بالنصر المؤزر في مصر وسورية.