الكاتب : فايز محمد جابر
مفهوم الأطفال العاجزين عن التعلم أو (ذوي صعوبات التعلم)، موضوع حديث نسبياً في مجال التربية الخاصة وهناك تداخل كبير بينه وبين بطء التعلم وكذلك مفهوم التأخر الدراسي وقد يخلق ذلك ارباكاً وخلطاً كبيراً لدى القارىء غير المتخصص ققد يخلط بين مفهوم بطء التعلم وصعوبات التعلم أو بين بطء التعلم والتأخر الدراسي.
ومن أجل تحقيق مزيد من الفائدة فإنه يمكن تسليط المزيد من الضوء على التأخر الدراسي، وحتى يستطيع القارىء الكريم التواصل مع هذه المفاهيم والتمييز بينها، فلابد من الرجوع إلى العددين السابقين وذلك لمزيد من التوضيح وإن تعذر له ذلك فإنه من المناسب أن نستعرض هذه المفاهيم الأساسية والتمييز بين كل منها وذلك بشيء من الايجاز.
يشير Halhan Kuffman (????) إلى أن التربية الخاصة Special Education هي مجموعة من الاجراءات والطرائق والأساليب التي تستخدم من أجل تقديم الخدمات التربوية للأفراد ذوي الحاجات الخاصة كتعديل في المناهج العادية أو تغيير في أساليب التدريس التقليدية أو تعديل في البيئة التعليمية لكي تناسب الطلبة الذين لا يستفيدون من المناهج والأساليب أو ظروف البيئة العادية.
Students with Special Needs أو الطلبة غير العاديين Exceptional Students الذين تتوجه التربية الخاصة لهم، يشير (الروسان، ????، ص ??) إلى أنهم أولئك الذين ينحرفون عن المتوسط انحرافاً ملحوظاً في جوانبهم الجسمية أو الحسية أو العقلية بحيث يتطلب ذلك تغييراً في ممارسات المدرسة تجاه هؤلاء الطلبة ويقتضي ذلك تعديلاً في المناهج أو الأساليب التعليمية أو الظروف البيئية المحيطة بهم لتلبية حاجاتهم ويشمل ذلك الذين ينحرفون سلباً أو يتطورون ايجاباً.
أو ذوو صعوبات التعلم Learning Disabilities، يشير (السرطاوي، ????، ص ??) من خلال تعريف الحكومة الاتحادية الأمريكية / القانون العام ?? ـ ??? والذي تبنته جميع الدوائر والمؤسسات الاتحادية الأمريكية إلى أن الطلبة ذوي صعوبات التعلم هم الأطفال الذين يعانون من قصور في واحدة أو أكثر من العمليات النفسية الأساسية التي تتطلب فهم أو استخدام اللغة المكتوبة والمنطوقة، ويظهر هذا القصور في نقص القدرة على الاستماع أو التفكير أو الكلام أو القراءة أو الكتابة أو الهجاء أو في أداء العمليات الحسابية، وقد يرجع هذا القصور إلى إعاقة في الإدراك أو إلى إصابة المخ أو الخلل الوظيفي المخي البسيط أو إلى عسر القراءة أو إلى حبسة الكلام النهائية.
مشيراً إلى أنه لا يجوز أن تكون صعوبات التعلم هذه ناتجة عن إعاقة بصرية أو سمعية أو حركية أو عقلية أو عن اضطراب انفعالي أو حرمان بيئي أو ثقافي أو اقتصادي.
Mental Retardution Students، تبنت الجمعية الأمريكية «للتخلف» العقلي The American Assiociation of Mental Retardution – AAMR مفهوم الإعاقة العقلية الذي يشير إلى أن المعوق عقلياً يعاني من مستوى في الأداء الوظيفي العقلي الذي يقل عن متوسط الذكاء بانحرافين معياريين ويصاحب ذلك خلل واضح في السلوك التكيفي، ويظهر في مراحل العمر منذ الميلاد وحتى سن ?? سنة (الروسان، ????، ص ??).
يمكن تعريف التأخر الدراسي بأنه التحصيل المتدني للطالب بما يتناسب مع قدراته واستعداداته للدراسة والتي تكون متوسطة مقارنة بزملائه ممن يناظرونه في العمر الزمني. وبمعنى آخر، فإنه إذا تبين لدينا من خلال تطبيق اختبارات القدرات العقلية واختبارات الاستعداد للدراسة على الطالب بأن قدراته واستعداداته جيدة وأن تحصيله المدرسي متدني فإنه يعتبر متأخراً دراسياً.
أما إذا تبين أن قدراته العقلية أقل من المتوسط وكان تحصيله المدرسي كذلك فإنه لا يمكن اعتباره متأخراً دراسياً بل يحتمل أنه يعاني من بطء التعلم أو الإعاقة العقلية البسيطة.
يظهر التأخر الدراسي في عدة صور لدى الطلبة فقد يظهر لدى أحدهم تأخر دراسي عام في جميع المواد الدراسية أو قد يظهر في واحدة من المواد الدراسية كاللغة العربية أو الرياضيات مثلاً، في حين أنه قد يظهر في مجموعة من المواد المرتبطة مع بعضها البعض كالمواد العلمية.
هناك أسباب عديدة جداً تؤثر على مستوى الطالب التحصيلي منها ما هو مرتبط بالطالب نفسه ومنها ما هو مرتبط بالبيئة المدرسية وأخرى مرتبطة بالأسرة وعملية التنشئة الاجتماعية والمستوى الاقتصادي والثقافي للأسرة ومدى الترابط الاجتماعي بين أفرادها حيث سنتطرق إليها على النحو التالي:
تلعب الفروق الفردية دوراً أساسياً وهاماً جداً في التأثير على التحصيل المدرسي للطلبة ولعل هذه الفروق تعود إلى مجموعة من العوامل التي يمكن الإشارة إليها على النحو التالي:
يلعب المعلم دوراً أساسياً ومباشراً في التأثير على مستوى الطالب في التحصيل إما سلبياً أو ايجابياً وذلك من خلال قدرته على التنويع في أساليب التدريس ومدى مراعاته للفروق الفردية بين الطلبة وحالته المزاجية العامة ونمط الشخصية ومدى قدرته على تعميم واستخدام الاختيارات التحصيلية بطريقة جيدة وموضوعية وعدم التساهل في توزيع العلامات بما لا يتناسب مع ما يستحقه الطالب، وفيما يلي عرض للدور الذي يمكن أن يلعبه المعلم في دفع أو خفض التحصيل المدرسي لدى الطلبة:
فيما يتعلق بالمناهج الدراسية فقد تكون غير مصممة لمتوسط قدرات الطلبة وخلوها من عناصر التشويق والإثارة أو قد يكون المنهاج غير مترابط، ويتناول موضوعات مختلفة تؤثر على تحصيل الطلبة ويظهر التباين بين قدراتهم واستعداداتهم وعلاماتهم المدرسية. أما بالنسبة للأنشطة المدرسية فإذا كان البرنامج الصفي يخلو من غالبية الأنشطة ويركز على نشاط رياضي واحد خلال الأسبوع أو أي نشاط واحد فقط فإن ذلك يخلق جواً من الملل دون استمتاع الطالب بالدراسة ويؤدي لانخفاض دافعيته نحو التحصيل، كما أن هناك عوامل تؤثر على أداء الطالب التحصيلي والتي منها الامتحانات المدرسية التي عليها أخذ الاعتبارات الأساسية في التقييم والموضوعية والظروف الملائمة لتطبيقه، ولا ننسى في هذه العجالة دور زملاء الطالب في التأثير على أدائه من حيث الدافعية للتحصيل. أما بالنسبة للنظام الإداري السائد في المدرسة فإنه يؤثر إما سلبياً أو ايجابياً على أداء الطلبة التحصيلي فإذا كانت العلاقة بين فريق العمل من الإدارة والمعلمين جيدة أثر ذلك ايجابياً والعكس صحيح، كما أن نمط الإدارة إذا كان ديكتاتورياً أو متسيباً له أثر غير مباشر على تحصيل الطلبة.
تلعب الأسرة دوراً أساسياً وهاماً في متابعة أداء الطالب ومدى تقدمه في مختلف المواد الدراسية ومتابعة ما يعترضه من مشكلات سواء كانت تحصيلية أو نفسية أو تكيفية وما إلى ذلك ويلعب المستوى العلمي والثقافي والاقتصادي للأسرة دوراً هاماً في ذلك كما أن طبيعة العلاقة القائمة بين أفراد الأسرة والأم والأب ومدى تفهمهم لمشكلات أبنائهم له دور أساسي في ذلك، وكذلك نظرة الأب والأم للتعليم وأهميته وضرورة استكمال مراحل التعليم العليا لأبنائهم كل هذا يلعب دوراً هاماً في دفع دافعية التحصيل لدى الطالب نفسه
المصدر : المنال رؤية شاملة لمجتمع واع