لا شك في أن الأهل لا يودون اكتشاف التوحد لدى أولادهم. لذلك من المبرر أن يشعروا بالانزعاج عند البحث عنه. لكن التحقق من التوحد بالغ الأهمية، حتى إنه تحول أخيراً إلى جزء من العناية بالطفل. عندما نلاحظ أن الولد تأخر في النطق، لا يتفاعل مع الآخرين، أو لا يلعب بطرق تتناسب مع سنه، نفكر في التوحد. تقدّم عيادات عدة راهناً استبانات للأهل بغية ملئها وتشمل أسئلة عن التوحد. وتسمح لنا هذه الاستبانات بالحصول على معلومات أكثر تفصيلاً مقارنة بما قد نحصل عليه من التحدث إلى الأهل فحسب.
من المفرح أن معظم الأولاد لا يعاني التوحد. فالتأخر قليلاً في الكلام أو الخجل أو التصرف بغرابة أكثر شيوعاً من أن تكون مجرد أعراض كآبة. لكن الحصول على مساعدة باكراً قد يشكل فارقاً كبيراً بغض النظر عن حالة الولد. لذلك، عندما نلاحظ ما قد يقلقنا، فمن الضروري التحقق منه. ثمة طرق عدة للتحقق من التوحد. فمن الممكن تقييم الأولاد منذ الولادة حتى سن الثالثة والاستعانة بخدمات {التدخل المبكر}، برنامج للأولاد الذين يواجهون الكثير من مخاطر النمو ومخاوفه. يُقدّم الجزء الأكبر من هذه الخدمات في المنزل (أو في دار الحضانة أو أي مكان مناسب للعائلة) من دون أن تتكبد العائلة كلفة تُذكر. أما إذا كان الولد قد تخطى الثالثة من العمر، فمن الممكن الحصول على التقييم والخدمات عبر المدارس العامة المحلية. من الطرق الأخرى التي يمكنك من خلالها التحقق من حالة ولد ينمو ببطء أو بشكل مختلف عن الآخرين استشارة اختصاصي يكون عادةً طبيب أطفال متخصصاً في مجال النمو أو طبيب أعصاب. نميل عادةً إلى القول: {من الطبيعي أن يتأخر ولدي في النمو قليلاً}، من دون أن نتخذ أي خطوات. لا شك في أن أولاداً كثراً يتأخرون في النمو. ولكن حتى هؤلاء ينمون بسرعة أكبر مع القليل من المساعدة. وأعتقد أن كل ولد يستحق المساعدة.
المصدر : كلير مكارثى \ جريدة الجريدة