معاق عراقي يبهر لجان جائزة دبي للقرآن والحضور

استضافت اللجنة المنظمة لجائزة دبي الدولية للقرآن الكريم أحد المعاقين العراقيين وعمره 29 سنة، وهو حسين عدنان صبري العبدلي، الذي يحفظ القرآن عن ظهر قلب، بما يشكل معجزة حقيقية بارزة للعيان من خلال اختبار أجراه له الشيخ القارئ شيرزاد عبدالرحمن، عن إكمال تلاوة الآيات في أي موضع بالمصحف ومعرفة رقم الآية ومعرفة رقم السطر الذي تقع فيه الآية، وقدرته على معرفة الآيات المقابلة لآية حددت له وقبل أو بعد عشر صفحات.

ويقول عنه الشيخ شيرزاد عبدالرحمن: إن حسين معجزة قرآنية بكل المقاييس، فبالرغم من أنه لا يستطيع العد من واحد إلى عشرة، ولا يستطيع تدبير أموره اليومية إلا بمساعدة أحد أقاربه، ولا يستطيع الرجوع إلى بيته ويتعامل أحياناً بعقلية طفل صغير، إلا أنه يحفظ القرآن الكريم عن ظهر قلب، وأنه يختم القرآن كل يوم يبدأ بالفجر وينتهي عند العصر، من خلال إمرار أصبعه فقط على الأسطر وبشكل سريع جداً، ويرتبط عقله بالقرآن في كل حركة وسكنة ولا يفكر بغير القرآن.

ويقول عمه عماد شاكر العبدلي: إن حسين بدأ حفظه للقرآن بشكل غريب وعجيب، حيث أخذ المصحف من والده رحمه الله ووضعه على صدره، ولا يمكن لأحد أن يأخذه منه إلا بعد أن ينام، ثم بدأت تتكشف للأسرة أشياء عجيبة وخارقة للعقل لا يستطيع أحد تفسيرها، وكان لا يسمع ولا يرى ويجلس على كرسي متحرك، لمدة أربع سنوات إلا أنه الآن يرى ويتحرك وشفي من أمراضه.

ويضيف أن القرآن الكريم مطبوع في قلب حسين ويقرأ بإصبعه وهو لم يذهب إلى مدرسة في حياته، ويعرف عدد مرات ورود كلمات معينة في القرآن، ومعرفة آيات السجدات ومواضعها، ويعرف المتشابهات في القرآن وإذا حددت له آية معينة، ثم طلب منه معرفة الآية التي تقابلها قبل أو بعد عشر صفحات مثلاً فإنه يعرفها.

فعاليات المسابقة

إلى ذلك تواصلت فعاليات المسابقة القرآنية لجائزة دبي الدولية للقرآن الكريم باختبار ستة متسابقين من السنغال ومصر ونيبال وجمهورية جزر القمر وغانا وغينيا بيساو، وشهدت قاعة غرفة دبي قراءة متميزة من المتسابق المصري من حيث التلاوة والتجويد والأداء الجيد، كما تختبر اللجنة مساء اليوم سبعة متسابقين وهم متسابق دولة الإمارات زايد علي الجابري واليمني إبراهيم فرحان وبلو أمدا من النيجر والأمين دجالو من الكونغو برازافيل، وكذلك صادق علي من المملكة المتحدة والتنزاني موسى حمد، إضافة إلى هاشم يتيم من موزمبيق.

ويقول المتسابق المصري محمد أشرف إبراهيم علي، وهو طالب بمعهد القراءات بالأزهر الشريف: إنه بدأ حفظ القرآن الكريم وعمره خمس سنوات وانتهى من الحفظ وعمره 15 سنة، في أحد مساجد محافظة الغربية بتشجيع من والده ووالدته، وشارك في 10 مسابقات محلية، ثم تمت مشاركته بمسابقة جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم من خلال مسابقة نظمتها وزارة الأوقاف المصرية على مستوى الجمهورية، وفاز بالمركز الأول، حيث أهله ذلك للمشاركة، ويأمل محمد في أن يكون مقرئاً للقرآن الكريم وأستاذاً في القراءات.

انتشار دولي

ورعى فعاليات يوم الاثنين كل من القيادة العامة لشرطة دبي، ومؤسسة «دو»، وشركة دبي الإسلامية للتأمين وإعادة التأمين.

وفي لقاء مع اللواء خميس مطر المزينة نائب قائد عام شرطة دبي، قال: إن جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم من الفعاليات المهمة في دبي، وتحظى باهتمام كبير من الدوائر المحلية والمؤسسات بالدولة، وتعد شرطة دبي إحدى الدوائر الداعمة لفعاليات الجائزة بما لها من دور عظيم في خدمة النشء وتشجيعهم على حفظ وتلاوة وتجويد القرآن الكريم، وحرص المسلمون على إرسال أبنائهم للمشاركة فيها وزيادة عدد الدول المشاركة في كل عام.

وأضاف أن جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم ساهمت مساهمة فعلية في جذب الكثير من شباب المسلمين في العالم للمشاركة في مسابقاتها القرآنية.

وفي ما يتعلق ببرنامج تحفيظ القرآن الكريم في السجون الذي تطبقه الجائزة بالمؤسسات العقابية بدبي، أكد المزينة أنه من البرامج الناجحة والمهمة، ومبادرة على مستوى عال من المسؤولية تستحق عليها الجائزة كل التقدير، لأن هذا البرنامج استطاع أن يقوم من النزلاء ويجعلهم يقبلون على حفظ القرآن الكريم حتى يستفيدوا من مدد العفو.

وأضاف أن البرنامج ساعد في خفض نسب المشاكل داخل المؤسسات العقابية، وأوجد نوعاً من التصالح الداخلي للنزلاء بإقبالهم على كتاب الله، مشيداً بالدعم المادي والمعنوي الذي تقدمه الجائزة لنزلاء المؤسسات العقابية ولكثير من المحافل الدينية داخل الدولة.

ويقول المهندس موسى الشواهين، المدير العام لشركة دبي الإسلامية للتأمين وإعادة التأمين: إن جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم بما تقوم به من دور في خدمة الشباب المسلم وتشجيع الحفظ على القرآن الكريم، وتقديم خدمة للمجتمع، فإن على المؤسسات الحكومية والخاصة والدوائر واجب تقديم الرعاية للجائزة، مؤكداً أن هذا واجب مجتمعي لابد وأن يسهم الجميع في رعاية فعاليات مثل هذه الجائزة التي وجدت في الأساس لخدمة أبناء المسلمين في العالم وفي الدولة.

الهاتف الذكي

وقال أحمد الزاهد عضو اللجنة المنظمة لجائزة دبي الدولية للقرآن، رئيس وحدة الإعلام بالجائزة، إنه بلغ عدد المشاهدين للبث المباشر لفعاليات الجائزة خلال الأيام العشر الأولى من الدورة الحالية 1.7 مليون مشاهد عبر الأقمار الصناعية التي تغطي القارات الخمس.

وأشار الزاهد إلى أن المشاهدين للبث المباشر عبر الإنترنت خلال فترة العشرة أيام تجاوز الـ9,034 مشاهداً، حيث كان نصيب الأجهزة الهاتف الذكية نسبة 66% بينما كانت حصة أجهزة الكومبيوتر نسبة 34%.

وذكر أن من قنوات البث الأخرى التي تستخدمها الجائزة خاصة البث عبر الإنترنت، قناة اليوتيوب الرسمية للجائزة، حيث بلغ عدد المشاهدين للقناة ما يفوق الـ36,440 مشاهداً في خلال العشرة أيام الممتدة من 10 يوليو وحتى 20 يوليو الجاري، وفي النفس الفترة أيضاً قد تخطى عدد المشاهدين لأرشيف الفيديو الخاص بفعاليات الجائزة الـ 5,136 مشاهداً.

وقال عضو اللجنة المنظمة للجائزة: إن ذلك يأتي سعياً من الجائزة لمواكبة أحدث الوسائل التقنية واستغلالها الاستغلال الأمثل في إيصال صوت الجائزة إلى أكبر شريحة من المتابعين على المستوى العالم.

وأضاف لأول مرة أطلقت الجائزة تطبيقها الرسمي على أجهزة الهاتف الذكي التي تعمل بنظام iOS كأجهزة الآي فون والآي باد ونظام الأندرويد كأجهزة السامسونج جالاكسي وغيرها.

وأشار الزاهد إلى أن التطبيق يمتاز بمجموعة من الخصائص أهمها البث الحي لفعاليات المسابقة الدولية، بالإضافة إلى سهولة الوصول إلى المادة الفلمية المتوافرة على قناة الجائزة الرسمية على اليوتيوب، كما يمكن لمستخدمي التطبيق سهولة الوصول إلى معرض الصور التفاعلي. مبادرة كريمة

يقول روكان عبدالخالق نائب القنصل العام العراقي في دبي: إن جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم هي مبادرة كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وهي بمثابة دعم كبير للدين الحنيف، ولحفظة القرآن الكريم الذين يحاولون بكل ما يستطيعون المشاركة في هذه الجائزة، التي تعتبر من أقوى المسابقات القرآنية في العالم، التي لم تستطع أي دولة أخرى أن تقيم مسابقة مثلها في قوتها وفي تنظيمها، وفيما تقدمه للفتية الذين يأتون من مختلف بقاع الأرض للمشاركة فيها. وأضاف أن العراق تحرص دائماً على أن يكون لها مشارك في هذه الجائزة منذ نشأتها، وأتمنى أن تحذو البلاد الإسلامية حذو دولة الإمارات في تنظيم مسابقات في قوة هذه المسابقة وفي عظمتها.